الإثنين 13 مايو 2024

هيثم طلحة عضو شعبة المستوردين: «يا سعده وهناه اللى يقدر يصدر للصين» (حوار)

عضو شعبة المستوردين مع محررة دار الهلال

اقتصاد7-7-2021 | 14:42

أنديانا خالد

- القطن طويل التيلة وزيت الزيتون أبرز السلع المصرية اختراقًا للسوق الصيني
- الصينيون يعشقون مصر.. ورغم أزمة كورونا الاستثمارات لم تتوقف
- طريق الحرير يستهدف كسر الهيمنة الأمريكية على الصين 
- نناشد هيئة تنمية الصادرات تفعيل الاتفاقية بين مصر والصين تصدير الرمان والبصل.
- الصين تتجه إلى ختم صناعتها باسم "اخترع في الصين" وليس "صنع في الصين"
مصر تتخذ نهج الصين في الثورة الصناعية.. وتحتاج إلى تكسير العظام للقضاء على الروتين 

"هيثم في الصين" هكذا اشتهر هيثم طلحة عضو الشعبة العامة للمستوردين، ومنتدى رجال الأعمال العرب بالصين، على صفحات السوشيال ميديا، والذي يعيش في الصين منذ 10 سنوات، ويقوم بحل جميع مشاكل المصريين والعرب الخاصة بالاستيراد والصين، ففي أول زيارة له لمصر، حاورته بوابة "دار الهلال" والذي أكد أن مصر تغيرات كثيرا عن ما تركها، مشيرا إلى أن مصر تسير على خطى الصين في الثورة الصناعية، بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وإلي نص الحوار:

** بعد 7 سنوات على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر.. كيف ترى الوضع الاقتصادي الآن بصفتك أحد المصريين في الخارج؟

بالتأكيد بعد 7 سنوات مصر تشهد نوع من الاستقرار السياسي، وهذا يعد أهم شيء في أي تطور أو تقدم اقتصادي تقوم به أي دولة، الاقتصاد قائم أولا على الاستقرار السياسي، وبناء عليه فإن التربة أصبحت ممهدة لأن يكون هناك استقرار اقتصادي، ولكن الاستقرار الاقتصادي يحتاج إلى بعض العوامل مثل أن يكون هناك ثبات في القوانين التي تطمئن المستثمر بحيث إلا يوجد تغيرات فجائية في القرارات، وأن يكون هناك بنية تحتية وهذا ما تسير عليه الدولة خلال الفترة الحالية، من خلال إقامة المناطق الصناعية المتواجدة في السويس أو في أكتوبر والعبور.

وأرى أن الاقتصاد يسير إلى الأفضل، ولكن يحتاج إلى تطور في الأمور الإدارية والقضاء على الروتين، المنتشر في المؤسسات.

** هل ترى أن مصر تتخذ نهج الصين في الثورة الصناعية؟

هناك تشابه كبير بين مصر والصين في النهضة الصناعية، خاصة أن الصين تعتمد على إدارة عليا تتخذ القرارات، وكذلك مصر هناك إدارة عليا تتخذ القرارات، فالشعب الصيني لا يخاف ولكن يسير على القواعد صارمة، وعندما تم تفعيل الرادار في شارع جوزيف تيتو في مصر الجديدة، الناس بتلقائية التزمت بالتعليمات.

ولكن مصر تحتاج إلى تكسير العظام مثلما فعلت الصين من أجل القضاء على الروتين الذي يضرب بعض الموظفين في القطاعات، وهذا ما أشار إليه وزير النقل الفريق كامل الوزير، من أن هناك بعض الموظفين في قطاع السكة الحديد يعطل حركة التنمية، إلا أن هذا منتشر معظم المؤسسات.

** وكيف ترى الإصلاح الاقتصادي في مصر؟

ثمرة الإصلاح الاقتصادي ظهرت خلال الربع الأول من 2021، خاصة بعدما أعلنت هيئة الاستثمارات بارتفاع الصادرات المصرية بحوالي 11%، حيث أدى الإصلاح الاقتصادي إلى نهضة اقتصادية، خاصة بعد تنفيذ البنية التحتية، ونسعى خلال الفترة المقبلة إلى الاهتمام بتثقيف التجار والمصدرين المصريين والاهتمام بالتعليم الفني، فكان هناك ثغرة تعاني منها مصر خلال السنوات الماضية وهي أن الكل يتجه إلى التعليم العام، إلا أن الحكومة بدأت في التركيز على الصناعات الفنية.

كما أن قرار التعويم عندما حدث أدى إلى ارتفاع في سعر الدولار مما كان في صالح التصدير والتصنيع، وأعطى فرصة للصناعات المصرية في التصدير للخارج.

 

** ما رأيك في التوجيه الرئاسي بدراسة منع دخول المنتجات والبضائع رديئة الجودة إلى البلاد؟

القرار في محله جاء بالتنسيق مع كل من وزارة التجارة المصرية والصينية، ويتم بالتنسيق والتبادل التجاري بين البلدين، كما أن الصين تنتهج إلى هذا النهج، وتسعى خلال الفترة الحالية إلى توقيع على المنتجات اسم "اخترع في الصين" وليس "صنع في الصين"، فهي تريد أن تكون منتجاتها عالية الجودة وليست رديئة، وحق كل مواطن مصري يحصل على منتج نظيف، ولكن العيب ليس في الصين، العيب أن هناك بعض المستوردين يسعون إلى المنافسة السعرية لذا يطالبون منتجات أقل جودة، واعتقد الفترة المقبلة، سنشهد تغير في جودة المنتج الذي يصدر لمصر.

** هل تؤيد تأجيل تطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات الجمركية؟

نظام التسجيل المسبق للشحنات الجمركية يحافظ على جودة المنتجات القادمة والسيطرة على التهريب، فهو 100% صحيح، ولكن طريقة تنفيذ النظام تحتاج إلى تمهيد أولا للمستورد والمصدر، خاصة وأن النظام يتطلب تسجيل المصدر والمستورد، ومصر تتعامل مع 180 دولة أي أن هناك دور كبير على المكتب التجاري في السفارات المصرية في توعية المجتمع الصناعي والتجاري في كل دولة وبلغات مختلفة، وعند النظر إلى الدول التي سبقتنا سنجد أن السعودية سبقتنا بـ 3 سنوات وقامت بإطلاق منصة "سابر" وقام المكتب التجاري لها في الصين بعمل جلسات مع المستوردين والمصدرين للاطلاع على أخر التطورات في عملية النقل الجمركي.

 

** كيف ترى الاستيراد وحركة التجارة مع الصين في ظل أزمة كورونا؟

مصر تأثرت بحركة الاستيراد والتصدير مثل أي دولة، إلا أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والصين في قمتها تماما، حتى يقال أن العلاقات بين الرئيسين جيدة وبها صداقة، خاصة بعدما قامت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد بزيارة الصين في ظل تخلى العديد من الدول عن الصين، لذا الصين لا تنسى من قدم لها يد العون والدعم النفسي والمعنوي، فقامت مؤخرا بإعطاء مصر حق تصنيع لقاح كورونا دون عن دول المنطقة وذلك يعد جزء من رد الجميل، بجانب إرسال مساعدات طبية في ظل أزمة كورونا.

كما ارتفع حجم الاستثمارات الصين في مصر، رغم أن الصين لديها تحذير شديدة على حركة الخروج خارج الدولة، إلا أن الطائرة التي كنت قادم عليها كانت مليئة بالصينين الذين لديهم استثمارات هنا في مصر.

** ماذا عن حجم التبادل التجاري ما بين مصر والصين؟

وصل حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى 13 مليار جنيه، والصادرات 1 مليار، فالصين ترحب بأي شئ قادم من مصر، وعلى سبيل المثال البرتقال مصر تصدره للصين، حيث بدء بنحو 30 ألف طن ثم 90 ألف طن وأخيرا 150 ألف طن، ومصر تعد ضمن 3 دول وهم "أمريكا وإسبانيا" المصدرين للبرتقال للصين.

** وما هي أكثر المنتجات التي يتم تصديرها للصين؟

أهم المنتجات التي تصدرها مصر للصين هي منتجات غذائية أبرزها البرتقال والتمر والذي سمح أخيرا استيراده من مصر إلى الصين، فالصين تشترط أن يكون هناك اتفاقية ما بين الحجر الصحي الصيني والحجر الصحي الخاص بالبلد الأخرى، لذا نناشد هيئة تنمية الصادرات تفعيل الموافقة على تصدير الرمان والبصل.

** من وجهة نظرك ما هي أسباب ارتفاع أسعار الشحن إلى دول العالم؟

أسباب ارتفاع من توابع فيروس كورونا، بسبب عدم انتظام حركة الشحن ما بين دول العالم، الدول التي أغلقت الحاويات مازالت لديها ولم تعد مرة أخرى، مما نشأ نوع من التكدس سوء كانت الفارغة أو المليئة، وأصبح هناك عجز في الفوارغ، لنجد أن البحار مليئة بسفن الحاويات، ومن يدير عدم انتظام في عملية إدارة العمليات، الطاقة التشغيلية غير منتظمة، وأيضا يقال أنها تحالفات من قبل شركات المالحة على مستوى العالم لتعويض الخسائر التي لحقت بهم في عام 2020، حيث خسروا خسائر بالمليارات بالنسبة لهم، ويحاول يعوض هذه الخسائر من خلال رفع الأسعار أكثر من 500%.


** ولكن هل سيؤثر ارتفاع أسعار الشحن على أسعار السلع؟

بالتأكيد سيكون هناك ارتفاع في أسعار السلع المستوردة من الصين نتيجة ارتفاع أسعار الشحن، وأستطيع أن أقول أن ارتفاع الأسعار الشحن من الصين إلى البحر المتوسط، قد تكون في صالح المصدر المصرى للتصدير للدول الشرق الأوسط.


** كيف ترى مبادرة طريق الحرير أو ما يسمى بمبادرة "الحزام والطريق".. وماهي العوائد الاقتصادية التي ستعود على مصر والشرق الأوسط؟

هناك مبادرة قام بها الرئيس الصيني في عام 2015، وأطلق عليها مبادرة "الحزام والطريق" والغرض منها هو إحياء الطرق القديمة ما بين الشرق الأوسط وأوروبا، والذي يمر على  76 دولة منها مصر، وهذا يؤدي إلى تعزيز حركة التبادل التجاري ما بين الصين.

وتسعى الصين من وراء إنشاء طريق الحرير إلى  تعزيز التواصل بينها وبين دول العالم الأخرى، في ظل الهيمنة الأمريكية، وتحاول الصين كسر هذه الهيمنة عن طريق تفعيل التبادل التجاري، وما بين دول العالم الأخرى، فمن خلال هذا الطريق ستقوم  الصين بعمل تبادل تجاري قوي.

** ولكن هناك من يرى أن الصين تتعامل مع دول العالم على أنها المصدر فقط؟

بالعكس الصين من أكبر الدول المستوردة حول العالم بسبب مساحتها 10 مليون متر مربع وعدد السكان 1.5 مليار من بشر، فهي تستورد كميات مهولة من المواد الغذائية والتكنولوجيا خاصة من كوريا واليابان، ووصل حجم الصادرات 2.5 تريليون دولار، فيما وصل حجم الواردات نحو 1.5 تريليون دولار.

كما قامت الحكومة الصينية بنفي مثل هذه الادعاءات الباطلة، حيث قامت بإطلاق معرض الصين الدولي للاستيراد، والذي أطلق منذ 3 سنوات، برعاية الرئيس الصيني ويعقد في مدينة شنغهاي، والذي يستهدف قيام كافة المصدرين حول العالم بعرض منتجاتهم على أن يقوم المستورد الصيني بإبرام تعاقدات مع تلك الدول، وكانت مصر من ضمن هؤلاء العارضين قبل جائحة كورونا في عام 2019.

** ما هي فرص مصر للتصدير في الصين؟

"يا سعادة ويا هنا المصدر المصري الذي يخترق السوق الصيني"، فهناك  فرصة كبيرة للتصدير في الصين، ومن أبرزها القطن طويل التيلة فهو يعد فرصة لتصدير المنتجات القطنية للصين، بجانب المواد الغذائية كزيت الزيتون، وما يدعو للحزن أن مصر تعد من أشهر المنتجين لزيت الزيتون ولكن لم ندخل حتى اليوم السوق الصيني، حيث تقوم "الصين" باستيراد بكميات كبيرة مثل تونس والأردن وفلسطين.

كما لدينا فرصة للتصدير بكميات كبيرة الأدوات الخاصة بالعناية بالبشرة، فالمرأة الصينية تعشق أدوات التجميل والتزين وتحب أن تكون منتجاتها مستوردة من الخارج، وذلك لارتفاع مستوى دخل السيدة الصينية، حيث تتباهى بأنها تستورد منتجاتها من الخارج مثل أي سيدة حول العالم.

** ما أبرز التحديات التي ستواجه المصدر المصري في الصين؟

أولا: الصينيون يهتمون كثيرا بالجودة العالية والتغليف، بجانب أنه يجب أن يكون لدى المصدر المصري إلمام باللغة الصينية، أو أنه يتعاقد مع أي مواطن يستطيع الحديث باللغة الصينية أو أنه يتعاقد مع أحد الشركات التصدير التي تقوم بعمل حلقة وصل بينه وبين المستوردين الصينيين.

كما أوجه التحذيرات للمصدرين خاصة بعد انتشار في الآونة الأخيرة بعض وسائل النصب، أشهرها هو الاتفاق على إرسال شحنة بدون دفع جزء من ثمن الشحن، وفور وصل الشاحنة يقوم المستورد بالضغط وابتزاز المصدر عن طريق عودة الشاحنة مرة أخرى أو أنه يتنازل عن جزء من المبلغ المتفق عليه، مما يضطر المصدر التنازل حتى لا يتعرض لمزيد من الخسائر" لذا أطالب المصدر عدم إرسال الشحنة إلا بعد الحصول على ثمنها بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 50%.

** كيف ترى فرصة المشروعات الصغيرة في التصدير إلى الصين؟

الصناعات الصغيرة عماد أي مجتمع اقتصادي، خاصة أن الصين قامت على الصناعات الصغيرة، واتمنى أن الدولة تولى اهتمام بالصناعات الصغيرة، خاصة المنتشرة في القرى والارياف، فالمنتجات اليدوية والتقليدية تعد صناعة مهمة تحتاج إلى دعم كبير من الدولة، فهناك قرية في طنطا تقوم بصناعة "اللمبة الليد" ولكنها صناعات تقام في المنازل.

Dr.Radwa
Egypt Air