السبت 1 يونيو 2024

«الطاحونة».. تعرف على قصة المكان الأثرى الذى عاش فيه البابا الراحل كيرلس السادس

طاحونة البابا كيرلس

تحقيقات6-7-2021 | 20:51

حازم رفعت

الطاحونة من الأماكن الأثرية التي ما يزال الأقباط يتذكرونها لما يمثله لهم من قيمة روحية كبيرة حتى الآن ويعلقون صورها على جدران منازلهم بحثًا عن "البركة"، حيث لم يتأثر هذا المبني الأثري بالقصف خلال الحرب العالمية الثانية، إذ طالب قائد القوات البريطانية آنذاك في عام 1941 من الراهب المتوحد مينا البراموسي "البابا كيرلس السادس"، والذي كان يقطن فيها حتى كان مضطرًا أن يُغادر المكان في يوم 2 أكتوبر من العام نفسه وبقى زمنا يتنقل بين كنائس مصر القديمة، حتى شيّد كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبى بزهراء مصر القديمة حتى إن عاد إليه مرة أخرى.

تاريخ نشأتها:

يعود تاريخ هذا المكان الأثري إلى عام 1936، حين توجه الراهب القس مينا الراموسي "البابا كيرلس السادس" بصحبة سبعة رهبان كان تم طردهم من دير الراموس الي البابا الراحل  يوأنس الـ19 لحل مشكلتهم، استأذن قداسته السماح له بالسكن في إحدى طواحين الهواء فى جبل المقطم بمصر القديمة، فسمح له، وبعدها توجه الأب مينا البراموسي في يوم 23 يونيو من نفس العام إلى مدير دار الآثار العربية في هذا الوقت الدكتور حسن فؤاد، الذي وافق على تأجير طاحونة الهواء للراهب المتوحد، بل وقام بدفع إيجارها للدولة من ماله الخاص لمدة طويلة، ونبه على مفتش آثار المنطقة أن يزور الأب فى الجبل، ويعطى أمرًا لخفير الآثار أن يرعاه، ويقضى له احتياجاته.

الشكل الهندسي للطحونة:

مبنى الطاحونة عبارة عن دائري الشكل مبنى بالحجر الجيري ارتفاعه ستة أمتار بقطر ثلاثة أمتار، قائم على تل من تلال جبل المقطم وكان يعرف باسم تل الطواحين، إذ كان به خمسين طاحونة أقيمت أيام الحملة الفرنسية على مصر، وسكن الراهب البراموسي الطاحونة في وقت كان المكان موحشًا لا يرتاده إلا الخارجين عن القانون والوحوش، وكان أيضًا بلا باب ولا نوافذ أو سقف، حيث عاش هذا الراهب في الطاحونة حوالي 6 سنوات، وأقام بها مذبحًا في الدور الثاني، وكان يصلي فيه القداس بصورة يومية، وقد ذاع صيته وكان يأتي إليه أناس كثيرون يطلبون العون أو الشفاء، أو المشورة.

بقاءها بعد هدم جميع الطواحين:

في عام 1986 بدأ هدم الطواحين بالمنطقة، ولكنه تم الحفاظ على هذه الطاحونة، وعُرض على مقر دير الشهيد مارمينا بمريوط تسلم الطاحونة فسارع بشرائها وقطعة أرض محيطة بها، وتم بناء صور لها، وبدأت صلوات عشية ترفع من جديد بالطاحونة.

وفي العام نفسه تم الإهتمام بهذا المكان الأثري من قبل الأنبا مينا أفا مينا، رئيس الدير الراحل وأحد تلاميذ البابا الراحل كيرلس السادس ( الراهب مينا المتوحد)، زادت مساحتها وتم إنشاء عدة كنائس ومضيفة لاستيعاب اعداد الزوار المترددين عليها لينالوا بركة البابا كيرلس السادس وخاصةً في تذكار رحيل كيرلس السادس ٩ مارس  من كل عامًا، إذا يصل أعداد الزائرين في هذا اليوم الي الالاف.

اهتمام الكنيسة بالطاحونة:

زار البابا الحالي تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، هذا المبنى الأثري الضخم، في التاسع من شهر مارس 2014 وذلك لأول مرة عقب اعتلاؤه علي كرسي مار مرقس الرسول، إذ قام  بدتشين كنيسه الشهيد مارمينا العجائبي، نظير انتهاء عمليات الترميم والتجديد التي اجريت بها آنذاك.