شهدت وزارة البترول نشاطا مكثفا خلال الأسبوع الماضي وازدحمت أجندة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بالاجتماعات المشتركة والجوالات التفقدية للمصانع والحقول وحضور جلسة مجلس النواب للرد علي الاستجوابات المختلفة لجميع الأعضاء.
جولة النواب
والبداية تفقد الملا يرافقه اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية ولفيف من أعضاء لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب برئاسة النائب حسام عوض الله وقيادات قطاع البترول مشروع توسعات مصفاة تكرير ميدور الجاري تنفيذه حالياً في محافظة الإسكندرية بتكلفة استثمارية نحو 2.4 مليار دولار، في إطار استراتيجية تطوير مصافي التكرير التي تنفذها الوزارة بهدف تأمين احتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية وصولاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث تضيف التوسعات الجديدة 60% زيادة في الطاقة التشغيلية الحالية للمصفاة البالغة حالياً 100 ألف برميل للمساهمة في توفير طاقات جديدة من المنتجات البترولية عالية الجودة .
وفي بداية الجولة أكد الملا أن هذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية واضحة يتم تنفيذها برؤية واعية من القيادة السياسية للوصول إلي الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية بنهاية عام 2023، موضحاً أن مصفاة تكرير ميدور بعد تشغيل مشروع التوسعات العام المقبل ستكون قادرة علي الإسهام بنحو 40% من الكميات التي يتم استيرادها لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي، خاصة أن التوسعات الجديدة تضاعف إنتاج المصفاة من البنزين والسولار ووقود النفاثات من حوالي 3 ملايين طن سنويا حالياً إلي نحو 5ر6 مليون طن في غضون ٣ سنوات، لافتا إلى أن التوسعات تمثل امتداد لمصفاة ميدور التي تواكب الحداثة في مجال التكرير منذ إنشائها وستوفر إنتاجا يواكب اعلي المواصفات العالمية للمنتجات البترولية بما يلبي متطلبات السيارات الحديثة ويتيح الدخول للسوق العالمي بتصدير الفائض من منتجات بترولية مطابقة للمواصفات.
وأضاف الملا أن الوزارة تعمل حالياً علي تنفيذ مشروعات كبري في صناعة تكرير البترول انعكاساً لرؤية القيادة السياسية لزيادة قدرات مصر في قطاع البترول بعد النجاح في تجاوز التحديات والأزمات وسد العجز والوصول إلي الاستقرار في السوق المحلي للوقود بفعل رؤية واستراتيجية محكمة قامت علي تنفيذها كوادر بترولية تعمل بإخلاص، لافتاً إلي أن المشروعات الجديدة شملت الانتهاء من تنفيذ وتشغيل مشروعين كبيرين في مسطرد والإسكندرية افتتحهما الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي بالإضافة إلي العمل في إنشاء توسعات مجمعات تكرير حديثة بصعيد مصر في محافظة أسيوط لتأمين احتياجات الصعيد البترولية.
وأكد الملا أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الدولة المصرية دعم بقوة قدرة قطاع البترول على التوسع في تطوير وتوسعة بنيته الأساسية وقدراته الإنتاجية في مصافي تكرير البترول والموانئ نتيجة لتوافر الموارد اللازمة لتحقيق هذا الهدف وتخفيف الأعباء عن قطاع البترول، خاصةَ مع زيادة الوعي وبدء تحقيق الاستهلاك الرشيد للوقود نتيجة تصحيح تسعيره وإصلاح منظومة دعم المحروقات.
وأشار الملا خلال الجولة إلى أن مصفاة تكرير ميدور تتمتع بإمكانيات متطورة و معدات حديثة وكوادر متميزة، مشيداً بنجاحها في تحقيق مرونة تشغيلية وزيادة كميات السولار العام الماضي بشكل كبير بدلاً من وقود الطائرات في ظل ظروف جائحة كورونا مما أدي للتوقف عن استيراد السولار لعدة أشهر.
وخلال الجولة عرض الكيميائي جمال القرعيش رئيس شركة ميدور موقف تنفيذ الأعمال لمشروع التوسعات الذي بلغت نسبة تقدم أعماله ٧١٪، مشيراً إلي أن المشروع يجري تنفيذه بهدف زيادة طاقة التكرير والحصول علي منتجات بترولية عالية القيمة تتواكب مع المواصفات العالمية بهدف المساهمة في تلبية جانب من احتياجات السوق المحلي وتصدير الفائض، وأوضح أنه سيزيد من الطاقة الإنتاجية لمصفاة ميدور من المنتجات البترولية المختلفة وفي مقدمتها السولار ثم البنزين عالي الأوكتين و البوتاجاز ووقود الطائرات علاوة علي الفحم والكبريت، لافتاً إلي أن المشروع يتسم أيضا ً بالتوافق الكامل مع المعايير الدولية للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة .
رافق الوزير خلال الجولة من قيادات قطاع البترول المهندس عابد عز الرجال الرئيس التنفيذي لهيئة البترول والمهندس وليد لطفي رئيس شركة بتروجت والمهندس أشرف بهاء رئيس شركة إنبي واللواء محمد حسن وكيل وزارة البترول للأمانة العامة والاتصال السياسي والمهندس محمود ناجي معاون الوزير لنقل وتوزيع المنتجات البترولية .
حركة محدودة
كما أصدر الملا حركة تكليفات محدودة شملت وكلاء لوزارة البترول والثروة المعدنية ورؤساء شركات قطاع البترول، وذلك بهدف دعم المواقع البترولية بالكفاءات اللازمة لتحقيق الأهداف المستقبلية المستهدفة وتبادل الخبرات اللازمة.
وشملت الحركة شغل بعض المواقع الشاغرة، وجاءت كالتالي:
المهندس محمد عبدالعزيز حلمي إسماعيل وكيلا لوزارة البترول والثروة المعدنية للمشروعات بوزارة البترول والثروة المعدنية، والمهندس شريف على حسب الله شديد وكيلا لوزارة البترول والثروة المعدنية لشئون البترول بوزارة البترول والثروة المعدنية، والمهندس محمد سمير محمد عبداللطيف رئيسا لمجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة رشيد للبترول، والمهندس عصام الدين محمد علي العجراوي رئيسا لمجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة الفرعونية للبترول.
تعاون مع وزارة الزراعة
واستقبل الملا السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بمقر وزارة البترول ، حيث بحث الوزيران مجالات التنسيق بين الوزارتين لدعم التعاون في منظومة صناعة الأسمدة للمساهمة في توفير الأسمدة الأزوتية التي يتزايد عليها الطلب محليا في ظل نمو الحاصلات الزراعية.
وأكد الوزيران أن هذا اللقاء يأتي في اطار الحرص علي دعم كافة سبل التعاون الفاعل في مجال الأسمدة لمصلحة المستهلكين وفي اطار تفعيل توجهات الحكومة بتحقيق التنسيق الكامل بين الوزارات.
وتم خلال اللقاء استعراض موقف سوق الأسمدة والآليات المطبقة لالتزام شركات الأسمدة بتوريد الحصص المقررة لوزارة الزراعة في موسم ذروة الطلب محليا.
كما ناقش اللقاء دعم دور شركة موبكو التابعة لقطاع البترول والتي تعد اكبر منتج محليا لأسمدة اليوريا.
حضر اللقاء الكيميائي سعد هلال رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات والمحاسب هشام نورالدين رئيس شركة موبكو والدكتور عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة.
أول مزايدة عالمية
وأعلن الملا أنه بناءً على طلب عدد كبير من شركات البترول الأجنبية، جرى مد أجل إغلاق أول مزايدة عالمية للعام 2021 للبحث عن البترول والغاز واستغلالهما في 24 منطقة تابعة لهيئة البترول وشركة (إيجاس) إلى نهاية شهر سبتمبر المقبل.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال لقاء نظمته غرفة التجارة الأمريكية في مصر تحت عنوان (التحول في قطاع البترول والغاز - دعم الاقتصاد المصري) بحضور جوناثان كوهين السفير الأمريكي بالقاهرة والمهندس طارق توفيق رئيس الغرفة وعدد من قيادات قطاع البترول ورؤساء شركات البترول المحلية والأجنبية.
وقال الملا، إن مصر نجحت في التغلب على التحديات التي واجهتها منذ عام 2011 وأن رؤية مصر 2030 بمكوناتها المختلفة تهدف إلى تحسين الاقتصاد وضمان الاستدامة، مؤكداً أن برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول والذي أطلق في عام 2016 قد بدأ يؤتى ثماره وهو ما ظهر جلياً فيما نراه اليوم من قصص نجاح متتالية بقطاع البترول.
ولفت إلى أن مصر وضعت خارطة طريق للتحول لمركز إقليمي للغاز وبالفعل تم اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ هذا الهدف، مؤكداً أن الاهتمام الذى يحظى به منتدى غاز شرق المتوسط واختيار القاهرة مقراً له يوضح مدى ريادة دور مصر إقليميا وعالمياً.
وأكد الوزير أن اهتمام القيادة السياسية بترسيم الحدود مع دول الجوار؛ فتح آفاقاً كبيرة للتوسع في نشاط البحث والاستكشاف خاصة في المناطق البكر التي لم تشهد نشاطاً استكشافياً من قبل وجذب أنظار الشركات العالمية نحو الاستثمار بقوة في مصر، مشيراً إلى أنه رغم تحديات فيروس كورونا.