" على الورق ميت وأنا حى أرزق "، بهذه الكلمات القصيرة عبر سلامة عبد الحميد البالغ من العمر 62 عاما المقيم بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، عن مأساة يعيشها منذ أكثر من ثلاث شهور عندما ذهب للحصول على معاشه فاكتشف بأنه فى الأوراق الرسمية متوفى .
وروى "عبد الحميد"، لبوابة "دار الهلال" التفاصيل الكاملة لمأسات، قائلا إنه كان يعمل موظفًا فى شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة، ويتقاضى معاشًا مبكرًا منذ عام ١٩٩٢ دون حدوث أى مشكلة، إلا أنه فوجىء فى شهر أبريل الماضى عند ذهابه لصرف المعاش كالمعتاد بأن موظف البنك يخبره بأنه توقف، حينها ذهب إلى فرع التأمينات فى منطقة محب، وتلقى المفاجأة الكبرى بأنه مدون فى السجلات بجوار اسمه ورقمه القومى ورقم المعاش وجميع بياناته "حالة وفاة من قبل وزارة الصحة "، وبناءً عليه تم وقف المعاش.
وتابع: أصبت بحالة ذهول من الصدمة، حتى كدت أن أسقط مغشيا علي من هول المفاجأة، مشيرا إلى أنه تماسك وأخذ يردد " أنا عايش .. أزاى مكتوب عندك أنى ميت "، وحصل على خطاب من التأمينات الإجتماعية يفيد بأن المطلوب منه خطاب من إدارة صحة أول المحلة الكبرى، بأنه لا يزال على قيد الحياة، وعندما ذهب إلى مكتب الصحة تبين أنه لا توجد أى أوراق لديهم ثبت أنه متوفى، وبناءا عليه حصل على خطاب أخر يفيد بأنه على قيد الحياه.
وأشار " سلامة "، أنه ذهب بخطاب الصحة إلى التأمينات الأجتماعية بطنطا للحصول على مفردات المعاش، واكتشف أيضًا أن أسمه مدون لديهم "حالة وفاة من قبل الصحة "، لافتا إلى أنه ذهب إلى السجل المدنى بالمحلة لكى يستوضح الأمر الإ أنه أكتشف للمرة الثانية مفاجأة أخرى، وهو استخراج شهادة وفاة كمبيوتر باسمه بتاريخ 5 أبريل الماضى، وقام باستخراج شهادة ميلاد كمبيوتر فى نفس اليوم، مضيفا: استلمت شهادة وفاتى وميلادى فى يوم واحد "، علما بأنه لا يمكن للمتوفى استخراج شهادة ميلاد كمبيوتر.
" أنا عايش أسوأ أيام حياتى"، تابع "عبد الحميد": منذ هذا اليوم وأنا أعيش فى مأساة حقيقية بسبب "اللف على مكاتب الموظفين" على حد قوله لإثبات أنه ما زال على قيد الحياه، فى ظل مطالب بدفع إيجار شقته وكهرباء ومياه، وهو الآن يحصل على معاشه عن طريق حولات تصرف من البنك.
واختتم تصريحاته بأنه محاميه رفع دعوى قضائية للكشف عن ملابسات الواقعة ومحاسبة المتسبب فيها والإلزام بالتعويض المدنى كحق أصيل للمتضرر.