الجمعة 17 مايو 2024

استشاري نفسي: حادث تحرش العمرانية يؤكد قدرة الفتاة المصرية على كسر حاجز الخوف

حادث التحرش بفتاة العمرانية

سيدتي28-6-2021 | 12:05

ولاء نبيه

تأتي حادثة التحرش التي وقعت أمس الأحد، وكانت بطلتها فتاة العمرانية "الطالبة في الصف الثالث الثانوي" والتي تمكنت من فضح الشخص الذي حاول التحرش بها وقام بصفعها على وجهها عبر وسائل التواص الاجتماعي حتى تمكنت السلطات الأمنية من القبض عليه بعد وقت قليل من الحادث، لتسلط الضوء من جديد جراءة الفتاة المصرية وقدرتها في كسر حاجز الخوف والصمت الذي ظل مسيطر عليها منذ عقود. 

القصة كما روتها الفتاة

روت الطالبة ليلى ضحية التحرش في منطقة العمرانية، المعروفة إعلاميًا باسم «فتاة العمرانية» خلال مداخلة هاتفية في برنامج «كلمة أخيرة»، مع الإعلامية لميس الحديدي، الذي يُعرض على شاشة «أون»، تفاصيل واقعة التحرش بها أثناء عودتها من الدرس، مشيرة إلى أنها في المرحلة الثانوية وأثناء سيرها في الشارع، فوجئت بأحد الأشخاص يسير بجوارها بسيارته، واعتدى عليها لفظيًا بألفاظ خادشة للحياء، حيث قالت:" قالي كلام فظيع مش كويس، حاولت تجاوزه وإكمال سيري".

وأضافت ليلى "أنه من كثرة الشتائم التي وجهها لها، حاولت سؤاله بعد سبها، قولتله حضرتك بتكلمني أنا؟"، مؤكدة أنها وجدت رد فعل غريب حيث خرج من سيارته وقام بالاعتداء عليها بالضرب على وجهها، واستطردت "كنت خايفة أوي منه وقررت منزلش الشارع تاني".

وأشارت إلى أنها تتعرض لمعاكسات عديدة، لكن هذه المرة كانت مليئة بالشتائم والسباب والضرب، وأصيبت بالصدمة والذهول بسبب ضربها، «معرفتش أتصرف لكن صحبتي ساعدتني وأخذت رقم العربية».

كما تمكنت الكاميرات في الشارع من تصوير الحادثة وهو ما ساعدهم على نشرها عبر وسائل الاجتماعي ما ساعد الجهات الأمنية في إلقاء القبض على الجاني في غضون ساعات قليلة.

في هذا السياق وصف الدكتور جمال فرويز "استشاري الطب النفسي" أن واقعة التحرش بفتاة العمرانية بأنها تعبر عن تحول إيجابي في شخصية الفتاة المصرية من حيث الجرأة على فضح الجاني من خلال التقاط الصور والفيديوهات له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه يعبر عن قدرتها على كسر حاجز الخوف والذي ظل مسيطر عليها سنوات طويلة.

 وأضاف أن إيجابية هذا الأمر لا تقتصر فقط على تصرف الفتاة بل تتعدى ذلك إلى كونها تصبح نموذج يحتذى لغيرها من الفتيات التي تتعرض لمثل هذا الحادث حيث يتبعون نفس الأسلوب في فضح الجاني وترصده، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يسمى في مجال علم النفس "بالخلفية الذهنية" وهو أن الشخص دائما يتبع نفس الأسلوب الناجح الذي اتبعه غير لما له من ثمار ونتائج إيجابية ملحوظة. 

وتابع: "بعض الأشخاص لا يكتفون فقط بتقليد غيرهم وانما منهم من يكون له قدرة على ابتكار وسائل جديدة في كشف مثل هذه الجرائم وهو ما يكون له القدر الأكبر في تشجيع غيرهم على اتباعهم ومحاولة تقليدهم".

ولفت الى أن قدرة الفتيات على كسر حاجز الصمت والخوف الذي ظل مسيطر عليها لفترات طويلة يعد أحد أهم العوامل التي تساهم بشكل كبير ردع المتحرشين والحد من هذه الظاهرة المؤرقة للشارع المصري.