الخميس 16 مايو 2024

بعد تسللها لـ4 دول عربية.. تعرف على متحورات كورونا وأشدها فتكًا

متحورات كورونا

تحقيقات14-7-2021 | 22:52

محمد عاشور

تسللت سلالة متحورة من فيروس كورونا انتشرت في الهند إلى عدد من الدول العربية، في وقت يقاتل فيه الخبراء لمعرفة المزيد عن مدى خطورته، ولاسيما أن الوضع الوبائي في الهند جراء انتشارها، أصبح يثير الكثير من القلق عبر العالم، وظهرت السلالة الهندية لفيروس كورونا في أعقاب اكتشاف سلالات سابقة، كالبريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية وغيرها، حيث تصنف منظمة الصحة العالمية سبعا منها على أنها ذات انتشار عالمي، في حين كان عددها محصورا في ثلاثة نهاية مارس 2021، وبلغت حصيلة مجموع البلدان التي أعلنت أنها اكتشفت حالات إصابة بهذه السلالة 17 دولة على الأقل، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية في وقت سابق.


ورغم كل هذا، استطاعت القيادة السياسية المصرية من تجنب انتشار كل هذه المتحورات من فيروس كورونا من خلال تعاقدها الشركات المنتجة للقاحات فيروس كورونا، إضافة إلى تشديدها المستمر على ضرورة الأخذ بكافة لإجراءات الاحترازية وعوامل التباعد، لذا شرعت في غلق أماكن العبادة خوفا على المصلين بكافة أديانهم وغلق المحال التجارية والمتنزهات، وبجانب كل هذا تسهيل إجراءات الحصول على لقاحات فيروس كورونا من خلال موقع وزارة الصحة.

في حين، استطاع فيروس كورونا بسلالته الجديدة أن يتسلل إلى دول عربية، منها العراق، والمغرب، والجزائر والأردن.

العراق
حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية في وقت مسبق عن تسجيل حالات إصابة بالمتحورة الهندية، ووضع 21 شخصا في الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بهذه الطفرة الجديدة، وهم أقرباء لحالة مشتبه بها عادت من الهند مؤخرا.

وذكرت وزارة الصحة والبيئة في العراق أنه تم تسجيل 33 حالة وفاة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة. ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب الوباء إلى 15 ألفا و673 حالة.

المغرب
كشفت الرباط عن تسجيل أول حالتين من الإصابات بالسلالة الهندية للفيروس.
وأوضح بيان لوزارة الصحة أن الحالتين اكتُشفتا في مدينة الدار البيضاء وخضع المخالطون لهما للعزل لتجنب انتشار العدوى.
وأعلنت وزارة الصحة أنه تم تسجيل 360 إصابة بالسلالة الجديدة خلال الـ24 ساعة و6 وفيات ليصل العدد الإجمالي للوفيات جراء الجائحة إلى 9049.

الجزائر
كشف معهد باستور الحكومي للأبحاث، أنه تم رصد أولى حالات الإصابة بهذه السلالةن مشيرا في بيان إلى أن 6 حالات من السلالة الهندية تأكدت في ولاية تيبازة الساحلية التي تبعد 70 كيلومترا تقريبا إلى الغرب من العاصمة الجزائر.

وسجلت الجزائر 201 إصابة جديدة بفيروس كورونا و8 وفيات خلال الـ24 ساعة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 3370 وفاة.

الأردن

أعلن وزير الصحة، أنه تم تسجيل 3 إصابات بالسلالة الجديدة، أنه تم تسجيل 26 وفاة و1007 إصابة بالفيروس خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 9014 حالة.

ولمواجهة انتشار السلالة الهندية، قامت العديد من الدول العربية بفرض جملة من القيود على المسافرين القادمين إليها من الهند مثل لبنان والعراق والأردن والإمارات وغيرها، وهذا في وقت يبدو فيه موعد الخروج من الأزمة الصحية بالبلدان العربية عموما بعيدا مع تواصل انتشار الوباء وارتفاع عدد الإصابات كما هو الوضع في مصر.

ولهذا قررت القاهرة إغلاقا جزئيا للمراكز التجارية والمطاعم وإلغاء احتفالات عيد الفطر لمكافحة انتشار الجائحة.


وقال الدكتور عبد العظيم الجمال، أستاذ المناعة  والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، إنه في ظل تناقص أعداد الإصابات و الوفيات بفيروس كورونا لا يزال الخطر قائما، لافتا إلى أن الفيروس يشهد كل فترة تحورا يسفر عن سلالة جديدة قد تكون أكثر انتشارا من سابقيها، وأن بعض هذ السلالات قد تكون أكثر مقاومة للقاحات كورونا المتاحة عالميا، مؤكدا أن الفيروسات تتغير باستمرار من خلال نشوء الطفرات، وحين تنشأ طفرة جديدة واحدة أو أكثر لفيروس ما، يُطلق عليها اسم "سلالة متحورة" من الفيروس الأصلي.

السلالات المتحورة

وأوضح أستاذ المناعة في تصريح صحفي، أنه علينا التعرف على السلالات المتحورة من فيروس كورونا عالميا، والتي تشمل:
أولا: ألفا (B.1.1.7) وتتميز هذه السلالة المتحورة بسهولة الانتشار، وقد يكون المصاب بها أكثر عرضة لدخول المستشفى ولخطر الوفاة.

ثانيا: بيتا (B.1.351) وتتميز بسهولة  وسرعة الانتشار عن سابقتها، كما أنها أكثر مقاومة للأجسام المضادة أحادية النسيلة والأجسام المضادة التي أنتجها الجسم بعد التعرض لعدوى سابقة بالفيروس أو بعد تلقي لقاح فيروس كورونا.

ثالثا: غاما (P.1) تتميز بمقاومة الأجسام المضادة أحادية النسيلة والأجسام المضادة، التي أنتجها الجسم بعد التعرض لعدوى سابقة بالفيروس أو بعد تلقي اللقاح.

رابعا: إبسيلون (B.1.427) وتتميز بسهولة وسرعة الانتشار، وأنها تقلل من فعالية الأجسام المضادة التي أنتجها الجسم بعد التعرض لعدوى سابقة بالفيروس أو بعد تلقي لقاح كوفيد-19.

خامسا: إبسيلون (B.1.429): تتميز أيضا هذه السلالة المتحورة بسهولة وسرعة الانتشار، وأنها تقلل من فعالية الأجسام المضادة التي أنتجها الجسم بعد التعرض لعدوى سابقة بالفيروس أو بعد تلقي لقاح فيروس كورونا.

سادسا: دلتا (B.1.617.2) وتنتشر هذه السلالة بسهولة أكبر، كما أنها تقلل من فعالية بعض أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة والأجسام المضادة التي أنتجها الجسم بعد تلقي اللقاح.

وجدير بالذكر أن بعض الأبحاث الحديثة، أكدت أن لقاحات فيروس كورونا تكون أقل فعالية ضد السلالات المتحورة، ولذا تسعى الشركات المنتجة للّقاحات إلى إنتاج جرعات لقاح معزِّزة لتحسين الوقاية من سلالات الفيروس المتحورة.

إصابة شخص بسلالتين

واتفق كلا من الدكتور عبد العظيم الجمال مع الدكتور مجدي بدران، على أنه من الممكن إصابة الشخص بسلالتين مختلفتين من فيروس كورونا، وكشفت الفحوص التي أجريت في البرازيل ـ ثاني أكثر دول العالم من حيث عدد وفيات فيروس كورونا ـ عن أول حالة كورونا مزدوجة لدى شخصين، تعرض كل منهما للإصابة بسلالتين  مختلفتين من الفيروس في وقت واحد، وقد توصل باحثون من جامعة "فيفيل" بولاية ريو غراندي دو سول جنوب البرازيل إلى هذا الاكتشاف، بعد إجراء دراسة على 90 مريضا بفيروس كورونا.

وثبت إصابة أحد المرضى بسلالتي كورونا تطورتا بشكل منفصل ورصدتا في ولايتين برازيليتين مختلفتين، وأطلق عليهما "P.1" و"P.2"، كما كشفت الفحوص إصابة أحد المرضى بسلالتي "P.2" التي ظهرت في البرازيل، و"B.1.91" التي رصدت لأول مرة في السويد.

الصحة العالمية
يأتي ذلك، في حين صنفت منظمة الصحة العالمية سلالة دلتا على أنها متغير مثير للقلق، وأنها تواصل ملاحظة زيادة كبيرة في قابلية الانتقال وعدد متزايد من البلدان التي أبلغت عن تفشي المرض المرتبط بهذا النوع، وتصنف المنظمة المتغير على أنه مثير للقلق عندما يرتبط بزيادة في قابلية الانتقال أو التغيير الضار في علم الأوبئة، زيادة الضراوة والشدة أو انخفاض في فعالية تدابير الصحة العامة أو التشخيصات واللقاحات والعلاجات المتاحة.

وفي أحدث تقييم لمخاطر السلالات الجديدة، فإن 61% من العينات المتسلسلة في بريطانيا هي الآن سلالة دلتا، وهي الأكثر انتشارا في المملكة المتحدة من متغير ألفا الذي تسبب العام الماضي في زيادة مفاجئة في حالات كورونا، فهي سلالة أكثر قابلية للانتقال من السلالات المعاصرة، وانتشرت سلالة الدلتا في عدد كبير من الدول التي أبلغت عن تفشي المرض المرتبط لهذه السلالة، حسبما ذكر الدكتور مجدي بدران، استشاري الأمراض الصدرية، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.

وهناك أربع طفرات من السلالة المتحورة لفيروس كورونا الدلتا، وهم:

طفرة L452R
تم الإبلاغ عنها لأول مرة في الدنمارك في شهر مارس العام الماضي، وهذه الطفرة تجعل فيروس كورونا أكثر قابلية للانتقال، كما أنها مرتبطة بانخفاض فعالية الأجسام المضادة، وتقليل التعادل بواسطة مصل اللقاح.

طفرة P681R
ترتبط طفرة P681R بعمليات كيميائية تسرع القدرة على الانتقال.

 طفرة D614G
طفرة قديمة نسبيا، ظهرت لأول مرة في أوروبا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الوباء هناك، كما أنها تسرع القدرة على الانتقال بين الناس.

طفرة دلتا T478K
طفرة دلتا T478K كانت موجودة في حوالي 65 ٪ من حالات سلالة B.1.1.222 ، التي تم اكتشافها لأول مرة في المكسيك العام الماضي وكانت مرتبطًا بارتفاع معدل العدوى.

وتتميز النسخة الهندية  لسلالة دلتا من فيروس كورونا بأنها متحورة مزدوجة لأنها تجمع بين طفرتين مختلفتين على مستوى البروتين السطحي، وهما E484Q و L452R، ما يجعلها تفلت بسهولة من قبضة الجهاز المناعي، كما أن الحاصلين على اللقاح والذين تعافوا من كورونا، يمكنهم الإصابة سريعا بنسخة كورونا الهندية.

بينما أوضحت الصحة البريطانية، أن الأدلة المبكرة من إنجلترا واسكتلندا تشير إلى أنه قد يكون هناك خطر متزايد من معدلات دخول المستشفى مقارنة بحالات "ألفا" السلالة البريطانية الأصلية، فلا يزال هناك عددا كبيرا من الحالات في فترة المتابعة، في بعض المناطق، تظهر حالات دخول المستشفيات علامات مبكرة على الزيادة.

وهناك تحليلات من إنجلترا واسكتلندا تدعم انخفاض فعالية اللقاحات ضد سلالة "دلتا" الهندية مقارنة بسلالة "ألفا" البريطانية بعد جرعة واحدة، ويستمر التحليل المتكرر في إظهار فعالية اللقاح ضد دلتا أعلى بعد جرعتين، لكن هناك انخفاض في دلتا مقارنة بألفا.

ومن جهته، أوضح إتيان سيمون لوريار، رئيس وحدة الجينوميات التطورية للفيروسات التقهقرية في معهد باستور بباريس أن "الأسابيع والأشهر القادمة ستخبرنا ما إذا كانت تندرج في فئة المتحورات المثيرة للقلق الشديد والتي تنتشر بسرعة كبيرة، أم أنها ستظل متحورات تنتشر دون أن تثير الكثير من الضوضاء".

وبناءً على دراسات مختلفة، تقدر منظمة الصحة العالمية أن المتحورة الإنجليزية من فيروس كورونا أشد عدوى بنسبة 36% إلى 75%، حسبما ذكر تقرير نُشر في نهاية شهر مارس.

وقال أوليفييه شوارتز، رئيس وحدة الفيروسات والمناعة في معهد باستور ورئيس إحدى هذه الفرق لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هناك فرضيات يجب دراستها: ربما يكون الحمل الفيروسي أعلى، أو أن المتحورة يمكن أن تدخل الخلايا بسهولة أكبر أو أنها تتكاثر بسرعة أكبر".

وأخيرا.. فوفقًا للعديد من الدراسات المختبرية ونتائج الملاحظات الواقعية، لا تؤدي المتحورة الإنجليزية إلى التقليل من فعالية اللقاح بشكل كبير، ومن ناحية أخرى تظهر دراسات في المختبر أن فعالية اللقاح يمكن أن تتأثر بفعل المتحورتين الجنوب أفريقية والبرازيلية، بسبب الطفرة E484K الشهيرة عليهما.