صدرت حديثًا رواية "دماء الغزال المغدور"، ضمن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة، للكاتبة والمؤلفة أمنية عادل.
وقالت أمينة عادل، إنها روايتها الأولى في رحلة التأليف والكتابة، حيث تُقدم العديد من مؤلفاتها للمسرح وللبحث العلمي في مجالات الأدب والفنون، وأعربت أمنية عن سعادتها الكبيرة لأنها ستشارك بتقديمها في الدورة الـ 52 معرض القاهرة الدولي للكتاب .
وأوضحت أمنية عادل في تصريحات خاصة لـ "بوابة الهلال"، أن الرواية تقدم جريمة نفسية تدور في عالم لا ينتمى إلى مكان أو زمان محدد، حتى الشخصيات لا تحمل أسماء وإنما صفات ودلالات وظيفية، فلكل منها وظيفته البطل لا يحمل اسما، ويتم استغلاله بطريقة ذكية، فالشاب الجديد الذي يعمل للمرة الأولى في موقع تصوير سينمائي لفيلم يخرجه واحد من أهم المخرجين والملقب بـ "المخرج العظيم"، ذلك المخرج المعروف بغرابة أطواره.
وأوضحت أمنية عادل أن هذا الشاب الذي تخرج حديثا من دراسته للسينما ويعمل مساعد مصور يجد نفسه أمام مغامرة لن تتكرر ويحاول جاهدًا معرفة كل ما يدور حوله، ويتم استغلال هذا الفضول لتنفيذ جريمة قد لا تكون جريمة قتل فعلية لكنها جريمة على أي حال. في مزج بين التشويق والنزاعات النفسية ونسبية تقدير الأحداث حيث تدور أحداث و يتم تصوير الفيلم دون وجود نص مكتوب سلفا بصورة واضحة، حتى الممثلين يتم استخدامهم على صعيدين (داخل الفيلم- خارج الفيلم) لهذا تتشابك خيوط مسار العمل ودوافع الشخوص الأساسية والثانوية.
وتكتب "أمنية عادل" في رواياتها "دماء الغزال المغدور":
غضت عيني بعد تفكير عميق في ما حدث مع المخرج العظيم.. طوال حياتي تأسرني الغرائب وأسعى لاكتشافها.. غفوت وأنا أفكر ولكن تفكيري لم يغفو معى، فعلقي الباطن ظل متعلقا ببقايا حديثنا الوحيد.. تسللت أمنياتي لأحلامي لأكمل مسيرتي في اكتشاف هذا الرجل وعالمه.. وسمعت جملة تتردد بعقلي رافقتني حتى استيقظت، ظلت ترن في أذني وأنا مستلقي على السرير كالمنوم مغناطيسيا "إن هناك سر ينتظرك".. رن المنبة كجرس الإنذار لا أذكر من قال هذه الجملة في أحلامي... طوال الصباح أثناء الإفطار والتجمع ضمن فريق التصوير وأنا أفكر بتلك الجملة، وبدأت أضع تصورا سينمائيا لتلك الجملة بحكم العمل ولم أتخيل سوى شخص واحد فقط هو من يرددها، إنه المخرج العظيم ولا أعلم ما هو سر هوسي بهذا الرجل ولكني حقا لا أسلاه وأجده يحمل لغزا بداخله.
هويت الألغاز منذ صغري وسعيت لحلها دائما.. حتى الآن أجد متعتي في حل الألغاز والكلمات المتقاطعة وأعزي لهذا سبب شغفي وسعى لحل لغز هذا الرجل.. أذكر أنني قرأت مرة في أحد المجلات أنه كان يدمع خلال مشهد النهاية بفيلمه الأخير حين عرضه في دور السينما، ويكرر ما يقوله الممثل على الشاشة.
العجيب أن الممثل ذاته الذي أدي الدور ذكرت الجرائد أنه كتب تلك الجمل على حائط منزله قبل أن يلقى حدفه منتحرا، حفظت تلك الجمل عن ظهر قلب، فهذا الفيلم من أفلامي المفضلة، وأذكر أنها كانت "لو ارتأى للعالم أن لا جدوى من وجودي فهذه حريته أما حريتي أنا فتكمن في رغبتي بالانتقام من تلك الحياة على طريقى.. سأدمر ذاتي لأنني نموذج الحياة".. قال الممثل هذه الكلمات الناقمة ومن ثم قتل نفسه أمام الكاميرا.
لا أعرف هل حقًا هذا المخرج له علاقة بقتل الممثل أما أن غرابته جعلته من المشكوكين فيهم دائما، يلقبه الجميع بصانع المعجزات رغم قلة أعماله".