كانت ومازالت الجماعات الإرهابية المتطرفة، موجودة بكثافة في الدول الأوروبية، وعلى الرغم من أن السلطات في هذه الدول نجحت في إجهاض عدد من المخططات الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة، فإنها أخفقت في رصد مخططات أخرى، رتبها ونفذها بعض المتطرفين، فما سر انتشار الإرهاب في القارة العجوز؟
وشهدت الدول الأوروبية، خلال العام الماضي، عددا كبيرا من العمليات الإرهابية، عقب تغير شكل الإرهاب بها ليصبح محليا، بعد أن كان مستورداً من خارج الحدود، وهو ما يرجع ـ وفقا للخبراء ـ إلى عوامل منها:
ـ البحث عن الهوية الأصلية للدولة.
ـ الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.
ـ منابر التطرف في المجتمع الداخلي.
ـ وجود نقص في فهم النصوص الدينية.
ـ المواقف السياسية لبعض الدول والأحزاب الأوروبية التي ترفض الاعتراف بالجاليات المسلمة تحديدا.
ـ تنامي العنصرية التي تدفع الشباب للميل نحو الجماعات المتطرفة بحثا عن الحماية والانتقام.
ومن خلال كل ذلك نستطيع القول إن مخططات الجماعات الإرهابية والمتطرفة تزداد في أوروبا، وهو ما أثبتته بعض الدراسات، لا سيما في فرنسا التي تعتبر من أكثر الدول الأوروبية تعرضا لهجمات إرهابية، بلغت في 2020 44% من الهجمات الإرهابية التي نفذتها الجماعات المتشددة في أوروبا كاملة، كما أنه وفقا للتقارير المعنية، فإن هناك نحو 8 آلاف متطرف في فرنسا، مدرجين على قائمة التقارير الوقائية من التطرف، ذات الطابع الإرهابي.
وتزيد العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية بأشكال مختلفة ومتعددة، حيث بات المتطرفون يعتمدون على أساليب مبتكرة لتنفيذ عملياتهم مثل: الدهس بالشاحنات الثقيلة، القادرة على إيقاع عدد كبير من الضحايا، وغيرها من الأساليب الأخرى، التي لم تكن الجماعات الإرهابية تنفذها منذ أعوام قليل.
كما تغلغلت الجماعات الإرهابية إلى البلدان الأوروبية من خلال الإنترنت، الذي يعتبر وسيلة مهمة لدى عناصر التنظيمات الإرهابية المتطرفة، في حين ذكر مؤلف كتاب "الإرهاب والتطرف"، أن تزايد استخدام الأفراد لشبكات التواصل الاجتماعي، بشكل كبير، خصوصاً مع انتشار وباء كورونا، جعل داعش يرى أن هذا الوضع فرصة لتنشيط وجوده مرة أخرى على منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من جهود محركات الإنترنت المستمرة، لمقاومة نشاط التنظيمات الإرهابية، فإنه لا يزال تنظيم داعش الإرهابي، والجماعات المتطرفة الأخرى، نشطة على الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ويستخدم تنظيم داعش رسوما غير جهادية من أجل الإفلات من أعين الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، وليتمكن من تنفيذ خططه.
وحذر مركز "دراسات الشرق الأوسط"، بباريس، من تنامي ظاهرة الإرهاب في أوروبا، مشيرا إلى أن هناك العديد من عناصر الجماعات الإرهابية، بدأوا التسلل إلى الدول الأوربية، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
وتدعو الدراسات إلى تعزيز خطط الإنذار المبكر داخل المجتمعات الأوروبية، والبحث عن آليات جديدة للتعامل مع محركات الإنترنت، لمنع تغلغل الإرهاب، وأيضا إعادة النظر في قواعد ضم المهاجرين الجدد، وإدماجهم في المجتمع، وتعزيز برامج الوقاية من التطرف.