الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

تعرف على قصة الوزير يوحنا وسبب احتفال الكنيسة القبطية به

  • 3-7-2021 | 22:21

كنيسة القديسة بربارة الاثرية

طباعة
  • حازم رفعت

لكل كنيسة لها قصة تستحق أن تروى، قد تكون هذه القصة معجزة، ولكل بيعة لها تاريخ طويل من الكفاح فى سبيل إكتمال البناء للصلاة، هناك قصص لابد ان تروى للاجيال المعاصرة لتعرف ان ايمانهم دونه الدم ولكى يتعزوا فيما يحدث وفيما يعانوا من اجل كنائسهم، إذ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بتذكار استشهاد القديس يوحنا بن الأبح، الذي كان وزيرًا لمصر في عهد المعز بدين الله الفاطمي.

من هو القديس يوحنا:

ترجع احداث قصة القديس يوحنا بن الأبح الى القرن الحادى عشر الميلادى، وكان بطلها الوزير ابى السرور يوحنا بن يوسف الابح كاتم سر الخليفة المستنصر بالله الفاطمى، وكان قريبًا منه، ولكن وقع في ضيقة عظيمة بسبب مكيدة بعض كارهيه،  حيث قرر  الخليفة أن يقطع رأسه وهذا شىء عادى فى تلك الايام، وكان يوحنا يتشفع هو وزوجته الفاضلة بالقديسة بربارة فأظهر الله الحقيقة للخليفة وعفى عن الوزير يوحنا بن الابح ولكى يصالحه قال له اطلب مني أي طلب فأقضيه لك.

شهوتي أن ابني كنيسة:

فطلب منه الوزير قائلًا: شهوتي أن أبني كنيسة بالقرب من بيتي اصلي فيها أنا وعائلتي وجيراني، حيث لم يطلب مالا او جاها او حظوة او عهدا بالسلامة طيلة حياته، ولم يسكت ويقول المهم رضاك يا مولانا، بل بشجاعة القبطي ومحبته لكنيسته، إذ وافق الخليفة وصرح له ببناء كنيسة فأحضر الوزير القبطي كل ما يلزم للبناء وبكميات كبيرة، وعقب الإنتهاء من تجديد كنيسة القديس أبى سرجه المتهدمة فى مصر قديمة انذاك وجد لديه فائض من مواد البناء فقام بتجديد كنيسة القديسة بربارة المجاورة لكنيسة ابو سرجة وكانت شفيعته في الضيقة.

البطريرك يدشن الكنيسة:

جاء الأب البطريرك انذاك وقام بتدشين الكنيستين، وكان يوم فرح عظيم بين الأقباط ولكن ذلك هيج عدو الخير واتباعه فى الدنيا فاشتكوا للخليفة أن الوزير يوحنا بن الأبح بني كنيستان وليس واحدة مخالفا امره، فأستحضره وأمره أن يهدم واحدة منهما وأرسل معه الجنود والعمال لهدم إحدى الكنيستين، فخرج الوزير حزينًا مغمومًا جدًا وظل يتنقل بين الكنيستين يصلي في قلبه وهو في حيرة شديدة من هذا الأمر وكلما يذهب إلى كنيسة يجدها أجمل من الأخرى فلا يقدر على هدمها ولا يطاوعه قلبه علي هدمها  فهو يحب ابو سرجة وشفيعته الست بربارة.

استشهاد الوزير:

ظل الوزير القديس يتنقل بين الكنيستين وخلفه الجنود والعمال فى انتظار اشارة الهدم ومن كثرة التعب والضغط النفسى وكان ايضًا صائمًا إنهار يوحنا بن الابح وسند ظهره على جدار يقع في الممر بين الكنيستين وطلب قليلا من الماء وعندما أحضروا إليه الماء وجدوه قد أسلم الروح الى خالقها وفارق الحياة وعيناه معلقتان ببيت الرب .

الخليفة يتراجع عن قرار الهدم:

وعندما علم الخليفة هذه القصة حزن جدًا وذكر ليوحنا كل تعبه فى خدمته وأمر بترك الكنيستين دون هدم إكرامًا له، إذ صلى الاقباط على جثمان يوحنا بن الابح فى كنيسة القديسة بربارة و دفنوه في مدافن الاقباط بها، حيث يسجل التاريخ ان قبره كان ينير فى الظلام بنور غير معروف المصدر وظل هكذا لفترة طويلة وشهد بذلك كثيرون لدرجة ان شاهدوا القبر متوهجًا فى بعض الأحيان.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة