الأربعاء 22 مايو 2024

خبراء يتوقعون ارتفاعا بأسعار السيارات خلال النصف الثاني من 2021.. اعرف السبب (خاص)

صورة تعبيرية

اقتصاد12-7-2021 | 18:18

دار الهلال

تواجه مصانع السيارات العالمية، أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، وذلك نتيجة تفاقم جائحة فيروس كورونا، الذي يلقي بظلاله على الأسواق العالمية، ولكن هذه المرة فيما يتعلق بالرقائق الإلكترونية، وأشباه الموصلات، وهي قطع لا يمكن الاستغناء عنها في صناعات كثيرة وجوهرية، مثل: السيارات والهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية وخاصة السيارات الكهربية.             

وتشير التوقعات إلى أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، المستخدمة في تصنيع السيارات، التي ظهرت خلال النصف الثاني من العام الجاري، ستؤثر الفترة المقبلة على صناعات رقمية عديدة أبرزها صناعة السيارات، والهواتف المحمولة، وغيرهما، علمًا بأنه كان يتم إنتاج ما يقرب إلى تريليون وحدة من تلك الرقائق.

"دار الهلال "، تواصلت مع خبراء ووكلاء السيارات، في السوق المصرية، لمعرفة مدى تأثر أزمة نقص الرقائق على السوق المحلي. 

تأثر صناعة الرقائق الإلكترونية

قال المهندس جمال عسكر، خبير قطاع السيارات ورئيس لجنة الصناعة نقابة المهندسين، إن صناعة الرقائق الإلكترونية، تأثرت وبشكل كبير بالعقوبات الأمريكية على الشركات الصينية، التي أثرت على سلاسل الإمداد للرقائق الإلكترونية؛ ما أضعف قدراتها الإنتاجية.

وأكد عسكر في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أنها ستؤدي إلى تفاقم أزمة قوائم الانتظار الطويلة والأوفر برايس، علاوة على قيام الشركات العالمية برفع أسعار طرازاتها، بجانب احتكار بعض المصانع هذه الصناعة، حيث تشكل شركة " تي إس إم سي" التايوانية؛ النصيب الأكبر من هذه الصناعة، وعندما تأثرت هذه الشركة ؛ تأثرت سوق الرقائق الإلكترونية بالكامل، ويتضح تأثير هذه الشركة من معرفة أن 80% من مصانع السيارات تستورد الرقائق الإلكترونية من الشركة التايوانية ذاتها.  

وذكر "عسكر" أن السيارة الواحدة في المتوسط تحتوي على ما بين 50 إلى 150 من هذه الرقائق، مؤكدا أن الرقائق الإلكترونية تشكل نسبة كبيرة من عمل السيارة، لافتا إلى أن النقص في الرقائق الإليكترونية أدى إلى تراجع المبيعات وأرباح الشركات، خلال عام 2021، وأضاف أن السوق المصرية ستعاني من نقص سلعة السيارات الفترة المقبلة بسبب أزمة الرقائق الإلكترونية في مصانع السيارات العالمية. 

وأوضح "رئيس لجنة الصناعة بنقابة المهندسين"، أن تقليص إنتاج السيارات بسبب تلك الأزمة سيسهم في ارتفاع أسعار السيارات في أسواق السيارات العالمية ومن بينهم سوق السيارات المصري، حيث نجد متوسط بيع السوق المصري حوالي 150 ألف سيارة في السنة، وهذا ما يسمى بالسوق المتدنية لعدد سكان يتراوح ما بين 100 مليون نسمة، و105 ملايين نسمة.

تأثير كورونا علي أسعار السيارات

أوضح المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة "تجار السيارات، أن تأثر عرض الرقائق الإلكترونية بثلاثة أسباب: أولها اختلال ميزان الطلب أثناء وباء كورونا، حيث توقفت مصانع السيارات عن العمل أثناء وباء «كورونا» إلا إن الطلب عاد مرة أخرى لمصانع السيارات وبشكل أسرع من المتوقع، وهو ما لم تأخذه مصانع الرقائق الإلكترونية في الحسبان. وسبق لشركة «سامسونغ»؛ وهي من كبرى 3 شركات في تصنيع الرقائق الإلكترونية، التحذير من هذا النقص قبل نحو شهرين. 

وتابع في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الصناعة تأثرت وبشكل كبير بالعقوبات الأميركية على الشركات الصينية، والتي أثرت على سلاسل الإمداد للرقائق الإلكترونية؛ مما أضعف قدراتها الإنتاجية، أما السبب الثالث فهو احتكار هذه الصناعة ضمن عدد قليل من المصانع، حيث تشكل شركات «سامسونج» الكورية، و«إنتل» الأميركية، و«تي إس إم سي» التايوانية، النصيب الأكبر من هذه الصناعة، وعندما تأثرت هذه الشركات الثلاث تأثرت سوق الرقائق الإلكترونية بالكامل.

وأضاف أنه يتضح تأثير هذه الشركات الثلاث من معرفة أن 80 % من مصانع السيارات تستورد الرقائق الإلكترونية من الشركة التايوانية، مؤكدا أن الوباء كشف جوانب قصور كثيرة في الأنظمة العالمية، وبعد أن اتضحت جوانب القصور في القطاعات الصحية، تتضح الآن آثار الوباء على سلاسل الإمداد العالمية، والتي لطالما حذر الخبراء منها.

ونوه إلى أن  أحد مصانع السيارات في الولايات المتحدة يعتمد على رقائق إلكترونية من كوريا وتايلاند، وحينما اختل ميزان العرض والطلب لمدة قصيرة، اختلت معه الأسواق لفترة قد لا تكون قصيرة، وقد تمتد حتى ما بعد هذا العام إلى العام المقبل. 

وأوضح أن العالم رغم تقدمه، ما زال ضعيفاً في كثير من جوانبه، والدليل أن صناعة جوهرية واستراتيجية مثل الرقائق الإلكترونية، تعتمد بشكل أساسي على 3 شركات فقط