أعلن وزير الموارد المائية في الحكومة العراقية اليوم عن قطع إيران التام للمياه عن العراق ويلوح باللجوء إلى المجتمع الدولي.
وفي سياق ذاته هدد وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد، أمس السبت، باللجوء إلى المؤسسات الدولية لاستحصال حقوق بلاده المائية من إيران.
وقال رشيد خلال مؤتمر صحفي عقده في محافظة ديالى المحاذية لإيران: "سنلجأ للمحافل الدولية لاستحصال حقوقنا المائية من إيران إذا أصرت الأخيرة على قطع جميع الموارد المائية عن ديالى ورفضها الانصياع لاتفاقيات تقاسم أضرار شح المياه الإقليمية".
وأضاف، "أن الجانب الإيراني لم يبد أي تجاوب معنا ومازال يقطع المياه عن أنهر وجداول سيروان والكارون والكرخة والوند، مما سبب أضرارا جسيمة لسكان ديالى التي تعتمد بشكل مباشر على المياه القادمة من إيران".
وأشار الوزير العراقي إلى رفضه الذهاب إلى المحافل الدولية ، والأمر مرهون بتعاون الجانب الإيراني وفق أسس علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة.
وانتقد رفض إيران عقد اجتماع كان مقررا في منتصف يونيو الماضي، وأجل بسبب الانتخابات الإيرانية، ووعدونا بعقد اجتماع بعد الانتخابات إلا أن ذلك لم يتحقق.
ومع محاولات العراق للخروج من براثن الاحتلال الإيراني والأمريكي للبلد العربي يزداد تضييق الخناق على الشعب العراقي حيث أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، في الرابع من يوليو الجاري، أن بلاده طالبت أمريكا وإيران بالابتعاد عن تصفية حساباتهما في العراق.
وقال الكاظمي في تصريحات أدلى بها خلال زيارته الماضية لإيطاليا، بأننا "طلبنا من الأمريكيين والإيرانيين، الابتعاد عن تصفية حساباتهما في العراق، فقد كنا منذ سنوات ساحة للتصادم والصراع، وعلينا اختيار طريق الحوار السياسي لحل الخلافات، ليستفيد الجميع من ثمار التهدئة".
وأضاف: "تجنبنا الهاوية التي كان العراق يتجه نحوها، نتيجة أحداث خريف عام 2019، لكن التحديات التي نواجهها تبقى قوية".
وأشار الكاظمي إلى أن "تنظيم داعش ما زال يشكل خطرا، ويحاول تجميع صفوفه، لكن لم يعد الإرهابيون قادرين على الحصول على حواضن جغرافية، ووجهنا لهم ضربات مهمة وقتلنا العديد من قياداتهم".
وتابع: "تعاوننا الاستخباري مع حلفائنا أصبح أكثر فاعلية، وطلبنا من إيطاليا أن تبقى في الصف الأول في تدريب قواتنا، والعراق مستعد لتعزيز التعاون العسكري معها، في مجال التدريب وتطوير العمل في مكافحة الفساد وغسيل الأموال والجريمة المنظمة والمافيات".
وبين الكاظمي: "نتواصل مع إدارة الرئيس بايدن، وأعتقد أننا سنكون قادرين على التحرك نحو مرحلة من الحوار الإقليمي، ونرغب بأن يكون العراق من البلدان التي تدير الأزمات بنجاح، وليس من تلك الدول التي تتسبب أو تتأثر بها".
وأوضح، أن "الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة مهم للغاية، وهو حاسم للمنطقة وأعتقد أنه قابل للتحقق إن النجاح في مفاوضات فيينا سيؤثر إيجابا على المنطقة، كما سيخدم استقرار العراق".
وكان الكاظمي قد أكد على رفضه القاطع لاستخدام أراضيه للاعتداء على جيرانه، موضحا أنه لا يجب أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الصراعات.
جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في الثاني من يوليو الجاري، خلال اجتماعه بالممثلين الدائمين لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل.