قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر «حزب الاستقلال»، وهو الحزب الذي أسسه الرئيس التونسي الأول وزعيم حركة تحرير تونس الحبيب بورقيبة، لافتا أنه من ضمن أقدم الأحزاب السياسية التونسية، ولكنه مع المتغييرات السياسية، كما يمتلك 17 مقعدا بمجلس النواب.

وأضاف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن عبير موسى كانت من ضمن المرشحين لرئاسة تونس من قبل، وتقود مع مجموعة من التيار المدني «الميراث الثقافي لبورقيبة»، التي يرون أن تونس دولة مدنية وليست دينية، موضحا أنها ترى جماعة الإخوان المسلمين تريد تحويل الدولة إلى العصور القديمة، وتسعى لربطها بجماعة الإخوان والتيارات الإسلامية التي لا تتفق مع الحياة الثقافية والاجتماعية في تونس.

وأوضح أن النائبين المعتديين على عبير موسى، صحبي صمارة، وسيف الدين مخلوف يتبعان حزب متحالف مع حزب النهضة الإخواني، موضحا أن حزب ائتلاف الكرامة يتكون من مجموعة أحزاب، وليس إخوانيا لكنه متضامنا مع حركة النهضة الإخوانية صاحبة الـ54 مقعدا داخل البرلمان من أصل 209 بمعنى أنهم يملكون 25% من قوة البرلمان أي أنهم لا يمثلون أغلبية، لافتا أن هناك ائتلافا يتضامن معهم وهو من يقوي شوكتهم مثل حزب قلب تونس المعارض بالإضافة لائتلاف الكرامة المتكون من مجموعة أحزاب صغيرة، مشيرا إلى أن عبير موسى سبق اتهامها من ذات الائتلاف بـ«المراوغة» وأنه ليس الإسلوب الديمقراطي، وليست الحادثة الأولى من نوعها ولكنها تختلف هذه المرة بالمزايدة عما سبقها.

وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن اللجنة التأديبية بالطبع ستناقش القضية وتحقق فيها من خلال الوقوف على ملابسات الأمور، وما الذي أدى لهذا التصرف غير الحضاري، لافتا أن أسباب الواقعة ناتجة عن الشعور بالاستفزاز من جانب النائبين تجاه حديث عبير موسى، مؤكدا أن مثل هذه الحوادث كثيرا ما تقرر في كثير من مجالس النواب على مستوى العالم، وأن وصف الحزب الدستوري بعض الأحزاب منها ائتلاف الكرامة بالخيانة هو سبب هذه الواقعة، وفي المقابل اتُهمت عبير موسى بأنها تتقاضى تمويلات من الخارج، وأنها عميلة للنظام القديم.   

وشهد البرلمان التونسي حادثة لا سابق لها، إذ تعرضت النائبة عبير موسي، رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، للضرب والركل من نائب آخر بعد جدل بينهما عقبه هجوم لفظي من النائبة. وذكرت مصادر من داخل البرلمان أن النائبة كانت قد تدخلت في سير عمل جلسات يوم الأربعاء واعتلت منصة البرلمان دون وجه حق. فيما نددت الرئاسة التونسية بحادث الاعتداء على موسي، قام آخرون بالتنديد بموسي واعتداءاتها على المؤسسة التشريعية.