وصل قطار بطولة كوبا أمريكا لكرة القدم في نسختها رقم 47 والتي تستضيفها البرازيل حاليا، إلى المحطة الأخيرة، حيث تقام المباراة النهائية للمسابقة القارية في الساعات الأولى من صباح غد الأحد، بين منتخبي البرازيل والأرجنتين على إستاد "ماراكانا" الشهير بمدينة ريو دي جانيرو.
البرازيل في مواجهة الأرجنتين في نهائي كوبا أمريكا، مباراة كان ينتظرها جميع عشاق كرة القدم حول العالم، نظرا لقوة المنتخبين والتنافس الكبير بينهما في قارة أمريكا الجنوبية، وكذلك كثرة النجوم والأسماء الكبيرة التي تتواجد في المنتخبين.
البطولة التي أقيمت في ظروف استثنائية بسبب جائحة "كورونا" التي تسببت في تأجيل المسابقة لمدة عام كامل، وكذلك نقلها من دولتي كولومبيا والأرجنتين، إلى البرازيل لتستضيفها للمرة الثانية على التوالي، تتنظر الإعلان عن بطل جديد غدا الأحد.
المنتخب البرازيلي هو حامل لقب كوبا أمريكا بعد التتويج بالبطولة في نسختها الماضية عام 2019، وسيسعى لإضافة لقب جديد من المسابقة القارية؛ ليصل عدد مرات فوزه باللقب إلى 10 مرات.
أما المنتخب الأرجنتيني فيبحث عن تحقيق اللقب رقم 15 في تاريخه، لمعادلة منتخب أوروجواي، الذي يملك الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب كوبا أمريكا برصيد 15 لقبا، يليه الأرجنتين (14 لقبا)، ثم البرازيل (9 ألقاب)، ثم كل من تشيلي وباراجواي وبيرو ولكل منهما لقبين، بجانب لقب وحيد لكل من منتخبي بوليفيا وكولومبيا.
كما يسعى منتخب الأرجنتين لاستعادة أمجاده في قارة أمريكا الجنوبية، والعودة لاعتلاء منصات التتويج بعد فترة غياب طويلة، حيث يعود آخر ألقاب منتخب "التانجو" في كوبا أمريكا لعام 1993، أي قبل 28 عاما.
منتخب الأرجنتين وصل إلى المباراة النهائية لكوبا أمريكا، بعد رحلة ناجحة طوال مشواره في البطولة، حيث تصدر ترتيب المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط جمعها من الفوز في 3 مباريات على كل من أوروجواي بنتيجة 1-0، وباراجواي بنفس النتيجة، وبوليفيا بنتيجة 4-1، والتعادل مرة واحدة مع تشيلي بنتيجة 1-1، ولم تتعرض الأرجنتين لأي هزيمة.
وفي الدور ربع النهائي، تغلب منتخب الأرجنتين على الإكوادور بنتيجة 3-0، ثم أقصى منتخب كولومبيا في الدور نصف النهائي بالفوز عليه بضربات الترجيح بنتيجة 3-2، بعد مباراة شهدت أحداثا مثيرة؛ لتتأهل الأرجنتين للمباراة النهائية لكوبا أمريكا للمرة الثالثة خلال آخر أربع نسخ للمسابقة.
في المقابل، تأهل المنتخب البرازيلي للنهائي للقاري، بعدما تصدر ترتيب المجموعة الثانية برصيد 10 نقاط أيضا جمعها من الفوز في 3 مباريات على كل من فنزويلا بنتيجة 3-0، وبيرو بنتيجة 4-0، وكولومبيا بنتيجة 2-1، والتعادل في مباراة واحدة مع منتخب الإكوادور بنتيجة 1-1.
وفي الدور ربع النهائي، تغلب منتخب البرازيل على منتخب تشيلي بهدف نظيف، قبل أن يتغلب على بيرو بهدف نظيف أيضا في الدور قبل النهائي؛ ليتأهل للنهائي القاري للمرة الثانية على التوالي، باحثا عن لقبه العاشر في كوبا أمريكا.
مباراة البرازيل والأرجنتين في نهائي الكوبا، ستشهد صراعا جانبيا بين نجمي المنتخبين، ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين، ونيمار دا سيلفا نجم المنتخب البرازيلي، حيث يأمل كل منهما في قيادة منتخب بلاده للتويج باللقب القاري.
ليونيل ميسي رغم نجاحاته الكبيرة مع فريقه برشلونة الإسباني، وألقابه الشخصية العديدة، حيث يعد واحدا من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، إن لم يكن الأفضل بالفعل، إلا أنه فشل في تحقيق أي لقب مع المنتخب الأرجنتيني، وقد تكون هذه هي آخر فرصة لـ "البرغوث الأرجنتيني" لقيادة منتخب بلاده نحو منصات التتويج، خاصة مع تقدمه في العمر.
نهائي الغد يعد النهائي الخامس، الذي يخوضه ميسي مع منتخب الأرجنتين، حيث سبق له لعب نهائي كأس العالم عام 2014 بالبرازيل، ولكنه خسر أمام ألمانيا، كما سبق له المشاركة مع الأرجنتين في نهائي كوبا أمريكا ثلاث مرات من قبل، ولكنه خسر النهائيات الثلاثة أعوام 2007 أمام البرازيل، و2015 و2016 أمام تشيلي.
مهمة ميسي ورفاقه في منتخب الأرجنتين، لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة المنتخب البرازيلي الذي يعتبره العديد من النقاد والمحلليين هو أفضل منتخب في بطولة كوبا أمريكا والأحق بنيل لقب البطولة.
وكما هو الحال بالنسبة لليونيل ميسي، فعلى الجانب الآخر يأمل نيمار دا سيلفا في مواصلة تألقه مع منتخب البرازيل، لقيادة الفريق لحصد لقب كوبا أمريكا للمرة الثانية على التوالي، والعاشرة في تاريخ البرازيل، من أجل الاقتراب من منتخب أوروجواي أكثر منتخبات قارة أمريكا الجنوبية حصدا للقب برصيد 15 لقبا.
سجل نيمار في النسحة الحالية من كوبا أمريكا، هدفين، وقام بصناعة ثلاثة أهداف، فيما يتفوق عليه ميسي الذي سجل حتى الآن أربعة أهداف يتصدر بها قائمة هدافي المسابقة، كما صنع خمسة أهداف؛ ليصبح نجم برشلونة مشارك في تسعة أهداف للمنتخب الأرجنتيني.
90 دقيقة فاصلة تنتظر ميسي ونيمار، لتحديد هوية بطل كوبا أمريكا، فهل ينجح المنتخب الأرجنتيني في كسر نحس النهائيات، وحصد اللقب القاري بعد غياب 28 عاما، أم تواصل "السامبا البرازيلية" السيطرة على القارة، والتتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي ؟