الأربعاء 12 يونيو 2024

ضحايا ختان الإناث في العيادات النفسية.. ومصر ما زالت الأولى عالميًا

14-5-2017 | 12:31

 

كثر الحديث واللغط عن ختان الإناث منذ سنوات، وارتفعت الأصوات لتعديل القوانين وتغليظ العقوبة، وقدمت مقترحات، وعقدت جلسات استماع في مجلس النواب، وبرغم كل ذلك ما زالت مصر الأولى عالميا في ختان الإناث، وفقا لآخر إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، حتى لقبت بعاصمة " الختان" في العالم.

ولكن بعيدا عن القوانين والأرقام، والعادات المورثة، ماذا يفعل الختان في حياة الإناث؟

لذلك توجه "الهلال اليوم"، لإحدى عيادات الصحة النفسية والاستشارات الأسرية، لكشف معاناة ضحايا ختان الإناث، وأثره على الحياة الزوجية.

وأكدت الدكتورة زينب مهدي، استشاري الصحة النفسية جامعة عين شمس، في حديثها لـ"الهلال اليوم": "إن حال ختان الإناث في مصر، مقلق، بين مؤيد ومعارض، وبين أسر تصر علي تختين بناتهن، وتكون الضحية هنا بشكل كلي وجزئي هن الفتيات، لأن عند التعمق والنظر في الآثار النفسية الناتجة عن ذلك التشويه الذي يحدث في العضو التناسلي للفتاة، سنتعرف على مدى الخطورة والمعاناة التي تعيشها تلك الفتاة.

وأضافت: بداية من تشويه في صورة الذات، فكثير من الفتيات بعد هذه العملية الجراحية لو تمت بتخدير كلي أو تخدير جزئي سوف تنظر إلى حالها نظرة مشوهة، لأنه تم استئصال جزء من جسدها.

وأوضحت ثانيا، حالة الاكتئاب والخوف والجو المرعب المصاحب لهذه العادة يصيب كثير من الفتيات، نظرا للأوجاع، التي تشعر بها أثناء العملية لو لم تتم بتخدير مثلما يحدث في بعض القرى والنجوع.

وأشارت أيضا إلى القلق، وهو من أكثر الأمراض النفسية شيوعا، لأنه كثير من الفتيات يقعن تحت تأثير ضغط نفسي بعد الإفاقة من هذه العملية، وبالتالي يبقي الأثر النفسي ألا وهو القلق والتوتر حتى بعد مرور سنين عليها.

وأكدت أن الفتاة تصاب بالخوف بدرجة شديدة ليصل إلى حد الإرهاب، وهنا نقف وقفة شديدة إلا وهو الإرهاب والخوف وهنا ينقسم إلى قسمين القسم الأول، وهو الخوف من الجسد والقسم الثاني هو الخوف من العلاقة الجنسية فيما بعد القسم الأول يناقش أنه عند مناقشة كثير من الحالات اللاتي وقعن تحت ضغط تلك العملية قالوا إننا أصيبنا بخوف من أجسادنا وكلما ننظر لتلك المنطقة الحساسة نشعر بالخوف الشديد.

واستكملت: وحالات أخرى قالت إننا أصبحنا نخاف من العلاقة الجنسية بعد الزواج ومن هنا تتفجر نقطة مهمة جدا ألا وهي علاقة ختان الإناث بالعلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته.

واستنكرت زينب مهدي، قائلة: كثير من القرى والنجوع المصرية والعربية والأفريقية أيضا تهتم بتختين بناتهن ويقولون إنها عنوان للعفة والطهارة للنفس والتحكم في شهوة المرأة ولكن ما يحدث عكس ذلك، وهو ما قالته بعض الحالات التي تترد على العيادة.

وسردت زينب مهدي، ما قالته الحالة "ن": إنني خضعت لهذه العملية وأنا في عمر 12 عاما، وبعدها تزوجت في سن 20 عاما، وللأسف لم أشعر برغبة جنسية لزوجي إطلاقا حتى هو أصبح يشكو من أنني لم أحتج لممارسة الجنس معه إلا مرات قليلة، ويتهمني بالبرود.

ووصفت الدكتورة زينب مهدي: بالتأكيد لا توجد علاقة بين الطهارة والبرود الجنسي ولكن العضو المستهدف بالطهارة هو يسمي بالبظر، وذلك العضو في جهاز المرأة التناسلي هو عامل مهم جدا في بداية العلاقة الجنسية بين المرأة وزوجها، حتى إنه تأكد انه له دور كبير في إشباع شهوة المرأة وعندما يتم استئصاله تصبح الحياة الجنسية لشريحة كبيرة من النساء مهددة بالدمار والانهيار.

وأضافت :إن نسبة كبيرة من العاهرات تمت تختينهن في صغرهن، وهذا لا يمنعهن من ممارسة الدعارة أو الفحشاء بطريقة أو بأخرى.

وأوضحت أن العلم يؤكد أن العملية الجنسية عملية بيولوجية تتم من خلال إفراز هرمونات من المخ.

واختتمت الدكتورة زيني مهدي: تلخيص ما يحدث في الفتيات من تشويه جسدي ونفسي، الختان يؤثر على إشباع الزوجة لزوجها جنسيا، الختان يشوه الفتيات نفسيا، وفي حالات كثيرة رأيناها في واقعنا، وهي حالات وفيات من عملية الختان التي تحدث بشكل بشع ومهين للفتاة.

ونصحت قائلة: لو أرادت الأسر أن تتحكم في شهوة بناتهن فعليهم بتربيتهن تربية سليمة وليس باستئصال عضو مهم في أجسادهن.