يواصل الوضع الداخلي في لبنان تدهوره مع آمال كبيرة متعلقة بالبلدان العربية لمساعدة الدولة الشقيقة في أزمتها.
وأجرت بوابة "دار الهلال" حوارًا مع الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز حول الدور العربي والمصري وأبرز الرسائل الموجهة للعرب.
وإلى نص الحوار:
** كيف ترى التدخلات الخارجية وتأثيرها على نجاح إجراء الانتخابات؟
التدخلات الأجنبية في المسألة اللبنانية لم تحل أي من أزماته المتتالية لأنها تراعي مصالحها أولا وأجنداتها في شرق البحر المتوسط، والدول الأجنبية كانت تساند الطبقة الفاسدة في لبنان ولا تسأل عن مصير مساعداتها المقدمة للمشاريع الإنمائية وأصبحت في جيوب الفاسدين لكنها تتدخل اليوم لإيجاد دور لها وموطئ قدم في المنطقة الواعدة بكميات كبيرة من الغاز والبترول.
** ماذا عن الدور العربي؟
التضامن العربي الأخوي مع لبنان هو الذي استطاع حل الكثير من أزماته ولا ننسى أن اتفاق الطائف للوفاق الوطني عام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان واسترد مقومات الدولة الوطنية فيه نشأ عن مؤتمري القاهرة والرياض.
** في رأيك.. لماذا لا تحل الأزمات العربية عربيا وتتجه للغرب وتتفاقم وتتأزم؟
للأسف هناك بعض التقصير العربي إزاء لبنان وهو غير مفهوم فهل يعاقب الشعب اللبناني المتمسك بعروبته ويعتز بانتمائه القومي بسبب انحراف حزب ولاؤه إيراني أو تركي أو أجنبي؟ وهل تقطع الإمدادات عن الشعب المنكوب لأن مساعدات سابقة ومشكورة قدمها العرب وسرقها من ادعى الولاء لهذه الدولة العربية أو تلك؟ إن كل هؤلاء لا يمثلون الشعب اللبناني وأكبر دليل المليوني منتفض ضد الطبقة الفاسدة في 17 أكتوبر.
** كيف ترى الدور المصري في الأزمة اللبنانية؟ وماذا تمثل مصر لكم؟
تاريخ الدولة اللبنانية في كل مراحله يؤكد أن مصر كانت ولا تزال الشقيقة الكبرى للبنان ولا يوجد حل لأزماته إلا عبر البوابة المصرية .
قبل استقلال لبنان عام 1943 ساعدته حكومة النحاس باشا على نيل هذا الاستقلال عندما ضغطت على فرنسا لإجلاء قواتها من الأراضي اللبنانية ولم تتوقف مصر عن حل الأزمات المتتالية في لبنان سواء منها أزمة 1958، حينما جمع الرئيس جمال عبد الناصر الفرقاء اللبنانيين عام 1960 على الحدود مع سوريا.
وفي عام 1969 حين اندلعت الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية فكان الحل باتفاق القاهرة أو حينما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1973 فكان نداء القاهرة لتجنيب لبنان الصراعات العربية والدولية وكذلك حينما غزت إسرائيل لبنان فتحركت مصر بالضغط على إسرائيل لسحب قواتها.
وأمدت مصر اللبنانيين بمساعدات ضخمة أبرزها تحويل جامعة بيروت العربية إلى مستشفى كامل بإشراف القوات المسلحة المصرية وبعدها في مؤتمر القاهرة الذي جمع الفرقاء اللبنانيين لحل الأزمة الداخلية وكان مؤسسا لاتفاق الطائف عام 1989 ووقفت مصر مع لبنان بكل قوة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وخاصة عدوان 2006 وجاءت الطواقم المصرية الفنية إلى لبنان وأعادت ترميم وأحياء شبكات الكهرباء والجسور المهدومة في ستة أشهر فقط.
ولم تتوقف المبادرات والمساعدات المصرية للبنان وآخرها بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس عام 2020 حين أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسيير جسور جوية وبحرية إلى لبنان لإغاثة المنكوبين ولمواجهة وباء كورونا ولتعزيز الجيش اللبناني بما يفوق مساعدات كل دول العالم مجتمعة، ثم زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري لبيروت ووفد الجامعة العربية قبل حوالي أربعة أشهر وإبداء رغبة مصر والجامعة في مساعدة لبنان على حل أزمته.
** ما أبرز الرسائل التي تريد أن توجهها للرئيس السيسي؟
أقول لسيادة الرئيس السيسي سدد الله خطاك.. هو الفدائي الأول الذي حمل دمه على كتفه وواجه العالم بسلاح شجاعة الموقف وحرية القرار معتمدا على أصالة شعب مصر وجيشها العظيم ليعطي النموذج للقيادة الأمينة الصالحة ويعيد الاعتبار لحرية الوطن والمواطن مؤكدا أن شعب مصر بحضارته الإنسانية عصي على التطويع ومنيع في مواجهة التحديات.