فنانة من طراز خاص، رقيقة وهادئة، أنيقة حصرها المخرجين في دور السيدة الأرستقراطية، ممثلة متمكنة من أدواتها، أشهر عارضة أزياء وملكة جمال القطر المصري في الخمسينيات، وعارضة مصر الأولى، هي "خديجة" ابنة المأمور في "دعاء الكروان"، و"خيرية" في "حنفي الأبهة" التي لا تتحمل نظراته المخيفة وتسقط على الأرض طوال الوقت مغشياً عليها بينما يحاول زوجها "موسى" يوسف داود إفاقتها لتجعلك تضحك من قلبك، و"راجية" في "بوبوس" التي تحاول أن تقنع شقيقها "لطفي" بالزواج من يسرا وهي تناديها بجملتها المشهورة "لوتفي استنى يا لوتفي"، هي السيدة "الشيك" والراقية و "برنسيسة" السينما الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي.
اسمها الحقيقي نجاة علي حسن الجداوي، ولدت في 6 سبتمبر 1938، بمدينة الإسماعيلية، لأب كان أحد كبار الأعيان، وخمسة أشقاء ترتيبها الرابع بينهما، بعد إن انفصل والدها عن والدتها، انتقلت للقاهرة لتتولى تربيتها خالتها الفنانة تحية كاريوكا هي وشقيقها الأصغر "فاروق".
تعلمت في مدارس "الفرانسيسكان" بالقاهرة، وأتقنت 3 لغات"الفرنسية والإنجليزية والإيطالية" وهو ما أهلها للعمل في قسم الترجمة بإحدى شركات الدعاية والإعلان، حصلت "رجاء" على وشاح "سمراء القاهرة" فى كرنفال بحديقة الأندلس، وحصدت جائزة "ملكة حوض البحر المتوسط"، واختيرت عارضة أزياء بعد فوزها بلقب ملكة جمال "القطن المصري" في 1958.
فتحت لها السينما ذراعيها وشاركت بدور ابنة المأمور في فيلم "دعاء الكروان" 1959 للمخرج بركات، وفي نفس العام قدمت فيلمي "عجيبة" و"نور الليل"، و"إشاعة حب" 1960 للمخرج فطين عبد الوهاب، وتوالت أعمالها في فترة الستينيات لعل أبرزها "بابا عايز كده" و"كرامة زوجتي".
في السبعينات قدمت رجاء الجداوي عدة أفلام أبرزها "زائر الفجر، إبتسامة واحدة لا تكفي، لا تبكي يا حبيب العمر"، وكانت بداية تعاونها مع عادل إمام في فيلم "أزواج طائشون" وبعده في مسلسل "أحلام الفتى الطائر" 1978.
بداية الثمانينات قدمت مع أحمد زكي وسعاد حسني فيلم "موعد على العشاء" 1981، للمخرج محمد خان، و"حدوتة مصرية" 1982 للمخرج يوسف شاهين، كانت تتنقل بين السينما والتليفزيون فقدمت مسلسلي "أهلاً أهلاً بالسكان، هند والدكتور نعمان، أنا وانت وبابا في المشمش" وفي المسرح "الواد سيد الشغال" 1985 مع عادل إمام، وفي السينما "البيه البواب" 1987 مع أحمد زكي.
توالت أعمالها مع الزعيم وقدمت معه في بداية فترة التسعينيات فيلم "حنفي الأبهة" 1990 في دور "خيرية"، وفي 1993 مسرحية "الزعيم"، وكان للتليفزيون النصيب الأكبر من موهبة رجاء الجداوي في تلك الفترة وقدمت عدة مسلسلات أبرزها "عصر الفرسان، العائلة، ليالي الحب والثأر، بريق في السحاب، رد قلبي، الرجل الآخر".
مع بداية الألفية وظهور سينما الشباب كانت رجاء الجداوي حاضرة بقوة وشاركت في عدة أفلام أبرزها "ليه خلتني أحبك، فيلم ثقافي، السلم والثعبان، سهر الليالي، انت عمري، كامل الأوصاف، كركر، تيمور وشفيقة، أنا مش معاهم، المش مهندس حسن، الثلاثة يشتغلونها، أبو شنب" ومع عادل إمام في "بوبوس".
وقدمت للتليفزيون عدة مسلسلات في فترة الألفية أبرزها "أزمة سكر، سمارة، شربات لوز، فض اشتباك، يوميات زوجة مفروسة، ريح المدام" وكانت آخر أعمالها مسلسل "لعبة النسيان" وسينمائياً "أعز الولد" مع صديقات الفن والعمر ميرفت أمين ودلال عبد العزيز.
ما بين السينما والمسرح والتليفزيون اقترب رصيدها الفني من الـ 400 عمل في مشوار 60 عامًا، وتزوجت رجاء الجداوي من حسن مختار حارس مرمى النادى الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق بعد أن تقابلا في السودان إذ كان يشارك في مباراة بينما هي تشارك في مسرحية "روبابيكيا".
أنجبت منه ابنتها الوحيدة "أميرة" واستمر زواجهما 46 عاماً حتى وفاته في مارس 2016.
أصيبت رجاء الجداوي بفيروس كورونا في 24 مايو 2020، وظلت تعالج لمدة 43 يوماً في إحدى مستشفيات العزل بالإسماعيلية، لكن تدهورت حالتها الصحية وخسرت معركتها مع المرض لترحل عن عالمنا في 5 يوليو العام الماضي عن عمر ناهز الـ 82 عاماً، وتركت خلفها أعمالاً شاهدة على موهبتها وحب كبير من جمهورها.