الخميس 16 مايو 2024

آخرها تطعيم كورونا.. "فاكسيرا" صرح طبي صناعي لتأمين حاجة مصر من اللقاحات

لقاح فاكسيرا ـ سينوفاك

تحقيقات5-7-2021 | 18:07

أماني محمد

نجحت الدولة المصرية في التعامل مع جائحة كورونا، ومن أبرز ما حققته في هذا المجال، توفير اللقاحات بالإنتاج المحلي، إلى جانب اللقاحات المستوردة، كما نجحت في إنتاج أول مليون جرعة من اللقاح، محليا من خلال شركة فاكسيرا، ليحمل اسم "فاكسيرا ـ سينوفاك.. صنع في مصر".

مصنع فاكسيرا

وتعد الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا" واحدة من أقدم مصانع الأمصال واللقاحات في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، وهي شركة تابعة لوزارة الصحة والسكان وكانت في السابق هيئة عامة للمستحضرات الحيوية واللقاحات لكنها تحولت بقرار جمهوري في 2002 إلى شركة قابضة، يتبعها عدد من الشركات منها الشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات.

وعملت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية على تطوير الشركة لتصبح صرحا طبيا صناعيا، وأكبر مجمعًا لإنتاج اللقاحات في الشرق الأوسط وأفريقيا، يضاهي كبرى الشركات والمصانع العالمية في هذا المجال، وخاصة بعد جائحة كورونا لتأمين احتياجات مصر من الأدوية واللقاحات وأبرزها لقاح كورونا في ظل حالة التسابق بين الدول لتأمين احتياجاتها من التطعيم بأكبر قدر ممكن لاحتواء الجائحة.

وخلال العقود الماضية كانت فاكسيرا هي المصدر الأول لتوفير احتياجات مصر من اللقاحات الأساسية التي يتم تطعيم المواطنين منها بشكل دوري، فضلا عن الأمصال مثل مصل العقرب والثعبان، والتيتانوس.

وفاكسيرا لديها مصنعين الأول في العجوزة والثاني في السادس من أكتوبر والذي يعد هو المجمع الجديد لفاكسيرا، وهو بمثابة مدينة وقلعة صناعية لتصنيع الادوية واللقاحات، حيث من المقرر أن تصل قدرته التصنيعية إلى إنتاج نحو 3 ملايين جرعة فى اليوم الواحد من مختلف اللقاحات وليست الخاصة بفيروس كورونا فقط.

واقتربت مصر من الانتهاء من توقيع عدد من الاتفاقيات مع عدد من المعاهد العالمية فى أكثر من دولة، حيث أنها بصدد إنتاج الـ 8 لقاحات الأساسية التى نحتاج إليها فى مصر وهي الخماسي، والكبدي ب رضع، والكبدي ب كبار، وثنائي المدارس، والثلاثي، وتوكسيد التيتانوس، وإم إم أر، و "إم آر".

وفي يوليو 2019 تم إبرام اتفاقية مع معهد سيرم الهندي أحد أكبر الجهات المُصنعة للأمصال واللقاحات على مستوى العالم؛ بهدف نقل تكنولوجيا التصنيع لـ "8" لقاحات استراتيجية وهو التعاون الذي بموجبه تم توفير حوالي  36 مليون جرعة من هذه اللقاحات للوزارة ضمن المرحلة الأولى لاتفاقية التعاون، وفقا لما قالته الدكتورة هبة والي رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا في تصريحاتها اليوم.

وجار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية الخاصة بالمركزات الجاهزة للتعبئة، وفي إبريل 2018 تم إبرام اتفاقية مع إحدى الشركات الصينية؛ لنقل تكنولوجيا تصنيع "لقاح الكلب" وتم الانتهاء من إجراءات المرحلة الأولى للاتفاقية، وتم توفير حوالي 9 ملايين جرعة لتغطية احتياجات وزارة الصحة والسكان.

فيما أكدت وزيرة الصحة في تصريحات سابقة لها أنه من المقرر تصنيع جميع لقاحات شلل الأطفال بمختلف أنواعها، ولقاح بكتيريا المكورات الرئوية بالتعاون مع الشركات الأوروبية من خلال خطوط الإنتاج الجديدة لمصانع "فاكسيرا"

تطوير مصنع فاكسيرا

وأولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا بتطوير مصنع فاكسيرا ورفع كفاءة خطوط الإنتاج به، بشكل يؤهل مصر لأن تصبح رائدة في مجال إنتاج اللقاحات ومن ثم التصدير إلى أفريقيا وباقي دول المنطقة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي،

حيث تم تجهيز وتأهيل مصنعي فاكسيرا بالعجوزة ومدينة السادس من أكتوبر بتكلفة تطوير بلغت 785 مليون جنيه، وينتج مصنع شركة فاكسيرا بمنطقة العجوزة 300 ألف جرعة لقاح في فترة العمل الواحدة، ويصل الإنتاج في دورتي العمل إلى 600 ألف جرعة يوميًا، وتصل الطاقة الإنتاجية للمصنع سنويًا من 110 إلى 220 مليون جرعة، ومن المقرر أن ينتج المصنع خلال الـ 6 أشهر القادمة نحو 80 مليون جرعة، تم التعاقد عليهم مع شركة "سينوفاك" الصينية.

وفيما يخص مجمع مصانع فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر، فقد تم الانتهاء من تجهيز المجمع، والذي سيضع مصر في مصاف الدول الرائدة في إنتاج اللقاحات، حيث تصل القدرة الإنتاجية للمجمع إلى 3 ملايين جرعة يوميًا، وهو ما يساهم في إنتاج أكثر من مليار جرعة لقاح سنويًا، ويتم تأهيله بالتعاون مع خبراء من الهند والصين.

وجار التعاقد مع شركة أخرى لتصنيع اللقاحات بمصر بهدف تنوع مصادر الإنتاج، ومن المخطط أن يصبح المجمع أكبر مجمع لإنتاج مختلف اللقاحات في الشرق الأوسط بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال حيث من المقرر إنتاج لقاح شلل الأطفال والمكورات الرئوية ومصل الانفلونزا الموسمية، وذلك بخلاف إنتاج لقاح فيروس كورونا.

تفاصيل تصنيع لقاح كورونا فاكسيرا

وبشأن تصنيع لقاح كورونا فاكسيرا، أوضحت وزيرة الصحة أنه سيتم خلال أيام الانتهاء من إنتاج 2 مليون جرعة، حيث إن أول مجموعة من اللقاحات تم إنتاجها تمر بمراحل 11 اختباراً لمدى 6 أسابيع، ثم التصنيع ويليه دراسات الثبات ثم يتم تداولها، وما يليها من كميات لا تمر بدراسات الثبات، وذلك بعد أن تم توقيع اتفاق تصنيع لقاح فيروس كورونا مع الجانب الصيني في شهر إبريل الماضي.

وتستهدف مصر إنتاج ما بين 10 إلى 15 مليون جرعة لقاح شهريًا، بداية من شهر أغسطس المقبل، كما نستهدف تطعيم 40 مليون مواطن بنهاية العام، مع الإشارة إلى الاتفاقيات التي أبرمتها الدولة للحصول على لقاحات فيروس كورونا بالتعاون مع مختلف الشركات العالمية ومع التحالف الدولي للقاحات والأمصال (جافي) للحصول على أكثر من 120 مليون جرعة لقاح للمواطنين.

فيما حصلت مصر على 10 ملايين جرعة من اللقاحات حتى الآن، وخلال أيام ستتسلم شحنات من المواد الخام لإنتاج حوالي 7.5 مليون جرعة، وبنهاية الشهر سوف تنتج حوالي 10 ملايين جرعة، ومن المتوقع ورود بعض الشحنات خلال شهر يوليو الجاري، كما أن مصر بصدد استقبال أنواع أخرى من اللقاحات لأغراض السفر مثل "جونسون أند جونسون"

ومن المقرر أن يتم خلال الفترة القادمة تصنيع المواد الخام الخاصة بلقاحات فيروس كورونا محلياً، من خلال اتفاقية نقل تكنولوجيا التصنيع بالتعاون مع الجانب الصيني، وأكدوا أن شركة فاكسيرا تعد ذراعاً قوياً للدولة في توفير احتياجاتها من اللقاحات والأمصال حيث استطاعت مصانع الشركة على مدار السنوات الماضية توفير الاحتياج المحلي للعديد من الأمصال مثل مصل العقرب والثعبان، والتيتانوس.

إنتاج أول مليون جرعة من اللقاح

وقد شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مراحل إنتاج أول مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا المصنع محلياً اسم "فاكسيرا ـ سينوفاك .. صنع في مصر" داخل مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، وذلك لتأمين أكبر حجم من اللقاحات للمواطنين في مصر.

حيث تم إنتاج نحو مليون جرعة، وتصل الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع إلى نحو 300 ألف جرعة في الوردية الواحدة كل يوم، وإذا توافرت كميات أكبر من المواد الخام يمكن للمصنع العمل بورديتين كل يوم لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 600 ألف جرعة يومياً، وفقا لما أكده الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء اليوم.

وتم التعاقد على تصنيع 40 مليون جرعة حتى نهاية العام، إلا أن الدولة المصرية طلبت مضاعفة هذه الكمية إلى 80 مليون جرعة بنهاية العام، تكفي لمنح اللقاح لـ 40 مليون مواطن من اللقاح المنتج في مصر، وتسعى الحكومة حالياً لتحقيق هذا الهدف من خلال السعي لتوفير المواد الخام لإنتاج هذه الكمية على الأقل، بالإضافة إلى التعاقد مع شركات عالمية لجلب أنواع أخرى من اللقاح من أكثر من مصنع عالمي

فيما قال رئيس الوزراء أن هذا الفيروس ليس من المنتظر أن يختفي فى القريب العاجل، وهو ما دعا الدولة إلى العمل على امتلاك القدرة على تصنيع مثل هذه اللقاحات المضادة له لانه من المتوقع أن يكون هناك تطعيم سنوى للمواطنين خلال الفترات القادمة، وذلك بما يؤمن ويقي من الاصابة بهذا الفيروس.