فى السنوات الأخيرة نجحت الدولة أن تحقق مكانة كبيرة لدى المجتمع الدولى فى كافة المجالات، ارتفعت تصنيفاتها العالمية فى التعليم، الطرق، حقوق الإنسان، التسليح، الاتصالات.. إلخ.
والعامل الأساسى فى ذلك النجاح الملحوظ على المستوس الدولى هو تماسك المجتمع وترابط كيانه ؛ فهو جزء أصيل وهام فى قوة الدولة الخارجية، فالفرد فى حد ذاته هو الخلية المكونة لبِنيان الدولة ككل، وعلى سبيل الاستعارة الاصطلاحية بوسعنا أن نعبر عن المجتمع المصرى فى تلك الفترة بأنه الجبهة الداخلية - وهو اصطلاح يتزامن مع أوقات الحروب - انطلاقًا من أن ما تمر به الدولة فى أوقاتها الحالية هو حالة من حالات إطلاق النفير العام، لما يحدق بها من أخطار متتالية ومتعددة وكأنها حرب فعلية، وكذلك مواكبة للدور الذى يقوم به المجتمع من تكاتف وتعاضد من أجل النهوض بالدولة بما تتخذه من قرارات عاجلة ومهمة من أجل التسريع بوتيرة النهضة المصرية.
فإفشال مساعى النجاح متعددة، وتستهدف فى البداية النفاذ إلى عمق النسيج المجتمعى كوسيلة مؤكدة لهزيمة الدولة من الداخل. ومما لا شك فيه أن رشادة الدولة المصرية الجديدة لا تنفصل عن اتزانها فى الساحة الدولية، بل وأن الممارسة الدبلوماسية الرصينة لها إنما تعبر عن القوة الذاتية للمجتمع المصرى، بينما إذا كانت الدولة مهزوزة داخليًا كان الملف الدبلوماسى ضعيفًا غير متوازن. ورغم ما تشهده الدبلوماسية من استفزازات غير أنها تتسم بالعقلانية والتحرك القانونى السليم.
القدرة على البناء الداخلى وحصد نجاح الملف الخارجى حققته الدولة فى زمن وجيز وبشكل واضح.