الأحد 16 يونيو 2024

هل كل طفل متأخر دراسيًا لديه صعوبات تعلم؟ استشاري نفسي يجيب

صعوبات التعلم

سيدتي3-7-2021 | 15:04

حنان حسن إبراهيم

تلاحظ بعض الأمهات والمدرسين أن الأطفال يعانون من صعوبات في تعلم بعض المهارات في المدرسة، ويصف المعلمون هؤلاء الأطفال بأنهم تلاميذ يصعب تعليمعم، وأنهم ليسوا كغيرهم من التلاميذ فلديهم حاجات خاصة وأنهم غير قادرين على النجاح في الصفوف العادية التي يتعلم فيها التلاميذ الآخرين بشكل طبيعي، وقد لا يستطيع الوالدين التمييز بين صعوبات التعلم والتأخر الدراسي، وهذا ما ستوضحه السطور القادمة.

وكشف القريطي عبد المطلب،  استاذ الصحة النفسية والعميد السابق بكلية التربية بجامعة ٦ اكتوبر، أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يكون لديهم تباعدًا ما بين الذكاء والتحصيل، كما أكدت معظم التعريفات على أن ذوي صعوبات التعلم ذو ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط، وأن صعوبات التعلم لا ترتبط بمدة زمنية معينة بل يمكن أن تمتد مدي الحياة منذ الميلاد إلي الشيخوخة.

وأكد  عبد المطلب في كتابه" سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم"  أن الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم تظهر في واحدة أو أكثر من العمليات المعرفية كالانتباه والإدراك والذاكرة، والتفكير، كما أنها تؤثر على جوانب هامة في حياة التلميذ كالنواحي الاجتماعية والنفسية والمهنية وأنشطة الحياة، كما أن من بين أسباب صعوبات التعلم وجود مشاكل في الجهاز العصبي المركزي، وان صعوبات التعلم تقع في جميع المجالات الأكاديمية.

وأضاف أستاذ الصحة النفسية والعميد  السابق بكلية التربية بجامعة ٦ اكتوبر، أنه لا يجب الخلط بين صعوبات التعلم وبين مفاهيم أخري مثل التأخر الدراسي أو بطئ التعلم ، فالتلميذ ذوي صعوبات التعلم تحصيلهم الأكاديمي يكون مرتفع  في مادة ومنخفض في مادة أخري وهي المادة التي يمكن اعتبارها موطن الصعوبة، بينما المتاخرين دراسياً يتسم تحصليهم الأكاديمي بثبات الانخفاض التحصيلي نسبيا عبر الزمن، ويعانون من انخفاض التحصيل الأكاديمي في جميع المواد الدراسية، كما أن أسباب صعوبات التعلم ترجع إلي أسباب داخلية لا تخص الذكاء، كتلف خلايا المخ أو خلل وظيفي بسيط في الجهاز العصبي المركزي، بينما يرجع المتخصصون اضطراب تعلم المتاخرين إلي أسباب خارجية كالخلافات الأسرية أو الحرمان البيئي.

وأوضح  عبد المطلب، أنه يختلف مفهوم صعوبات التعلم عن مفهوم التأخر الدراسي في أن انخفاض نسبة الذكاء عن المتوسط قد تعتبر السبب الأساسي لدي الكثير من المتاخرين دراسيًا، كما أن الحرمان الثقافي والاجتماعي والاضطرابات الانفعالية تعتبر أسبابا رئيسية للمتاخرين وبناء عليه فالتاخر يمكن أن يكون خلقيا ويمكن أن يكون وظيفيا في نفس الوقت.