تمضي الدولة المصرية، بخطوات ثابتة نحو تنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية، التي تشكل أحد التحديات الكبيرة في مجال الإسكان والعقارات، وبجانب إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، أو إسكان اجتماعي، أو مدن جديدة، تعمل الحكومة المصرية على تطوير المساكن القائمة بالفعل في مناطق صنف بعضها على أنها مناطق شديدة الخطورة لا تصلح للسكن، وتأمل الحكومة أن تستطيع القضاء على العشوائيات بحلول عام 2030.
وجهود الدولة لم تقتصر على بناء المدن السكنية وشبكة الطرق والكباري المحيطة بها فقط، بل امتدت بتطبيق منظومة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي ساهم في تقليل الخطأ البشري والقضاء علي الصعوبات وتحسين الأداء داخل الهيئات الحكومية، وهو ما ينعكس علي علي المزيد من التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
طفرة تنموية غير مسبوقة
من جانبه، قال الدكتور محمود ربيع، خبير الإدارة العامة والمحلية، أن الفترة الحالية تشهد طفرة غير مسبوقة في القضاء علي العشوائيات و النهوض بالحياة والمجتمع والدليل علي ذلك هو القضاء علي المناطق الخطرة و الغير الآمنة كتل العقارب وغيط العنب وبطن البقر وعددا من المناطق التي كانت تمثل بؤر خطرة وغير آمنة.
وأضاف ربيع، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، اليوم هذه الأماكن أصبحت مطمع للسكن فيها، وما يحدث في مصر حاليا يمثل الصيحة التي أطلقها الرئيس السيسي وقيام الحكومة بتنفيذ خطط ممنهجة كانت نتيجتها النهوض بحياة المواطن والبيئة الاجتماعية، لافتا أن هذا المجمعات السكنية تضم ملاعب وأنشطة اجتماعية وثقافية والصناعات الحرفية البسيطة للأسر المنتجة، متابعا: «تطوير العشوائيات يعد من أخطر الملفات التي تم اقتحامها بكل شدة وحزم من الدولة نظرا للصعوبات التي تواجهها الدولة في مواجهة هذه الأمور»، لافتا أن التعامل في هذا الملف سابقا لم يحدث تغيرات جذرية للمشكلة ولكن اليوم تعمل الدولة علي تنفيذ خطط تنموية شاملة بهدف القضاء على سرطان العشوائيات الذي يهدد الجهود التنموية التي تنفذ.
وأكد ربيع، أن الحكومة المصرية تعمل على تنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية، والتي شكلت أحد التحديات الكبيرة في مجال الإسكان والعقارات، فإلى جانب إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، أو إسكان اجتماعي، أو مدن جديدة، تعمل الحكومة المصرية على تطوير المساكن القائمة بالفعل في مناطق صنف بعضها على أنها مناطق شديدة الخطورة لا تصلح للسكن، وتأمل الحكومة أن تستطيع القضاء على العشوائيات بحلول عام 2030.
تحقيق العدالة الاجتماعية
وأضاف خبير التنمية المحلية: «من أبرز المناطق التي تم تحويلها تل العقارب الروضة حاليا تقع في قلب العاصمة بالسيدة زينب وتم الانتهاء من الوحدات السكنية والتشطيب على أعلى مستوى، وهناك حي الأسمرات بمنطقة المقطم ام بنائها كمدينة متكاملة وبها مساحات خضراء وملاعب ونوادي، بالإضافة إلى منطقة حرفية وحضانات ومدارس ومناطق ترفيهية وتم تسليم الوحدات مفروشة بالأجهزة الكهربائية، المحروسة ١،٢ بحي السلام بمحافظة القاهرة»، لافتا أن تطوير العشوائيات وتوفير سكن ملائم للمواطنين يساهم في بناء الإنسان وتنميته، وهو الأمر الذي يقلل من معدلات الجرائم والحد من ارتفاع البطالة، بالإضافة إلي تنمية المواطن من الناحية السياسية والاجتماعية.
وأكد ربيع، أن مشروعات تطوير العشوائيات تخدم كافة فئات المجتمع، وتساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية ويترتب علي ذلك تحقيق الأمن والاستقرار داخل الدولة، مشيرا أن الدولة المصرية شهدت خلال السنوات الماضية ثورة في مجال البناء والتعمير غير مسبوقة، ويرجع ذلك إلي توجيهات القيادة السياسية الحكيمة في بناء المدن الحديثة وتنفيذ مشروعات وطرق وكباري تربط كافة المحاور والمدن الرئيسية ببعضها، متابعا: «جهود الدولة المصرية لم تقتصر علي بناء المدن السكنية وشبكة الطرق والكباري المحيطة بها فقط، بل امتدت بتطبيق منظومة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي ساهم في تقليل الخطأ البشري والقضاء علي الصعوبات وتحسين الأداء داخل الهيئات الحكومية، وهو ما ينعكس علي علي المزيد من التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية».
العشوائيات قبل وبعد الرئيس السيسي
يذكر أن المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، قال في وقت يابق، إن كل ما نراه الآن هو نسيج المجتمع المصري الذي نأمله، متابعا أن الهدف من ذلك أن يعيش كل المصريين في حياة كريمة،
وأوضح المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، أن مشروع "الأسمرات 3" به ما يقرب من 7 آلاف و400 وحدة سكنية، موضحًا أن هناك احتفالات من المواطنين بعد الانتقال إلى مسكنهم الجديد، مشيرا إلى أن هناك 18 ألف و200 أسرة، وما يتجاوز 100 ألف إنسان يعيش في الأماكن الجديدة.
اقرأ أيضا:
صندوق تطوير العشوائيات: الانتهاء من 80% من مشروع تطوير مثلث ماسبيرو
في ذكرى 30 يونيو.. 225 مليار جنيه فاتورة تطوير المناطق العشوائية