يعيش أهالي مدينة الصف، التابعة لمحافظة الجيزة، مأساة حقيقية، بعدما تسممت أجسادهم، وحصد مرض الفشل الكلوي أطفالهم؛ بسبب مياه الصرف الصحي، التي باتت مختلطة بكل شيء هناك.
قرى مركز الصف، وهي: الشرفا، والمنيا، والجمال، غارقة في مياه المجاري، التي غمرت الشوارع، ونمت بها الحشائش، وصارت تحيط بالمنازل إحاطة السوار بالمعصم؛ حتى تسببت في تلف جدرانها.
ويكشف الحاج محمد علي، بقرية الشرفا، عن السبب الرئيس وراء غرق قرى الصف بمياه المجاري، وهو ارتفاع منسوب ترعة كومبو بحوالي 16 مترا عن القرى، وهي الترعة التي أنشئت لاستقبال الصرف الصحي للقاهرة الكبرى بالكامل، بدلا من أن تذهب للصحراء؛ لزراعة الأشجار الخشبية.
وأوضح أن جدران الترعة انهارت، فتسربت المياه للقرى الأقل منها في المنسوب، ما نتج عنه رشح للمياه الجوفية، مما تسبب في غرق هذه القرى.
وأضاف: «قدمنا شكاوى، وبلاغات، لوزارات الإسكان، والبيئة، والري، وديوان المحافظة، والمجالس المحلية، ولا توجد أي استجابة حتى الآن، كما لم يتم تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرى حتى الآن».
وقال ممدوح إسماعيل، من قرية المنيا: «هناك مشكلة أخرى هي ترعة الخشابي، التي نستخدمها في ري الأراضي، لكن الحشائش، والحيوانات النافقة، والقمامة، باتت تملؤها»
وأضاف: «تقدمنا بشكاوى لمكتب الري بالمحافظة، ولم يهتم أحد فلم يأت أي مهندس لمعاينة الترعة، وتسببت في رشح الأراضي الزراعية على جانبي الترعة، بامتداد طولها، وأدت إلى خسارة المحاصيل الزراعية للفلاحين، وخاصة الخضروات، والفاكهة».
وأوضحت سعاد إبراهيم، ربة منزل، بقرية الشرفا: «لا توجد مياه شرب نقية، نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي، حتى أصبح أطفالنا ضحايا للفشل الكلوي ومعظم الأهالي مصابون بفيروس سي».
وطالب محمد توحيد، من قرية الجمال، بإنشاء صرف مغطى لترعة الخشابي، حتى لا تسبب في رشح الأراضي الزراعية المجاورة، مع تبطين ترعة كومبو بالحجارة، حتى لا يرتفع منسوب المياه بها، وتتسرب على القرى الأسفل منها، مناشدا المسؤولين سرعة تنفيذ وعودهم بتحويل مجرى ترعة كومبو، واستكمال مشروع الصرف، وشفط المياه التي أغرقت القرى، بواسطة عدد من المعدات الحديثة.