قال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب سابقًا، إن ردود الأفعال بعد جلسة مجلس الأمن الأولى بشأن أزمة سد النهضة تؤكد أن كل الخطوط العريضة لكلمات الأعضاء الدائمين وغير الدائمين تشير إلى ثلاث نقاط رئيسية، النقطة الرئيسية الأولى، استمرار المحادثات بإيجابية بين مصر والسودان وأثيوبيا، النقطة الثانية أن المفاوضات بين الدول الثلاثة تحت رعاية ووساطة الاتحاد الإفريقي، والنقطة الثالثة والمهمة وهي على جميع الأطراف ألا يأخذ أي طرف قرارا فرديا، مؤكدا أن الإجراءات الفردية تؤدي إلى اشتعال الأزمة.
أوضح "بخيت" في تصريحات خاصة لـ "بوابة دار الهلال" أن بعض الأعضاء في مجلس الأمن أظهرت كلماتهم عدم الحيادية بشأن مفاوضات سد النهضة، مثل روسيا والصين، لافتا إلى توجه الصين وروسيا توجه مصالح في إفريقيا وخاصة مع أثيوبيا.
وأكد الخبير العسكري أن إجراء الملء الثاني إجراء أحادي من الجانب الأثيوبي، ويجب على مصر أن تتحفظ على هذا الإجراء وترد عليه.
وتابع: "الانسحاب من اتفاقية المبادئ التي تم توقيعها بين مصر والسودان وإثيوبيا في أغسطس 2015 غير مجزي، لأن عدم الانسحاب يثبت جدية موقف مصر وعدم جدية موقف أثيوبيا والافتراء السياسي الذي يقوم به الجانب الإثيوبي في العبث بهذه الاتفاقية، مؤكدا أن مصر لا تنسحب من اتفاقية لها فيها حقوق.
وأشار إلى أن بنود اتفاقية المبادئ لا تنص على أن تقوم أثيوبيا بإجراءات أحادية وتعربد بهذا الأسلوب وتقوم بإجراءات تؤثر على المصالح الحيوية على دول الجوار خاصة الدول المتشاطئة على النهر، دول الممر ودول المصب، لافتا إلى أنه ليس من مصالحة مصر الانسحاب من اتفاقية المبادئ.
وأشار إلى أنه يجب الانتظار حتى صدور البيان النهائي إلى مجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة، ومتابعة موقف ورد فعل الجانب الأثيوبي، موضحا أن أثيوبيا لن ترتدع، مشيرا إلى ضرورة أن يقوم الاتحاد الإفريقي بدوره ويتخذ الخطوات التي أوصى بها مجلس الأمن، لافتا أنه سيظهر بوضوح تعنت الجانب الأثيوبي، وبناء عليه مصر تتخذ من الإجراءات ما يحقق مصالحها وحماية حقوقها المائية وموقف مصر ثابت رغم تميع موقف القوى الكبرى في أزمة سد النهضة.