قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إن مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية يشهد تطورات ديناميكية إيجابية، مضيفًا أن الاقتراب من الحلم النووي المصري يمضي بدعم كامل من القيادة السياسية المصرية، ومهما كانت التحديات أمامنا فإن الفريق المصري الروسي المحترف قادر على التصدي لها بفاعلية ونجاح.
جاء ذلك خلال زيارة الوزير يرافقه أليكسي ليخاتشوف المدير العام لمؤسسة الدولة الروسية للطاقة الذرية (روساتوم) ووفد مصري وروسي رفيع المستوى للموقع الإنشائي للمحطة النووية بالضبعة، وفقًا لبيان لوزارة الكهرباء اليوم الخميس.
وأكد ليخاتشوف أن الفريق المصري والروسي يعملان ككيان واحد، ويضعان أهدافًا كبيرة ويبذلان قصارى الجهد لتحقيقها نتيجة لتلك الجهود المنسقة، لافتًا إلى أن الفريق المصري الروسي تمكن من تسليم كافة وثائق التراخيص والمستندات المطلوبة في نهاية شهر يونيو إلى هيئة الرقابة النووية والإشعاعية للحصول على إذن الإنشاء للوحدتين الأولى والثانية من محطة الضبعة النووية.
من جانبه، قال الدكتور أمجد الوكيل رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء إن إنشاء محطة الضبعة النووية يعطي دفعة لاستمرار التنمية الاقتصادية للبلاد كما يساعد في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لمصر 2030، ويعد حافزًا لزيادة الإمكانات الصناعية والسياحية لمصر عامة ولمحافظة مطروح خاصة.
من جهته، وصف الدكتور ألكسندر لوكشين نائب رئيس شركة (روساتوم) للتشغيل الزيارة بأنها مثمرة وفعالة وأن الوفد الروسي قد تمكن من التنسيق مع الشركاء المصريين وتحديد الخطوات التالية نحو إنجاز المهام المستقبلية المحددة.
كما تفقد الوفد موقع إنشاء الرصيف البحري بموقع الضبعة طور الإنشاء من قبل المالك، والمخطط أن يستخدم في نقل المعدات الثقيلة للمحطة، كما قام الوفد بتفقد أماكن اٍنشاء الوحدات النووية بالموقع، حيث تم اطلاع الحاضرين على الموقف الإنشائي وخطط التنفيذ المستقبلية للمشروع.
ثم زار الوفد المدينة السكنية للخبراء الروس العاملين بالموقع، حيث تم تفقد أحد الوحدات السكنية المؤقتة هناك كنموذج، وكذلك مركز الألعاب الرياضية والمدرسة وروضة الأطفال ضمن المباني الخدمية لتقديم متطلبات الإعاشة اللازمة للخبراء الروس والعاملين بالمشروع، كما قام قادة (روساتوم) بتقييم جاهزية البنية التحتية الاجتماعية وتحدثوا مع المواطنين الروس المقيمين في المدينة السكنية.
يذكر أن محطة الضبعة للطاقة النووية هي أول محطة للطاقة النووية في مصر وتتكون من 4 وحدات طاقة تبلغ قدرة كل واحدة منها 1200 ميجاوات، بمفاعلات من الجيل الثالث المطور المبرد بالماء المضغوط، والذي يعد الأحدث من حيث ما توصلت إليه التكنولوجيا النووية الحديثة.
وتعمل في روسيا أربع وحدات نووية مجهزة بمفاعلات من هذا الجيل بواقع وحدتين في "نوفوفورونيج" ووحدتين في "لينينغراد" للطاقة النووية، وخارج روسيا تعمل وحدة طاقة واحدة ذات مفاعل من الجيل الثالث المطور في المحطة النووية البيلاروسية التي تم ربطها بشبكة الطاقة الموحدة للبلاد في نوفمبر 2020.
ويتم تنفيذ بناء محطات الطاقة النووية وفقًا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017، ووفقًا للالتزامات التعاقدية، فإنه لن يقتصر دور الجانب الروسي فقط على إنشاء المحطة، بل سيقوم أيضا بإمداد الوقود النووي طوال العمر التشغيلي لمحطة الضبعة النووية، كما سيقوم بترتيب البرامج التدريبية للكوادر البشرية المصرية وتقديم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة على مدار السنوات العشر الأولى من تشغيلها. علاوة على ذلك، سيقوم الجانب الروسي بإنشاء منشأة لتخزين الوقود النووي المستهلك.