الصداقة بين الرجل والمرأة، تعد قضية جدلية تاريخية، نجد فيها الكثير من وجهات النظر، فهناك فريق مؤيد وآخر معارض للصداقة بين الجنسين وكل منهم متمسك بوجهة نظره بشكل كبير، ولكن دراسة كندية حديثة أكدت على أنه لا يوجد شيئ اسمه صداقة بينهما، حيث أثبتت أن معظم الزيجات التى تحدث  فى كثير من المجتمعات تكون من خلال الصداقات التى تمم بين النوعين.

واقترحت الدراسة الجديدة، وفقًا لصحيفة الديلى ميل البريطانية، أنه إذا كنت تواجه مشكلة في العثور على الحب ، فقد تجده ببساطة  فى أحد أصدقائك حيث نظر مؤلفو الدراسة ، ومقرهم في كولومبيا البريطانية بكندا ، في بيانات أقل من 2000 زوج من مختلف السكان حيث  وجدوا أن ثلثيهم بدأ كأصدقاء فقط ، ثم تطورت  علاقة الصداقة إلى علاقة رومانسية قوية في وقت لاحق.

تشير الدراسة إلى أن فكرة الوقوع في الحب من النظرة  الأولى هى عبارة مجازية متكررة في أفلام هوليوود على الشاشة الفضية و قد عفا عليها الزمن في القرن الحادي والعشرين.

وقال مؤلف الدراسة  والمشرف عليها Danu Anthony Stinson ، أستاذ علم النفس بجامعة فيكتوريا بكندا والذى قام  وزملاؤه بتحليل بيانات ما يقرب من 1900 طالب جامعي وشخص بالغ.

والذين أكد 68 % منهم  أن علاقتهم الرومانسية الحالية أو الأخيرة بدأت كصداقة ووجد الباحثون أن هناك اختلافًا طفيفًا عبر الجنس أو مستوى التعليم أو المجموعات العرقية.

كما ثبت أن 85 % من الأزواج  كانت علاقاتهم فى البداية مجرد صداقات ومن بين طلاب الجامعات، كان أولئك الذين تربطهم علاقة رومانسية بشخص  ما أكدوا أنهم كانوا أصدقاء له في البداية  من عام إلى عامين تقريبًا.

كما لاحظ الباحثون أن الغالبية العظمى من هؤلاء المشاركين  فى الاستطلاع ذكروا أنهم لم يدخلوا صداقاتهم بنوايا رومانسية على الإطلاق ولكن الموضوع تطور من تلقاء نفسه.

ومن المثير للاهتمام ، أن 47.4 % من الطلاب   قالوا أن البدء كأصدقاء هو طريقتهم المفضلة لتطوير علاقة رومانسية ، مما يجعلها أكثر شيوعًا من الخيارات الأخرى المقدمة ، مثل الاجتماع في حفلة أو عبر الإنترنت.

ونظرًا لانتشار العلاقات الرومانسية التي تبدأ بشكل صداقات ، يود البروفيسور ستينسون أن يرى مزيدًا من الدراسات التي تفحص الأزواج الرومانسيين الذين يبدأن كأصدقاء ، والتى غالبًا ما يتجاهلها الباحثون.

ويأمل البروفيسور ستينسون أيضًا أن يدفع البحث الناس إلى إعادة النظر في مفاهيمهم المسبقة عن الحب والصداقة.

وقال"يشير بحثنا إلى أن الخطوط الفاصلة بين الصداقة والرومانسية ضبابية وأعتقد أن ذلك يجبرنا على إعادة التفكير في افتراضاتنا بشأن ما يجعل الصداقة جيدة  و أيضًا ما يجعل العلاقة الرومانسية جيدة".