أكدت صحيفة "الوطن" العُمانية، أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي غير مستعد لتقديم خطوات عملية تشير إلى أنه يسعى إلى السلام، وقالت: "بل على العكس من ذلك، كل الخطوات على الأرض التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أنه بات في حل من جميع القرارات والمبادرات ونتائج المؤتمرات ذات العلاقة بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي".
وأضافت صحيفة "الوطن" في كلمتها الافتتاحية اليوم "الإثنين"، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي كان يندفع في اتجاه التنمر والتمرد على الشرعية الدولية وانتهاك القانون الدولي، وانتهاك المعاهدات ذات العلاقة التي تمس الاحتلال، لثقته الكبيرة بأن وراءه قوة دولية أو بالأحرى قوى دولية تحميه وتبسط عليه غلالات المنعة من أي عقاب على خطأ أو عدوان أو دَوْسٍ بالأقدام على أي قرار دولي أو طرح إقليمي يدعو للسلام.
وتابعت: "لكن اليوم ـ وبكل أسف ـ تغيرت الأوضاع ومالت الكفة كلها إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي، وانحدر مسار القضية الفلسطينية، ولم تعد قوة أو قوى غربية تقف إلى جانب الكيان الإسرائيلي الغاصب، وإنما تعددت هذه القوى وأصبحت غربية وغير غربية، الأمر الذي أعطاه مزيداً من السطوة والثقة والأريحية الكاملة والمطلقة للتمادي على حقوق الشعب الفلسطيني، والدَّوْسِ أكثر على قرارات الشرعية الدولية كافة، سواء كانت ذات العلاقة أو غير ذات العلاقة، كما لم يعد الأمر مقتصراً على تعبئة عصابات المستوطنين المحتلين لأرض فلسطين على فهم معين يقيس به مدى قوة كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يظل دائماً قادراً على تدمير أكبر قدر ممكن من المدن العربية وقتل المدنيين بأعداد كبيرة عقاباً على أي (خطأ)، سواء في حق عصابات المستوطنين، أو في حق جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإنما إشاعة أجواء مريحة داخل ما يسمى المجتمع الإسرائيلي وبين صفوف عصابات المستوطنين وغلاتهم ومتطرفيهم بأنهم أصبحوا مقبولين إقليمياً وعربياً".
وأكدت الصحيفة العُمانية أنه لذلك لا يريد كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يلتزم بما تم الاتفاق عليه في بيان وقف النار مع المقاومة الفلسطينية الذي رعته جمهورية مصر العربية في معركة سيف القدس الأخيرة، "فلا تزال الممارسات العدوانية متواصلة على أهالي حي الشيخ جراح وتهديدهم بالتهجير القسري، وكذلك المضايقات المستمرة ضد المقدسيين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، وفي باحات وحرم المسجد الأقصى الشريف".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بـ : "الحقيقة التي لا مِراء فيها هي أن كيان الاحتلال الإسرائيلي سيواصل جرائم حربه وانتهاكاته ضد الإنسانية، وكل أشكال الموبقات والجرائم، ولن يتوقف عن هذه الممارسات حتى يبلغ ما يسعى إليه من أهداف وأولها احتلال مدينة القدس بالكامل .. لكن ما يجب أن يفهمه هذا الكيان الغاصب أن الثقة التي يتدرع بها الناتجة عن التحالفات القديمة والجديدة في الإقليم وخارجه لن تكون صك تمليكه فلسطين لن تمكنه من فعل ما يريد، فهناك مقاومة تتابع وتراقب من كثب ومستعدة لوضع حد لهذا الاحتلال، وهي مقاومة في كل معركة تثبت تطورها وقدرتها".