- عدم الفوز بالجوائز لا يعني فشل الروايات
- الأديب يحمل لواء نفسه ولا يمثل الآخرين
استطاع أن يفرد لنفسه مساحة واسعة بين أبناء جيله، من الروائيين، وكانت روايته «برزخ»، هي وسيلة التعارف بينه وبين محبي الرواية، إنه المؤلف الشاب محمد أحمد إبراهيم.
ويعد الروائي الشاب، ذو الأصول الصعيدية، والمقيم بالقاهرة، واحدا ممن احتفظوا بأصالة الجنوب، والتي بدت واضحة في كتاباته.
«الهلال اليوم»، التقت الروائي محمد أحمد إبراهيم، تحدث خلاله عن رؤيته للوسط الثقافي، والجوائز الأدبية، وكشف عن مشاريعه الروائية المقبلة، وغيرها من التفاصيل.
كيف ترى الجوائز التي يتم منحها للروايات المنشورة حاليا؟
من المؤكد أن الجوائز الممنوحة لبعض الروايات، تجعلها في مكانة أكبر؛ مما هي كانت عليه لكن الأمر نسبي جدا، إذ إن عدم حصول الباقين على جوائز لا يعني أن روايتهم سيئة.
في رأيك لماذا لم تفز «في غرفة العنكبوت» بجائزة البوكر؟
الكاتب محمد عبدالنبي، يمثل تجربة إنسانية وأدبية عظيمة، جدا، والرواية المذكورة بديعة وتضعنا أمام كاتب حقيقي، وكنت مشفقا جدا على لجنة الحكم في الجائزة، وبالفعل كنت متوقع أن تحصل «في غرفة العنكبوت»، أو «موت صغير»، وإن كنت أميل لمحمد عبد النبي، أكثر بحكم مصريته، ولا أعلم سبب عدم فوزه بالجائزة.
هل للمسابقات الأدبية معايير أخرى غير القيمة الفنية؟
هذا الموضوع معقد بعض الشيء، وكل جائزة لها معاييرها المعلنة، أما الأمور غير المعلنة فلا يحق لي أن أتكلم فيها، فأنا لم أكن عضوا بلجنة تحكيم لأعلم ما يدور في الكواليس.
هل ترى جيل الروائيين الشباب قادر على استلام الراية من الجيل السابق؟
أنا ضد فكرة تسليم الراية، وحمل اللواء، وخلافه، فالأديب لا يحمل إلا لواء نفسه، دون النظر إلى تجربة غيره، مع العلم بأنني معجب بأقلام عدد كبير من الروائيين الحاليين.
روايتك «برزخ» تحدثت عن 3 أزمنة مختلفة فما الرابط بينها؟
الرابط بين الأزمنة الثلاثة، كان اسم العمل، الذي يوحي بالانتقال بين الأزمنة بشكل سلس، للوصول إلى تعريف أمثل لكلمة «برزخ»، وأنا أعتز بهذا العمل جدا، رغم أنه كُتب في 2012، ووقعت خلاله في الكثير من الأخطاء، فإنني لن أنسى تلك الأيام، التي كنت خلالها في العشرين، من العمر، حيث مرحلة الثورة العقلية.
في الرواية ذاتها تعرض لنا المستقبل على أنه أكثر سوءً وبدائية عكس ما نرى من تقدم تكنولوجي فكيف ذلك؟
هذه ليست رؤيتي بشكل منفرد، فالكثير من الباحثين، والكتاب، تحدثوا عن زوال التكنولوجيا في آخر الزمان، كما تحدثت بعض الكتب الدينية عن ذلك، وأنا عرضت الأمر من منظور مختلف، عبر مجموعة من المنغلقين على أنفسهم، بحياة بدائية جدا يحاولون البحث عن حقيقة إن كان هناك تكنولوجيا سابقا، أم أن الأجداد كذبوا عليهم، وكان الهدف الأساسي هو ذكر أن من ينتصر هو من يكتب التاريخ، فلا تتعجب إن كان معظم ما قرأت محض كذب، وتدليس.
صرحت قبل ذلك بأن «برزخ» مشروع ثنائية فلماذا جاءت روايتك «حتى اللحظة الأخيرة» قبل الجزء الثاني من برزخ؟
الجزء الثاني من «برزخ» سيتم نشره بعد وفاتي، وقد أوصيت بذلك عددا من المقربين، وكذلك الناشر.
بعض القراء يرون أن «حتى اللحظة الأخيرة» أقل من حيث المستوى عن الرواية الأولى فما ردك؟
لا وجه للمقارنة على الإطلاق بين العملين، فالثاني بالفعل أخف موضوعا، ويغلب عليها الطابع السينمائي، وأراه أعلى فنيًا من العمل الأول.