تواصل أكاديمية الفنون المسرحية تقديم العروض المسرحية المقدمة ضمن مشروعات مرحلة وقسم  الدراسات العليا بالمعهد العالي للفنون المسرحية  بأقسامه المختلفة  لطلاب المعهد على مسرح المعهد بالأكاديمية ومسرح سيد درويش ،و يستمر تقديم العروض حتى  مساء غد الأربعاء 7 يونيو من هذا الشهر الجاري .

وضمن هذه العروض المسرحية  قُدم العرض المسرحي " صيد الفئران "  من تأليف بيتر توريني، دراماتورج وإخراج محمد خلف.

وقال المخرج المسرحي "محمد خلف"  في تصريح خاص لبوابة دار الهلال أنه لم يجد نصًا مناسبًا أو متميزًا وقادرا على التعبير بوضوح  مثل النص المسرحي " صيد الفئران" أثناء رحلة  بحثه بين مختلف النصوص المسرحيى، حيث تميز هذا النص بقدرته على طرح  الأفكار التي كانت تحاصر عقله في الآونة الأخيرة والتي كان ينشد بها أن يعبر عن هوية الوجود الإنساني  في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بالعالم كله ،وخصوصًا العالم الغربي، وبصفة عامة حصار الإنسان بسمات المجتمع الإستهلاكي  يصل هذا الحصار  إلى تلاشي بعض فئات المجتمع،  مع متغيرات خصائص هذا المجتمع وقسوته ، وتنامي حصاره يوما بعد يوم وعاما بعد عاما لبعض طبقات المجتمع أو انعدامها مع تعاقب السنوات ودخولنا في مراحل تاريخية جديدة .

 المعالجات الفنية 

وتابع "خلف " مؤكدًا : ولذلك قررت  أن أقدم هذا النص بمشروعي المسرحي الجديد بمرحلة الدراسات العليا بقسم التمثيل والإخراج  ولأنشد به في هدفي الأول  الرئيس والأهم هو مخاطبة الجمهور وأن يستمتع بما سعيت أن أقدمه له وما كنت أتمنى سوى أن يلقى العرض المسرحي " صيد الفئران"  إعجاب الجمهور ويسعد به  ،وأن تصل رسالة وأفكار العرض إلى كل متفرج يجلس في صالة العرض.

وأضاف "محمد خلف " أن الافكار المتشابة ما أكثرها ولكن تختلف  دائمًا طريقة العرض من رؤية للأخري ،وتابع موضحا: أن  جمالية الإبداع الفني في هذا النص "صيد الفئران "  تميزت عن معظم النصوص العالمية التي تطرح نفس الفكرة .. كما أن طريقة التناول التي قدمها المؤلف  ( توريني ) كانت  واضحة وبسيطة عن غير ذلك من النصوص  في التناول الدرامي  و التعبير عن حالة المجتمعات الغربية .. إضافة  أن الشخصيات المسرحية كتبت  من خلال الثنائية  الأكثر  انتشاراوتناولًا  في كل المجالات الفكرية والثقافية والفنية وأيضا المعالجات الفنية بمختلف الوسائط  التي تتمثل في "  هو و هي"  حيث حاولت أن  أقدم نموذجا مختلفا دراميا  وجديد بين آدم وحواء  ومن ثم  نرمز لهما  عن المجتمع الإنساني  في المجتمع الرأسمالي الإستهلاكي ،و ذلك لأن هو و هي أداة التعبير عن الفئة  التي تخص الشباب البسيط في هذا المجتمع.

وتابع خلف :  لقد  تنوعت أفكار ( توريني ) و أفكاري و لكن لم يختلف السياق كثيرًا في تقديم العرض المسرحي  .. ،ويطرح صيد الفئران أفكار الشباب الطموح الذي يري أن قيود المدينة تزداد مع الوقت .. كما يطرح أيضًا أن المجتمع طبقات كل طبقة تتغذى على الأخرى ومن بينهم طبقات لاتتسم بالرحمة  ولاتنفذ غير ما تراه هي  كما يقدم العرض  للجمهور  كثيرًا من الأفكار التي تدين المجتمعات بما يحدث للفئة البسيطة المستهلكة والتي تصبح كأنها فئران تصطادها الطبقات الأخرى أو من يعلونهم في الطبقة الاقتصادية أو الاجتماعية وغير ذلك .

العرض المسرحي " صيد الفئران " من تمثيل حلا فستق ، وعلاء هلال ، وإبراهيم الزيادي ، وعبد الله عبد الغني ، وتصميم ديكور محمد صلاح ، مكياج  روان علاء ،كيروجراف إسماعيل مصطفى ، إعداد موسيقي  ،ومخرج منفذ أحمد السمان، إضاءة وليد درويش ، والعرض من تأليف الكاتب النمساوي: بيتر توريني ترجمة والعرض تحت إشراف : د. محمد عبد المعطي والعرض " صيد الفئران " دراماتورج وإخراج محمد خلف.