أعلن نادي الأدب بقصر ثقافة الفيوم، تجميد أنشطة النادي حتى وجود حل مع إدارة فرع ثقافة بالمحافظة؛ ليجد القرار صدى واسعًا من الأدباء في نادي أدب أطسا وإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.
ووفقا لقرار تجميد النشاط، كان السبب الرئيسيى هو الأسلوب الذى صار متبعًا في مخالفة لوائح نوادي الأدب برفض بعض الندوات والأنشطة التي يقوم بها النادي؛ مما أدى إلى شلل تام للأنشطة الأدبية.
كما أشار البيان إلى شكاوى متعددة حول التعسف وإهانة الأدباء، كذلك الفكر المتشدد في معالجة الأمور وكثرة منع الفعاليات دون أسباب واختصار النشاط في أشخاص بعينها.
وقرر مسئولو النادي إرسال مذكرتين رسميتين في مواجهة كل من :إدارة فرع ثقافة الفيوم، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، مدير الإدارة المركزية، مدير عام الثقافة العامة؛ وذلك بصفتهم مسئولين مسئولية مباشرة عن كل تلك الممارسات، وسترسل المذكرتان إلى: رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وزيرة الثقافة مرفقا بهما توقيع أدباء الفيوم والأوراق الرسمية التي تثبت ما يرد في المذكرتين .
كذلك تصعيد الأمر في حالة عدم الاستجابة لمطالب الأدباء إلى وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، وإلى رئاسة الجمهورية عبر الخط الساخن الذي خصصه الرئيس لشعب مصر.
وقال الشاعر كريم سليم رئيس نادي الأدب بالفيوم أن السبب الرئيس الذي جعلهم كمجلس إدارة وجمعية عمومية أن يقدموا على خطوة بهذه القوة هي الممارسات المتطرفة من قبل إدارة فرع الفيوم الثقافي التي تضع العراقيل وتتسبب بسياستها الإقصائية والانتقائية في شق صف أدباء المحافظة وتمارس قدرًا من التسلط والتعالي والنرجسية وتتبع سياسات المنح والمنع مع أدباء الفيوم طبقا لأهوائها الشخصية الخاصة للدرجة التي جعلتها.
وأضاف "سليم": تعتقد مديرة فرع الفيوم أن المشهد الثقافي إرث شخصي وحق مكتسب لها، وقد كنا نأمل فيما سبق أن تصبح كسيدة هي صاحبة الريادة في قيادة الفرع خاصةً مع تزامن ذلك مع ثورة 30 يونيو ومساعي القيادة المصرية لتمكين المرأة، لكن يبدو أن ذلك الطرح لم يتحقق في شخص السيدة مديرة فرع ثقافة الفيوم التي تقود المشهد قيادة غير حكيمة بالمرة.
وأشار إلى أنه تم التواصل لأكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة مع مديرة فرع ثقافة الفيوم بشأن العقبات التي تواجه الأدباء بغرض حلها، ومنها منح الأدباء وسيلة مواصلات لائقة لزيارة معرض الكتاب ولكنهم فوجئوا برفضها للمطلب بطريقة قطعية ومتعنتة، ومما أثار الدهشة أنها وفرت وسيلة مواصلات بصورة فردية لأكثر من شخص وأفراد أسرهم على سبيل المجاملة الشخصية والهوي والميل.
وأشار إلى أن مديرة الثقافة ترفض إقامة أنشطة ثقافية وندوات أدبية تنويرية بحجة عدم توافر تصريحات أمنية وقيامها بنعت الأدباء أصحاب هذه الندوات التنويرية التثقيفية بصفات تكفيرية ونعتهم بأعداء الإسلام والشيوعيين وما إلى ذلك من أفكار متطرفة ومتحجرة وأصولية لا تنم سوي عن التشدد الفكري والتعصب الديني وهو ما يتنافى مع مقتضيات ذلك المنصب الثقافي الحساس.
وتابع كريم: "حالة النادي الحالية بالرغم من حرص مجلس إدارة نادي أدب الفيوم على إقامة فاعليات أدبية وثقافية منتظمة كان أخرها النشاط الرمضاني الذي أشاد به الجميع غير أن ثمة من يتسبب بمحاربة الأدباء ومحاولة اثناءهم عن دورهم الأدبي والتسبب بغيابهم وطردهم من جنبات الكيان والمكان بسبب سياسة القمع الأدبي والفكري التي اصبحت ممنهجة بمعرفة الفرع الثقافي".
وقال الشاعر عصام الزهيري إن ن الإدارة الثقافية في فرع ثقافة الفيوم لديها اعتقاد مخيف بأن منّا من يهتم بالكفاح لنشر الكفر والتشيع والشيوعية والإلحاد والليبرالية ويحارب الدين والإيمان والإسلام، وليس هناك بيننا من يكافح لنشر التطرف والتكفير والسلفية والعنف الفكري أبدا.
وتابع: أن إدارة الفرع تعتقد بناء على ذلك أن عليها أن تجاهد فينا ولها الأجر والثواب؛ هذه الفكرة التكفيرية الغريبة مستقرة بكل ارتياح في عقل الإدارة الحكيمة.
أما الشاعر محمد حسني إبراهيم، فأشار إلى أنه بسبب موقف معين – رفض أن يكشف عنه- لم تحضر مديرة الفرع أى جلسة، وحاولت تقليص ندوات النادي لكن لم تستطع لذلك سبيلا، وحدث أيضا صعود فرقة الفنون الشعبية بدون زي الفرقة، وارتدوا ملابس شبابية عادية فكان رقص الفتاة خاصة وهى ترتدي بادي وبنطلون جينز، مشهد سيئًا لا يصلح إلا فى الحارات الشعبية فباتت من هنا إضافة إلى اعتراض كريم سليم الدائم كى يقدم نشاطًا جائزًا أثار حفيظتها.
وفي نفس السياق، قال الشاعر والروائي عيد كامل إنه لمس في الفترة الأخيرة مجموعة من المشاكل بشكل شخصي، تتمثل في التعنت في منع ندوات بعينها، وفرض توجه فكري معين، منعزل عن الجمهور.
وأوضح كامل أنه على مستوى نادي أدب بيت ثقافة أطسا تعطل إقامة احتفالية النادي بمناسبة مرور ٢٥سنة علي تأسيسه (اليوبيل الفضي)، وطلب من النادي تأجيل الاحتفالية بدون أي مبرر، بعد أن تم التجهيز لها، ودعوة المثقفين، مما أثار استياء أدباء النادي ومثقفين الفيوم بصفة عامة .
أما الشاعر حاتم حواس أنهم تواصلوا بصفة خاصة منذ شهر أو يزيد لإقامة احتفالية لنادي أدب أطسا، وعرضوا على المسؤول تذليل كل المعوقات التي وضعها، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن هناك فكر خفى وراء التعطيل وبعث حالة موت في المشهد الثقافى بالفيوم
وقال الشاعر محمد شاكر إن تجميد النشاط جاء بعد فرص كثيرة قدمها الأدباء لإدارة الإقليم والفرع ووضعوا خطط تنظيمية للسير عليها كي نرتقي بالحركة الثقافية بالفيوم، وظل الوضع أكثر من عام ونصف في شد وجذب ومصالحات ومطالبات، حتى اكتشفوا أن الإدارة تحمل فكرًا ضد الفكر والثقافة بل الأدباء إلا الذين خضعوا لتفكير الإدارة فقرر نادي الأدب ومجلس إدارته بكامل أعضائه أن يتخذ موقف تجاه تجاهل الفرع والإقليم لمطالبهم .
وتابع: أكثر من عام ونصف ونحن نصلح الأخطاء التي ارتكبتها مع الأدباء والموظفين حتى طُلبنا في النيابة الإدارية لندلى بشهادتنا في خلاف بين إدارة الفرع ومسؤول الثقافة العامة ورغم اختلافنا مع سياستها إلا أننا ذهبنا إليها وحاولنا حل الأزمة والتقريب بين وجه نظر الطرفين واتفقنا على حلول وخطط لتسيير الحركة، ولكن اكتشفنا بعد أيام قليلة أن الإدارة قد ضربت بجلستنا واتفاقنا عرض الحائط وأخيرا قالت مديرة الفرع صراحة "الأدباء بيحبوا يظيطوا على الفيس" بل ووصل الحال أن ترسل لي مديرة الفرع رسالة تهديد على الواتساب الخاص بي.
وتواصلت "دار الهلال" مع الفنان جلال عثمان رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، لعرض الأزمة عليه، حيث أكد أن هناك اجتماع يوم الأحد المقبل بحضور الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكذلك رئيس الشئون الثقافية المعنى بنشاط الأدب، بمقر رئيس الهيئة مع الأدباء المتضررين، وسوف ننتظر ما يسفر عنه الاجتماع.
وأكد أن أي أزمة أو مشكلة مهما كانت لابد من دراستها بشكل متعمق والوقوف على أسبابها؛ لإيجاد الحلول اللازمة لها لاحتواء الأمر، وهذا دورنا الذي نسعى دائمًا له.