اعتبر ياسر عباس وزيرالري والموارد المائية السوداني أن المعلومات التي قدمتها إثيوبيا عن الملء الثاني لخزان سد النهضة الأثيوبي بلا قيمة تذكر، بعدما صار الملء الثاني أمرا واقعا.
وقال عباس فيرسالة بعثها إلي نظيره الإثيوبي بيكلي سيليشي قبيل إجتماع حاسم لمجلس الأمن الدولي بشأن ملء السد إن اثيوبيا قررت ملء السد للسنة الثانية فعليا في الأسبوع الأول من شهر مايو الماضي بعدما قررت مواصلة تشييد الممر الأوسط .
وتابع وزير الري السوداني من الواضح أنه عندما يتجاوز تدفق المياه سعة البوابتين الفليتين فسيتم تخزين المياه إلي أن يمتليء السد وتعبر المياه من فوقه في نهاية المطاف.
وأوضح عباس أن السودان قد اتخذ تدابير كثيرة للحد من الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسلبية الموتقعة للمليء الثاني الاحادي للسد وهي لن تخفف إلا القليل من التداعيات السلبية علي التشغيل الآمن لسدود السودان .
وشدد الوزير السوداني علي أن الخرطوم بحاجة إلي كثير من المعلومات التفصيلية عن سد النهضة كون المليء الثاني يؤثر في شكل تدفق المياه علي أرضايها مما قد يؤدي إلي اخطار كبيرة قد تطال سد الروصيرص السوداني الذي لا يبعد كثيرا عن سد النهضة .
وفي سياق متصل، عرضت وزيرة خارجية السودان الدكتورة مريم الصادق المهدي، موقف بلادها من قضية سد النهضة، على عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، خلال عدد من اللقاءات المنفصلة في نيويورك.
والتقت المهدي، مع السفيرة ليندا جرينفيلد، مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، وأعربت عن شكرها للدور الأمريكي الداعم لحكومة الفترة الانتقالية، ثم قدمت شرحا لموقف السودان إزاء تطورات ملف سد النهضة الأخيرة وفقا لما أوردته وكالة الأنباء..
وأكدت مريم الصادق أن السودان يهدف إلى تعزيز مسارالتفاوض الأفريقي ولا يهدف إلى معالجة الملف بشكل مستقل داخل المجلس، وطلبت أن تقوم الولايات المتحدة من منطلق تأثيرها وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن بدعم مطالب السودان العادلة في المجلس.
ومن جانبه، أعربت المندوبة الأمريكية، عن وقوف الولايات المتحدة مع الموقف السوداني فيما يتعلق بالحاجة إلى تعزيز العملية الأفريقية، كما أنها تعترف بعدالة ووجاهة مطالب السودان
وأوضحت أن الولايات المتحدة تدرس مختلف الخيارات بشأن الوثيقة التي يمكن أن يخرج بها مجلس الأمن عقب اجتماعه اليوم.
كما التقت وزيرة الخارجية السودانية، مع تي إس تيرومورتي، مندوب الهند، ومندوبة إيرلندا جيرالدين بيرن، العضوين غير الدائمين بمجلس الأمن، كل على حدة.
وقدمت المهدي، لهما شرحا مفصلا بموقف السودان من تطورات سد النهضة الإثيوبي الأخيرة ورؤية السودان لمعالجة الملف داخل مجلس الأمن والمتمثلة في تعزيز المسار الأفريقي للتفاوض.
وطلبت من الهند وإيرلندا، دعم مطالب السودان المشروعة حتى يتحقق الأمل بتوقيع الأطراف الثلاثة على اتفاق قانوني ملزم يمكن إثيوبيا من ملء وتشغيل السد ويجنَّب السودان مضاره المتوقعة.
وتقدم مندوبا الهند وايرلندا، بالشكر لوزيرة خارجية السودان على شرحها الوافي، وأعرب كل منهما عن تفهمه لموقف السودان ومشروعيته، ووعدا بدعم التحرك الرامي لتعزيز مسار التفاوض القائم تحت مظلة الإتحاد الأفريقي.
في غضون ذلك، عقدت المهدي، اجتماعا مهما مع المندوبين الدائمين لمجموعة الدول الأفريقية الثلاث في مجلس الأمن (كينيا، النيجر وتونس)، بجانب القائم بأعمال الكونغو الديمقراطية (والذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأفريقي)، إضافة إلى المندوبة الدائمة المراقبة لبعثة الإتحاد الأفريقي، وشارك في اللقاء الدكتور ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية السوداني.