الأربعاء 22 مايو 2024

وزيرة الصناعة: إفريقيا على أعتاب مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي

وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع

اقتصاد8-7-2021 | 16:36

أكدت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع أن القارة الإفريقية تقف على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل التكامل الاقتصادي الإقليمي بإطلاق اتفاقية أفريقية القارية ودخولها حيز النفاذ إعتبارا من يناير الماضى ، مشيرة إلى أن الإتفاقية تسهم فى ربط القارة بأكملها في سوق حر واحد لتذليل العقبات أمام المصدرين والمستثمرين في جميع دول القارة، و تبادل السلع والخدمات بدون قيود أو عوائق جمركية، وهو الأمر الذى يسهم فى إنشاء تجمع اقتصادي أفريقي.

جاء ذلك في سياق كلمة الوزيرة خلال منتدى الأعمال المصري السنغالي والذي عقد بالعاصمة داكار بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال بالبلدين وبحضور السيدة أميناتا أسوم دياتا وزيرة التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة السنغالية ونهى خضر سفيرة مصر بالسنغال

وقالت إن مصر والسنغال ترتبطان بعلاقات تاريخية راسخة حيث كانت مصر فى طليعة الدول التى أقامت علاقات دبلوماسية مع السنغال فور استقلالها، مشيرة الى حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق والتشاور بينهما إزاء مختلف الملفات والقضايا الإفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأضافت جامع أن مصر تولي أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها التجارية مع السنغال لتعكس الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يتمتع بها البلدين لا سيما في ظل دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ الأمر الذي سيكون من شأنه بدء مرحلة جديدة للتعاون القاري من خلال فتح الأسواق الأفريقية أمام المصدرين والمستثمرين بدول القارة.

ونوهت أن مصر والسنغال كانت من أهم الدول التي دعمت أنشطة وعمل اتفاقية التجارة الحرة القارية الافريقية والتي تمثل بداية واعدة نحو الاندماج القاري الأفريقي، سعياً نحو تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري لدول القارة، مشيرة الى أن الاتفاقية تلعب دور محوري في دعم جهود التنمية في القارة من خلال تعزيز الترابط بين الأسواق الإفريقية، بما يسهم فى دعم القطاعات الصناعية والزراعية في الدول الإفريقية وتطوير المنظومة الاقتصادية للقارة.

وأشارت إلى أن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق حكومات الدول الأفريقية لتوفير كافة السبل وتمهيد الطريق لتحقيق الاندماج القاري، من خلال إتاحة الفرصة لممثلي القطاع الخاص لاستعراض الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة وتبادل المعلومات التي تخدم مصالحهم المشتركة، لاسيما في القطاعات التي تتمتع بميزة تنافسية داخل القارة والقطاعات غير المستغلة، بالإضافة إلى استعراض العقبات التي تواجه انسياب حركة التجارة بين دول القارة وبحث سبل تذليلها، مما يتيح الفرصة لترجمة التكامل الإقليمي إلى شراكات فعلية.

ولفتت جامع إلى أهمية المبادرة التي تم إطلاقها بالقاهرة خلال شهر يونيو الماضي بالتعاون مع التجاري وفا بنك ، لمد روابط التعاون بين مصر ودول غرب ووسط افريقيا، حيث تم إختيارالسنغال لتكون أولى محطات سلسلة البعثات المقرر تنظيمها في إطار هذه المبادرة .

وتابعت أن هذا المنتدى يعكس حرص مصر والسنغال على مواصلة الجهود المبذولة لدعم التكامل الاقتصادي وتكثيف التعاون الاستثماري بين البلدين، وفتح قنوات اتصال بين حكومتي الدولتين وممثلي القطاع الخاص لدفع حركة التعاون بين مصر والسنغال.

وأضافت أن مصر تشارك السنغال والدول الأفريقية الأخرى للعب دور أكبر في الأسواق العالمية من خلال التركيز على الإمكانيات المتاحة لدعم القاعدة الصناعية بالقارة وتعظيم إمكاناتها الإنتاجية للخروج بمنتج إفريقي عالي الجودة قادر على المنافسة بشكل فعال بالسوقين الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى اهمية دعم سلاسل الإنتاج داخل القارة من خلال تبادل المعلومات والخبرات لتفادي قيام بعض الدول الافريقية باستيراد سلع وخدمات من خارج القارة، والتي يمكن الحصول عليها من داخل القارة.

وأكدت جامع حرص الحكومة المصرية على تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لدول القارة الإفريقية لرفع قدراتها في جميع المجالات المتعلقة بتحرير التجارة وتشجيع الاستثمار، ومشاركة التجربة المصرية في دعم القطاع الصناعي ومساندة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأشارت إلى أن مصر تسعى لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول القارة الإفريقية خاصة السنغال، وكذا تبادل الخبرات في مجالات التنمية الصناعية المختلفة، وفي مقدمتها إقامة المناطق والمجمعات الصناعية وإعداد برامج تطوير وتحديث الصناعة المحلية وربطها بسلاسل القيمة العالمية، ورفع القدرات الفنية، وذلك تحقيقاً لمبدأ المنفعة المشتركة والمصلحة المتبادلة، خاصة وأن السنغال لديها خطة طموحة للتنمية الاقتصادية ،وأن المشروعات المدرجة بخطة السنغال الناشئة توفر فرص استثمارية وشراكات بين القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات.

من جانبها ، أكدت وزيرة التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة السنغالية أميناتا أسوم دياتا أن عقد المنتدى يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المشترك بين السنغال ومصر، وهو الأمر الذى يلقى دعم وتوجيه من القيادة السياسية في البلدين، مشيرة إلى أن تواجد هذا الوفد رفيع المستوى، وهذا العدد الكبير من رجال الأعمال يعكس جدية مجتمع الاعمال وحكومتي البلدين لاحداث نقلة نوعية في العلاقات المشتركة خلال المرحلة المقبلة .

ولفتت الى سعي السنغال لمضاعفة حركة التبادل التجاري مع مصر خاصة وان الميزان التجاري الحالي يميل لصالح الجانب المصري حيث تحتل مصر المرتبة الرابعة في الدول المصدرة للسوق السنغالي .

من جانبها أشارت سفيرة مصر بالسنغال السفيرة نهى خضر إلى عمق العلاقات المصرية السنغالية والتى تؤسس لبدء علاقات شراكة اقتصادية متميزة تنعكس آثارها ايجابا على حركة التنمية بالبلدين، مؤكدة على أهمية عقد هذا المنتدى وما يعقبه من لقاءات مشتركة بين رجال الأعمال للوصول إلى اتفاقات تعزز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وداكار .

وفي نفس السياق أكد رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب الدكتور شريف الجبلى أن مبادرة روابط الأعمال بين مصر ودول وسط وغرب افريقيا، تمثل فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الشركاء الافارقة ، مشيرا لأهمية دور مجتمع الأعمال المصرى والسنغالى فى تحقيق مستهدفات هذه المبادرة خاصة، وأن السنغال تمثل أحد أهم أسواق منطقة غرب افريقيا .

من جانبه أوضح رئيس جمعية المصدرين المصريين ورئيس الجانب المصرى بمجلس الأعمال المصرى السنغالي المهندس خالد الميقاتى أن اختيار السنغال لتكون اولى محطات تنفيذ مبادرة روابط الاعمال جاء نتيجة للاهمية الكبيرة لدولة السنغال وموقعها المتميز داخل القارة السمراء ، مؤكدا اهمية دور القطاع الخاص للمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة لشعبا البلدين .

من جانبه أوضح رئيس التمثيل التجارى الدكتور أحمد مغاورى أن تواجد وفد مصرى برئاسة وزيرة التجارة والصناعة فى هذه الزيارة يؤكد حرص الحكومة المصرية على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع دول القارة السمراء ،مؤكدا أهمية

مبادرة روابط الأعمال والتى تلقى دعم حكومى ،وذراع تمويلى ممثل فى مجموعة التجارى وفا بنك، وإرادة حقيقية من مجتمع الأعمال المصرى ،ماسيسهم فى نجاح المبادرة وتحقيق مستهدفاتها .

وأشار ممثل مجموعة التجارى وفا بنك بالسنغال منير ادجيرى إلى حرص البنك وفروعه المنتشرة فى كافة انحاء القارة فى خلق إطار عام لتنمية العلاقات المشتركة بين رجال القطاع الخاص فى البلدان الافريقية ، مشيرا إلى سعي البنك لتسهيل عمليةالتواصل بين رجال الأعمال والشركات للتوصل لاتفاقات تعزز العلاقات التجارية والاستثمارية بين دول القارة السمراء .

وقال إن المؤسسات المصرفية شريك رئيسى للحكومات ومجتمع الاعمال فى تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية ، وهو الدور الذى يقوم به مجموعة التجارى وفا بنك والذى يتمتع بمصداقية كبيرة فى كافة بلدان القارة ، موجها الشكر لفريق عمل البنك بمصر والسنغال لجهدهم الكبير فى تنظيم وترتيب هذه الزيارة الناجحة .

كما عبرت رئيس نادى افريقيا والتنمية التابع لمجموعة التجارى وفا بنك منى قاديرى عن سعادتها لتواجد هذا الكم الكبير من رجال الاعمال بالبلدين وهو ما يعكس حرص مجتمع الاعمال على تعزيز علاقات الشراكة الاستثمارية بين مصر والسنغال .

وأكدت حرص البنك على تقديم المزيد من التعاون لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة فى دول القارة السمراء.