اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بعض الدول بمحاولة فرض "قواعد لعبة" خاصة بها في المجال المعلوماتي وتبريرها بأنها "ضربات سيبرانية استباقية" ضد دول أخرى.
وقال نيبينزيا -أثناء اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء لمناقشة موضوع الأمن السيبراني- إن هناك أطرافًا تحاول أن تفرض على المجلس "قراءات أحادية الجانب" لاتفاقات تم التوصل إليها في المنصات المعنية بالأمن المعلوماتي الدولي والتابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح الدبلوماسي، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم"، أن الحديث يدور عن توجه بعض الدول إلى "تبرير ممارسة ضغوط أحادية الجانب على دول أخرى، وفرض عقوبات عليها وكذلك استخدام القوة المحتمل ضدها، وذلك عبر التلاعب بالاتفاقات السابقة بما في ذلك حول الجوانب القانونية الدولية من استخدام تقنيات الإعلام والاتصالات".
وأضاف أن ما يثير القلق البالغ لدى روسيا هو تطلع بعض الدول المتقدمة من الناحية التكنولوجية إلى عسكرة المجال المعلوماتي عبر الترويج لمفهوم توجيه ضربات سيبرانية استباقية، بما في ذلك إلى البنى التحتية الحيوية.
وأشار المندوب الروسي إلى أن هذه النظريات المتسمة بروح المواجهة تناقض التمسك المعلن للدول الأعضاء في مجلس الأمن بمنع حدوث نزاعات في مجال استخدام تقنيات الإعلام والاتصالات، مضيفًا أن موسكو ترى فيها سعي الدول المعنية لفرض "قواعد اللعبة" الخاصة بها في المجال المعلوماتي، ومؤكدا أن موسكو ستتصدى لمحاولات استخدام مجلس الأمن في مراجعة ما جرى الاتفاق عليه في منصات الجمعية العامة.
وبحلول نهاية شهر غبريل الماضي أعلن مدير إدارة أمن المعلومات الدولية بوزارة الخارجية الروسية، أندريه كروتسكيخ، أن بلاده سترد على الخطط الأمريكية المحتملة لشن هجمات إلكترونية على البنية التحتية الروسية.
وقال كروتسكيخ في تصريحات للصحفيين، "إن القدرات التكنولوجية لروسيا تسمح لها برؤية كل شيء تماما، ومن السذاجة أن نفترض أن روسيا صاحبة القوة النووية العظمى، التي تخشاها أمريكا بشدة، لن ترى شيئًا".
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "أن روسيا ذكية للغاية وواثقة في هذا المجال، ونحن اقترحنا العام الماضي على الولايات المتحدة إقامة حوار في المجال السيبراني، بما في ذلك بشأن تدابير بناء الثقة واستخدام خطوط الاتصال المباشر للحصول على معلومات متبادلة حول الحوادث ومنعها"، موضحًا أن الولايات المتحدة لم ترد على هذا الاقتراح حتى الآن لإنشغالها بمشاكلها الداخلية.
وتابع كروتسكيخ: "يمكنني أن أفترض بثقة تامة أن موضوع أمن المعلومات له أولوية كبيرة، بحيث يمكننا بالطبع أن نعتقد أنه سيكون من بين الموضوعات الهامة بين روسيا والولايات المتحدة على أعلى مستوى".