الأربعاء 22 مايو 2024

مين اللى غلطان..؟!

نجلاء بكير

سيدتي8-7-2021 | 00:08

نجلاء بكير
فى أى خلاف يحصل بين الزوجين يطرح الزوج السؤال "مين اللى غلطان.."؟!؛ ومع أنه واضح جدا أنه سؤال لكن الحقيقة هو إتهام وإجابة أكتر من كونه تساؤل، ومن غير ما الزوجة تتعب نفسها وتكلف روحها أنها تجاوب أو ترد، هو الزوج اللى بيسأل ويجاوب ماشاء الله عليه ربى يحميه لشبابه وبيرد ويقول: "أنتى اللى غلطانة يا هانم.."! والحقيقة أن الزوجة دايما هى اللى غلطانة، وهى دايما اللى مقصرة، وهى اللى مهملة، وهى اللى نكدية، وهى سبب المشاكل، وهى اللى مش فاهمة حاجة، وهى الموسوسة، وهى الزنانة، وهى اللى بتخرب البيت، وهى اللى بتفسد تربية الأولاد، وهى السبب فى أن جوزها يتجوز عليها وحدة تانية ولو أتجوز التالتة برضوا الأولى هى السبب أو التانية مش فارقه كتير..!، وهى السبب فى طلاق أمها من أبوها ما تسألش أزاى هو كدا..، وهى السبب فى الخناقة اللى عملتها جارتها، وهى السبب فى موت وحدة صاحبتها، وهى سبب فشل الزوج وهى سبب غياب القمر وعدم ظهور الشمس، وهى.. وهى.. وهى اللى آكلت الجبنة..! جميع المواقف والخلافات التى تحدث بين كل زوجين وتتكرر، متشابهة بين كل الأزواج ويقال فيها نفس العبارات.. نعم نفس العبارات ونفس الإتهامات من الزوج للزوجة، وكأن جميع الأزواج خريجى مدرسة وجامعة واحدة سبحان الله، وإلقاء الإتهامات بين الطرفين فى واقع الحياة أن الزوج هو من يبدأ بإلقاء الإتهامات، ومن الطبيعى أن الزوجة ترد للدفاع عن نفسها ضد حقبة التهم اللى بيلقى بها الزوج الفاضل فى وجهها. طبعا أى زوج أو أى رجل يقرأ الكلام دا من غير تردد ولا تفكيرهيقول أنى معقدة ومفترية ومريضة نفسيا وإتهامهات لا حصر لها.. ودا العادى إذا كان بيتهم زوجته بأنها سبب خلل وكوارث الكون يبقى جت عليا..!، الحقيقة أنى عايزة أقول للزوجين "الرجل والست"، وخاصة الزوج أن أنتم الأتنين زوجين يعنى كل طرف منكم شريك الطرف الآخر ومكمل له، يعنى مش أعداء ولا بينكم تار ولا خصوم فى قضية ولا نزاع على ميراث، فأتقوا الله فى أنفسكم. اللى عايز يفهم وعايز يستوعب ويقف مع نفسه وقفة يراجع فيها أسلوبه وتعاملاته مع زوجته من أجل حياة هادئة، هو من يفهم أن الكلام مقصود به إيجاد حل للمشكلة لا العكس، فالحياة شراكة وتكامل بين نصفى المجتمع"الرجل والمرأة"، لا صراع ولا نقار ولا سيطرة طرف على الطرف الثانى، كلامى موجه للرجال لا للسيدات لأن الرجل هو من بيده زمام الأمور والحقيقة أنه هو من يفتعل المشكلات ويبدأ بإلقاء الإتهامات، وإذا إستطاع الزوج السيطرة على غضبه والتحكم فى إنفعالاته فلا تحدث المشكلة. إلى كل زوج ورجل عليك أن تتذكرأن المرأة التى فى حياتك سواء كانت أمك أو أختك أو زوجتك أو بنتك، وصاك عليها الله ورسوله.. فهل يوجد لديك أحد أعز من الله ورسوله حتى تنفذ وصيته..؟! أيها الرجل أن المرأة التى هى نصف المجتمع وتشاركك الحياة فهى أيضا من أنجبت النصف الآخر الممثل فيك أنت، فمن أنجبتك مرأة ومن تتزوجها مرأة أنت تختارها وتتحملك أكثر من أمك، لأنها هى التى تستقبل إنفعالاتك وعصبيتك وغضبك بقصد أو بدون قصد، وهى التى تساندك وتعطيك دون أن تطلب وتتمنى رضاك على حساب نفسها، وتسعى دائما لسعادتك وراحتك لأخر عمرها. أتمنى من كل زوج أن ينظر لزوجته على أنها هى حبيبته التى أختارها، لا عدوه الذى يثأر منه دون وجه حق، هى شريكة حياتك وليست شماعة أخطاءك وهى أم أبناءك، ومن لا يدرك ذلك فعليه أن يتذكر كلام الله ورسوله ويتقى الله فى زوجته وعليه بالرفق بها ومعاشرتها بالمعروف، وعليه أيضا أن يعامل زوجته بما يحب أن تعامل به أبنته عندما تكبر وتصبح زوجة، فكيف لزوج أن يطلب لإبنته ما لا يستطيع فعله ولا يتوفر لديه هو نفسه..؟! من يقدر المرأة ويحسن معاملتها ويتقى الله فيها ذلك دليل على أنه رجل، فالرجولة ليست بالذكورة وإلا كان تم إعتبار ذكور الحيوانات وذكور باقى المخلوقات رجال، فالرجولة موقف وأخلاق وحسن تصرف، والرجولة أن تكون رجل لها لا رجل عليها هى فقط، الرجولة أن تكون حماية وأمان لها لا العكس. فمن يعامل زوجته على أنها ملكة فذلك دليل على أنه تربى على عرش ملكة آخرى، علمته كيف يعامل شريكة حياته، ويعلم بذلك أن الله سوف يهدى إبنته من يتقى الله فيها ويحسن معاملتها، ومن يريد أن يعيش فى سعادة فذلك بيده ومن أراد الشقاء فذلك أيضا بيده وأختياره، يعنى من الأخر اللى عايز زوجته تسعده هو اللى يقدر يخليها تسعده وتخلى حياته نعيم، واللى عايز يعيش فى نكد وينكد على زوجته هو اللى أختار، وهى ساعتها هتنكد عليه وعلى أهله وتحول حياته جحيم، وهيشوف النكد أنواع وألوان ومايلوم إلا نفسه.. وكلامى كله "مجرد رأى".