كتب : محمد بغدادى
" أدى الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره، وفين حبيبي اللى رماني من جنة الحب لناره"، هذه الكلمات من أغنية "الربيع" التي تعد أشهر الأغنيات التي يستقبل بها الجمهور أعياد الربيع كل عام، لحنها وغناها الفنان الكبير الراحل فريد الأطرش، الذي نُحيي هذه الأيام مئويته الأولى وهى من كلمات الشاعر الراحل مأمون الشناوي.
كانت لهذه الأغنية قصة غريبة جمعت الثنائي فريد الأطرش والشناوي، حيث كان من المفترض أن تغنيها كوكب الشرق أم كلثوم ، وأعربت وقتها عن مدى إعجابها الشديد بكلماتها، ولكنها رغبت في تغيير وتعديل بعض الكلمات، وهو ما رفضه الشناوى، معتبرًا ذلك تقليلاً منه.
وبمحض الصدفة التقى مأمون الشناوى بالمطرب الراحل فريد الأطرش وسمع الأخير أغنية "الربيع" وأبدى إعجابه الشديد بكلماتها، وقرر أن يُغنيها، وأصبحت واحدة من أروع وأشهر ما غنى الأطرش طوال رحلته الفنية المليئة بالأعمال الناجحة، بين غناء وألحان وتمثيل صنع من خلالها نجوميته فى مختلف البلدان العربية والأجنبية
كما كان هناك موقف آخر جمع بين النجم الراحل فريد الأطرش، والكاتب الراحل كامل الشناوى، ولكن هناك روايتين حول الموقف الذي جمع بينهما من خلال أغنية "عدت يا يوم مولدي"، حيث كانت هناك علاقة صداقة قوية تربط بينهما، وكانا لا يفترقان، وقرر الأطرش أن يحتفل بـ «عيد ميلاد» كامل الشناوي، وبعد تدخل من الحاضرين وقتها وإلحاح من الأصدقاء وافق الشناوى على إحياء حفل ميلاده.
وفى حفل ميلاد الشناوى بدأ الأصدقاء يتناوبون الحديث كل منهم يلقى كلمة خاصة بهذة المناسبة، وجاءت كلمة كامل الشناوى والذى فاجأ الأطرش وألقى له كلمات قصيدة "عدت يا يوم مولدي"، معربًا عن مدى سعادته بالحفل الذى أقامه له صديقه فريد الأطرش، قائلا إنه عجز على أن يفي دينه نحو الموسيقار الراحل، فقدم له آخر ما كتب، وفور سماع الأطرش كلمات الأغنية سيطرت عليه حالة من الفرح الممزوجة بالبكاء من شدة المفاجأة، ووضع فريد اللحن على الكلمات، وسجلها وقدمها في أحد أفلامه ونجحت نجاحًا كبيرًا.
الرواية الأخرى للأغنية، تقول إنه كان من المقرر أن يقوم بتلحينها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، إلا أنه عندما تأخر فى تنفيذها بسبب انشغاله بأغنية "لا تكذبى"، سمع فريد الأطرش الأغنية وطلب من كامل الشناوى أن يغنيها، ووافق الأخير مرحبًا بذلك، إلا أن هذه القصيدة كانت بداية حرب باردة بين الاثنين، قبل أن تتوطد صداقتهما، وذلك بسبب أن فريد لحن القصيدة وغناها من دون أن يعرض أجرًا على الشناوي، أو يفاتحه في الأمر، وكان فريد يظن أن الشناوى قد أهداه الأغنية، كما كان يفعل مع كثير من أصدقائه، وكان هناك صديق مشترك طلب من الأطرش ثمن القصيدة، وعاد بشيك بمبلغ 200 جنيه، فرفض الشناوى قبوله؛ معتبرًا أن المبلغ أقل من قيمته كشاعر ومن قيمة ونجاح القصيدة، وبعد حروب مشتعلة بينهما دفع الأطرش مبلغ الـ«1000 جنيه» لـ «الشناوى» وسادت بينهما محبة وصداقة قوية قبل وفاة الشناوى بـ «ثلاث سنوات».