تحتفل مصر بالذكرى الـ8 لثورة 30 يونيو المجيدة تلك الثورة التي أنقذت مصر من عام مظلم عاشته تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية، عانى فيه الشعب المصري من أزمات طاحنة في كافة قطاعات الحياة اليومية بين أزمات وطوابير في محطات الوقود والمخابز وغيرها من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
فيما وصف سياسيون تلك الثورة بأنها جاءت إنقاذا لمصر من نفق مظلم ومحاولات طمس الهوية الوطنية خلال حكم الإخوان، وكانت بمثابة بداية حياة جديدة وتأسيس للجمهورية الثانية التي تقترب مصر من دخولها، موضحين أن ثورة 30 يونيو نجحت في تحقيق تغيرات عميقة على مختلف المستويات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وسياسية خارجية والمشروعات التنموية.
بداية حياة جديدة
وفي هذا السياق، قال المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن ثورة 30 يونيو هي بداية حياة جديدة لمصر لأن الوضع قبل تلك الثورة في 2013 كان غير عادي ويقترب من حدوث حرب أهلية مع تردي الوضع الاقتصادي والدولي وكانت كل المؤشرات تدعو للتشاؤم في ظل أزمات طاحنة وهروب العقول المفكرة ورؤوس الأموال من البلاد.
وأوضح في تصريح لبوابة «دار الهلال» أن المصريين في 30 يونيو نجحوا في إنقاذ بلادهم واستردوها وعادت مصر من النفق المظلم الذي كانت تتجه إليه، وبدأت مرحلة البناء والتعمير والتفكير في المستقبل، مضيفا أن الـ8 سنوات الماضية منذ 30 يونيو 2013 وحتى اليوم خاضت الدولة معركة للتطوير والتنمية بشكل جعل المصريين يفخرون ببلادهم وبإنجازاتهم.
وأكد أن الهوية الوطنية المصرية كانت مهددة قبل ثورة 30 يونيو في ظل عام حكم الإخوان الذي عمل على نشر الفتنة والاستقطاب بين أبناء المجتمع المصري، وكان عاما كاشفا لادعاءاتهم الكاذبة وأنهم يرددون شعارات، مضيفا أن المصريين مسلمين ومسيحيين بدأوا يشعرون بتهديد حقيقي على أنفسهم وبلادهم.
وأضاف "الخولي" أن الهوية المصرية متدينة سمحة وسطية لا تعرف التطرف، لكن الإخوان كانوا يرفعون شعار الحكم باسم الدين وأن توليهم الحكم سينقل البلاد إلى مصاف الدول لكن الواقع أثبت فشلهم وأنهم لا يملكون أي خبرة للحكم والإدارة وأنهم يرددون شعارات من أجل تحقيق مصالهم وأهدافهم فقط ولا يعملون لصالح الوطن.
وأشار إلى أن المصريين عانوا من أزمات طاحنة خلال عام حكم الإخوان فالجميع يتذكر مشاهد الطوابير أمام محطات الوقود في ظل أزمات نقص البنزين والسولار وكذلك انقطاع الكهرباء بالساعات بشكل جعل المصريين يشترون مولدات كبيرة في بيوتهم وأماكن عملهم، إلى جانب تردي الوضع الصحي والمعيشي بشكل عام.
ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عمل على إنقاذ مصر ونجح في قيادة البلاد بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2014 ليبدأ نهضة شاملة في كافة القطاعات ويهتم بقضايا وأزمات متراكمة، وكان من أبرزها بدء الحملة القومية 100 مليون صحة والتي كان لها دورا بارزا في القضاء على فيروس سي الذي عصف بصحة المصريين من أكثر من 30 عاما، مضيفا أنه لولا هذه الحملة لكان الوضع في ظل أزمة فيروس كورونا تحول إلى كارثة.
أسست للجمهورية الثانية
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة 30 يونيو هي ثورة ساهمت في إحداث تغيرات سريعة وعلى مختلف الأصعدة بمشاركة الشعب، وهذا هو التعريف العلمي للثورة والتي يكون للشعب فيها دور أساسي، مضيفا أن هذا ما حدث في 30 يونيو 2013 حيث بادر الشعب بالخروج رفضا لحكم الإخوان وأيدت القوات المسلحة مطالب وحركة الشعب المصري.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن المبادرة كانت من الشعب وانحاز إليها الجيش المصري الذي هو جزء من الشعب، مضيفا أن 30 يونيو أحدثت تغيرات سريعة ومتلاحقة في المجتمع فنجحت في تحقيق تغيرات عميقة على مختلف المستويات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وسياسية خارجية والمشروعات التنموية.
وأكد بدر الدين أن ثورة 30 يونيو ساهمت في بناء الدولة الحديثة، حيث أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل على بناء دولة جديدة وتقترب مصر من الدخول لعصر الجمهورية الثانية مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة والمرتقب أن يكون خلال الفترة المقبلة، وهذه الدولة تقوم على المؤسسات والتنمية والبنية التحتية والمشروعات العملاقة وسياسية خارجية متوازنة وتتسم بالاستقلالية والمرونة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن بناء الإنسان المصري أحد مظاهر الجمهورية الثانية ورفع الوعي لدى الإنسان لأنه الأساس في مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، مضيفا أنه خلال الـ8 سنوات الماضية حدثت تطورات كثيرة على كافة الأصعدة اقتصادية وسياسية وتنموية واجتماعية وبناء الإنسان والجمهورية الجديدة ودولة عصرية.
وشدد على أن هذه المكتسبات هي التي حافظت على هوية الشعب المصري التي تحمل مصر لوائها عبر العصور، فـ30 يونيو هي ثورة بالمعنى العلمي وما أحدثته من تغيرات جذرية فيما هو قائم وفيما هو مقبل مثل عهد الجمهورية الجديدة والإنسان الجديد.