رغم الجهود  المالية، والقوى البشرية الضخمة، التي يتطلبها العمل على بناء ناطحات السحاب، إلا أن الكثير من ناطحات السحاب، حول العالم مهجورة، ويرجع ذلك لأسباب مختلفة، أما توقف بناء الناطحات، بعد مدة من بنائها، وقبل الانتهاء منها بالكامل للديون و الحروب، أو تم الانتهاء منها، لكن لم يسكنها أحد.

ونستعرض  في هذا التقرير، أشهر 10 ناطحات سحاب مهجورة في العالم.

مبنى ستيريك في ممفيس 

وكان يعتبر هذا البرج أطول مبنى في الجزء الجنوبي للولايات المتحدة، وانتهت أعمال البناء فيه عام 1930، وكان يعرف وقتها باسم مملكة ممفيس، وكان يستغل في إشغالات للمكاتب والبنوك، وشركات العقارات، والأوراق المالي، وعدد كبير من  صالونات التجميل، إلا أنه في عام 1960، بدأت المشروعات القاطنة داخله هجره، إلى أن أصبح فارغا تماما عام 1980، وعلى الرغم من الخطط العديدة لاستعادة البناء، لكن العديد من القضايا البيئية، والقانونية، تحول دون اتخاذ أي إجراء لإعادة استعماله.

المركز المالي في كراكاس  

بدأت أعمال بناء في برج المركز المالي المعروف باسم «سينترو فينانسيرو كونفينانزاس»، من قبل المستثمر ديفيد بريليمبروج، عام 1990، ولسوء الحظ توفي المستثمر في عام 1993، وحلت أزمة مصرفية بالمشروع، بعد وفاة المستثمر بعام، مما جعل الحكومة الفنزويلية تستولي على المشروع، وعلى الرغم افتقار المبنى للسمات الأساسية مثل: الكهرباء والماء والجدران في بعض طوابقه، إلا أن المبنى المكون من 45 طابقا، كان الملاذ الآلاف في عام 2007، خاصة بعد عجز الحكومة عن توفير مساكن للسكان، وفي عام 2014، قامت الحكومة بإخلاء البرج من السكان، وبقي مهجورا حتى اليوم.

برج إنسيغنيا في ميكسيكو سيتي  

كان يعتبر ثاني أطول برج في المكسيك، وتم الانتهاء من البناء عام 1962، ناطحة سحاب ثلاثية مكونة من 25 طابقا، وتم افتتاحه عام 1964، وكان يستغل من قبل إدارة المجمعات السكنية المحلية، ثم أصبح مقر البنك الوطني للأشغال العامة، إلا أنه في عام 1985، تم إخلاؤه بسبب الزلزال وظل فارغا حتى اليوم، وإلى الآن تحاول الحكومة جاهدة إعادة هيكلته لاستعماله مجددا.

برج بلازا في نيو أورليانز 

يعد مبنى “نيو أورليانز” واحد من أشهر  المباني، تم تشيده عام 1968، وهو مكون من 45 طابقا،ولا يزال ثالث أطول مبنى في نيو أورليانز، إلا أنه  عانى من مشاكل تعفن وإسبستوس حتى أنهت المكاتب تعاقدها معه، وأصبح خاليا تماما  في عام 2002، إلى أن تم بيعه خلال مزاد علني عام 2011 ولا يزال مهجورا حتى اليوم.

برج الكتاب في ديترويت ميشيغن

كان يعرف هذا البرج باسم مبنى الكتاب في ذلك الوقت، وبعد 10 أعوام تم ربطه بمبنى مبنى آخر مكون من 38 طابقا، وكان المبنى الجديد أطول مباني مدينة ديترويت لمدة عامين قبل بناء برج بينوبسكوت عام 1928، وأغلقت كل المكاتب فيه وأصبح مهجورا، وفي عام 1982 تم إضافته إلى السجل الوطني للأماكن التاريخية، وبحلول عام 2009 خرج آخر المستأجرين من البرج، ونجى المبنى من فترة الكساد وأزمات مالية أخرى حتى فترة السبعينيات، وعلى الرغم من خطط إعادة هيكلة البرج، إلا أنه حتى اليوم بقي مهجورا.

برج أبراهام لينكولن في ريو دي جانيرو  

برج من أصل  برجين توأم في “ريو دي جانيرو”  كانا جزءا  من خطة تطوير ضخمة عام  1960،ومنهم برج  أبراهام لينكولن أحد البرجين وتمت أعمال البناء فيه عام 1969، ولكنها توقفت عام 1972، بسبب مخاوف بشأن السلامة الهيكلية، مع ذلك، لا يزال البرج قائما على الرغم من أنه مهجور إلى جانب برج آخر وهو برج “شارل ديغول” الذي يعتبر نسخة طبق الأصل عن توأمه غير المكتمل.

منتجع فونتينبلو في لاس فيغاس

ويعتبر هذا المبنى أحدث مبنى في القائمة هو “منتجع فونتينبلو” الذي بدأت أعمال البناء فيه عام 2007، وكان من المفترض أن يصل طول المبنى لـ220 مترا وأن يكون أطول مبنى في لاس فيغاس، لكن بسبب الركود الذي ضرب المدينة والقروض التي تراكمت على البنوك، أفلس المشروع ولم يستكمل وتوقفت أعمال البناء فيه عام 2009.

برج المر في بيروت 

هذا البرج له تاريخ هام  في بيروت، وهو مكون من 34 طابقا إضافة إلى 7 طوابق سفلية،  و كان من المفترض أن يكون البرج مركزا لمكاتب الشركات ومراكز التسوق، إلا أنه مع بداية الحرب الأهلية، وبسبب الموقع الاستراتيجي، توقفت  أعمال البناء فيه عام 1975،  وسيطرت ميليشيات مسلحة على البرج وجعلت من الطوابق العلوية له مواقع تكتيكية لإطلاق النار، أما الأدوار السفلية فكانت لاحتجاز السجناء.وعلى الرغم من أن معظم البيوت تدمرت في بيروت خلال الحرب الأهلية، إلا أن المبنى ظل صامدا  رغم الدمار الهائل عليه.، وبسبب تلك الأضرار، كان من المستحيل إعادة تطويره وبقي شاهدا على الحرب الدامية في المدينة قبل عقود.

مبنى ساثورن يونيك في بانكوك

كان هذا المبنى هو الآخر  ضحية الركود الاقتصادي في البلاد، بدأت أعمال البناء فيه عام 1990، خلال طفرة اقتصادية في المنطقة، إلا أنه  بحلول الأزمة المالية الآسيوية، توقفت أعمال البناء فيه وبقى على حاله هذا حتى اليوم، ويعتبر البرج هذه الأيام بمثابة “برج الأشباح”، حيث كان يستقطب هواة البحث عن الأشباح، لكن الحكومة أغلقته أمام العامة وما من خطط واضحة لإعادة استعماله مجددا.

فندق ريوجيونج في بيونج يانج 

يعد هذا البرج واحد من أشهر ناطحات السحاب العملاقة  التي باتت مهجورة هذه الأيام على الرغم من ضخامة المشروع،  بدأت أعمال البناء في برج فندق ريوجيونج عام 1987، وكان من المفترض أن يكون أطول برج في العالم بأسره بأكثر من 100 طابق،  إلا أنه توقف عام 1992، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ودخول كوريا الشمالية في أزمة مالية خانقة، وفي عام 2008، أعلنت شركة مصرية عن استلامها للمشروع لكن أعمال البناء توقفت مجددا عام2013، ولا يعرف حتى الآن  إن كان البرج سيتم افتتاحه في يومٍ من الأيام أم لا!