الأحد 30 يونيو 2024

"الإفتاء" تتحدّث عن آداب وضوابط المزاح وتحذر من هذه الأفعال الشائعة

دار الإفتاء

الهلال لايت8-7-2021 | 20:25

إيمان علي

تحدّثت دار الإفتاء عن آداب وضوابط المزاح، من خلال منشور له عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وقالت دار الإفتاء، إن للمُزَاحِ – وهو الكلام الذي يُرَاد به المُدَاعبة والملاطفة- أصلٌ في الشريعة؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله لامرأة: «لا يدخل الجنَّة عجوز» رواه الترمذي، وروى الطبراني حديثَ ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا»، ومازح النبي صلى الله عليه وآله وسلم طفلًا حين مات عصفوره؛ فقال له: « يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْر؟».

وأضافت الدار عبر صفحتها على فيسبوك: وما ذلك إلَّا لأنَّ غريزة النفس البشرية تميل للبشاشة واللطافة، وتَأنَف العُبُوس والكآبة؛ ومع هذا فإنَّ الشريعة الإسلامية حَدَّدت إطارًا بضوابط وآداب لهذه الغريزة تعمل من خلاله دون أن تميل أو تَحيدَ عن جَادتها

وأوضحت دار الإفتاء أن من هذه الآداب: ألَّا يشتمل المُزَاح على قولٍ مُحَرَّم؛ كالغيبة أو النميمة؛ قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: 12]، وفي الحديث المتفق عليه: «لا يَدْخُل الجنةَ نمَّامٌ»، أو اشتماله على فِعْلٍ مُحرَّم؛ كانتقاص وازدراء الشعائر الدينية التي الأصل فيها التعظيم؛ قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].

ومنها أيضًا: البُعْد عن الكلام الفاحش، وتَجنُّب سيء الحديث؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد).

وتابعت: ومنها: ألَّا يتضمن المُزَاح إلحاق الضرر –بكل أنواعه- بالغير؛ ففي الحديث: «لا يحل لمسلم أن يُروِّع مسلمًا»، فإيذاءُ الناس مذمومٌ في الشرع، وقد وَرَد المنع والتحذير منه؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].

والذي يَحْمِل الشخص على تحقيق ذلك وامتثاله: تَذَكُّر قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 18]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم» رواه البخاري.