أكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على تقديم كافة سبل الدعم الصحي للأشقاء السودانيين، بما يسهم في دعم المنظومة الصحية بالدولة الشقيقة، انطلاقًا من المسئولية المشتركة بين البلدين ودور مصر الريادي في القارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال اجتماع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، مع وزير الصحة بدولة السودان الدكتور عمر النجيب، بديوان عام الوزارة، لبحث سبل التعاون المشترك في إطار عمق وترابط العلاقات بين مصر والسودان ومد جسور التعاون بين البلدين الشقيقين.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الاجتماع تناول مناقشة ملفات التعاون المشتركة بين الجانبين لدعم القطاع الصحي بالسودان في مجالات مكافحة الأمراض المعدية والوبائية، والتعليم الطبي المهني، بالإضافة إلى توطين صناعة الدواء بالدولة الشقيقة، وتبادل الخبرات بين البلدين في مواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقاحات.
وأضاف "مجاهد" أن الوزيرين ناقشا العمل بمبادرة "رئيس الجمهورية لعلاج مليون إفريقي من فيروس سي" بالسودان، حيث أكدت الوزيرة أن الوفد المصري قد أنهى خلال الفترة الماضية تجهيز 5 مراكز بالسودان للعمل بالمبادرة، وتدريب الأطباء السودانيين على بروتوكولات التشخيص والعلاج، كما أشارت إلى توفير أجهزة الـ"pcr" والكواشف الطبية، بالإضافة إلى توفير جرعات أدوية تكفي لعلاج 250 ألف مواطن سوداني.
وأشار إلى أن الوزيرة وجهت بنقل خبرات وزارة الصحة المصرية في التغلب على كافة التحديات المتعلقة بتوفير الأكسجين الطبي للمعنيين في وزارة الصحة السودانية، تلبيةً لرغبة الجانب السوداني خلال الاجتماع بالاستفادة من الخبرات المصرية في هذا الشأن، مضيفًا أن الوزيرة استعرضت آلية العمل بمنظومة إدارة إمداد الأكسجين الطبي بالوزارة ومتابعة معدلات الاستهلاك والمخزون بالمستشفيات من خلال منظومة إلكترونية، بالإضافة إلى آليات توفير مخزون استراتيجي كاف من الأكسجين الطبي بجميع المحافظات.
وتابع أنه تم الاتفاق أيضًا على تحديث بروتوكول التعاون الموقع بين البلدين عام 1970 فيما يخص مكافحة "بعوضة الجامبيا" في السودان وتفعيل العمل به خلال شهر أغسطس المقبل، وأوضحت أن حملات مكافحة "بعوضة الجامبيا" يقوم بتنفيذها فريق من الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية من خلال رحلتين: الأولى للتقصي والترصد للحشرات الضارة على مسافة 850 كليومترا وتبدأ من الحدود بين البلدين حتى منطقة وادي حلفا بالسودان، والثانية لعلاج المصابين بالأمراض الناتجة عن هذه البعوضة، ما يسهم في الحماية الصحية لمواطني الدولتين.
وأشار "مجاهد" إلى أن الاجتماع تناول التعاون بين البلدين في مجال الأدوية، موضحًا أن الوزيرة أكدت حرصها على دعم توطين صناعة الدواء بالسودان خاصة الأدوية الحيوية، من خلال التعاون مع شركات الأدوية بالسودان وتشجيع كبرى شركات الدواء الوطنية في مصر على زيادة ضخ الاستثمارات بالدولة الشقيقة، كما أكد الوزيران أهمية تبادل الخبرات بين البلدين في مجال البحث العلمي للأمراض الوبائية.
وأضاف "مجاهد" أنه تم مناقشة اعتماد المستشفيات في دولة السودان ضمن برنامج الزمالة المصرية والذي يتم بالتعاون مع كبرى المؤسسات التعليمية والجامعات العالمية، مما يسهم في الارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمرضى بالسودان، كما لفتت الوزيرة إلى توفير منح مقدمة من وزارة الصحة للأطباء السودانيين للحصول على شهادة الزمالة داخل المستشفيات المصرية ونقل خبراتهم إلى زملائهم من الأطباء داخل بلادهم، حيث أشاد الجانب السوداني خلال الاجتماع ببرنامج الزمالة المصرية وضرورة الاستفادة منه لملاءمته تلبية احتياجات القطاع الصحي بمختلف التخصصات الطبية في السودان.
وذكر "مجاهد" أن الوزيرة أكدت استعداد مصر لاستقبال وفود أخرى من مصابي الثورة السودانية لاستكمال علاجهم داخل مستشفيات وزارة الصحة، كما أكدت حرصها على إجراء العديد من الزيارات إلى دولة السودان للوقوف على الاحتياجات الطبية للأشقاء السودانيين والعمل على تلبيتها على الفور.
ومن جانبه، وجه وزير الصحة السوداني الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لدعمه الدائم للقطاع الصحي في السودان خاصة خلال مواجهة فيروس كورونا، مؤكدًا حرص بلاده على الاستفادة من التجربة المصرية في الارتقاء بالمنظومة الصحية، وكذلك الاستفادة من تجربة مصر الرائدة في القضاء على فيروس "سي"، مؤكدًا أن التعاون المثمر بين مصر والسودان بمثابة ترجمة حقيقية لعمق العلاقات بين القيادة السياسية في البلدين.
وهنأ وزير الصحة السوداني الدكتورة هالة زايد على إنتاج أول دفعة من لقاح فيروس كورونا بمصر، مشيدًا بجهود مصر المبذولة لتوفير اللقاحات مستقبلاً للأشقاء الأفارقة بعد تلبية الاحتياج المحلي، كما ثمن جهودها في التواصل الدائم مع وزارة الصحة السودانية لتلبية احتياجاتها بما يساهم في استدامة علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في المجال الصحي.
ويشار إلى أن أعمال الاجتماع جرت ، بحضور كل من الدكتور محمد حساني مساعد وزيرة الصحة والسكان لمبادرات الصحة العامة، والدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي، والدكتور محسن طه رئيس قطاع الطب العلاجي، والدكتور حسام حسني مستشار الوزيرة للتميز الإكلينيكي وأمين عام الزمالة المصرية ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، والدكتور محمد جاد مستشار الوزيرة للعلاقات الصحية الخارجية، ومن الجانب السواني كل من سفير دولة السودان بالقاهرة السفير محمد إلياس، ومدير عام الإدارة العامة للصحة العالمية بوزارة الصحة السودانية الدكتورة أمل الفاتح، ومدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة السودانية الدكتور محمد حافظ، والملحق الطبي بالسفارة السودانية الدكتور رشيد حمزة.