السبت 23 نوفمبر 2024

لوثر كينج ناشط قهر العنصرية الأمريكية

  • 16-1-2017 | 13:24

طباعة

كتبت: راندا طارق

 

إحتفلت الولايات المتحدة الأمريكية منذ قليل، بذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ جونيور، الزعيم الأمريكي ذو الأصول الأفريقية وناشط سياسي إنساني، ومن أهم المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد "السّود"، وولد  في 15 يناير من عام 1929وتم اغتياله في 4 أبريل 1968.

 

طفولته

كانت في مدينة أتلانتا التي كانت تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، وكان يغلب على الصبي (مارتن) البكاء حينما يقف عاجزاً عن تفسير لماذا ينبذه أقرانه البيض، ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن عن اللعب معه، مضت السنوات والتحق بكلية مورهاوس، ثم تم تعيينه مساعدًا في كنيسة أبيه، وصار وزيراً للمعدانيّة ، وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب ولم يكن عمره تجاوز 19 عاما، وحينها التقى بفتاة سوداء تدعى "كوريتاسكوت"، وتزوجها عام 1953، ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بوسطن .

 

التميز العنصري

كان مارتن لوثر كنغ من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، وأسس زعامة المسيحية الجنوبية ، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة ، وراح ضحية قضيته، بعد ان نادى بمقاومة تعتمد على مبدأ "اللا عنف" أو "المقاومة السلمية" على طريقة المناضل الهندي مهاتما غاندي.

 

وتعرض في سبيل قضيته للسجن التعسفي أكثر من مرة وألقيت قنبلة على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وإبنه، وإستمرت جهوده إلى أن أصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص على عدم قانونية هذه التفرقة العنصرية، فنُسف منزل كينغ بالديناميت على أيدي البيض ، وهنا شكّل مؤتمر القيادة المسيحي الجنوبي لنشر الأسلوب الذي اتبعه سود مونتغمري إلى كل أنحاء الجنوب، وسجن كينغ مرة أخرى عام 1960، مثل غاندي تماماً، بسبب حملات الإحتجاج السلمية ضد التمييز العنصري ، وطالب الحكومة الفيدرالية باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الظلم.

 

جائزة نوبل

 حصل لوثر كأول رجل أفريقي على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف عام 1964 ، فكان أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة وعمره 35 عاما، و أطلقت مجلة "تايم" عليه لقب "رجل العام"، وكرمته الحكومة الهندية بعد وفاته ومنحته جائزة نيهرو للسلام الدولي لجهوده  ونضاله في سبيل قضيته.

 

 

حق الانتخاب

في الـ27 من عمره، وأمام نصب لنكولن التذكاري وجه كينغ خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة: "أعطونا حق الانتخاب"، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب، وصدر قانون حقوق التصويت الانتخابي الفيدرالي، وفي عقد الستينات برز العديد من الزعماء السود.

 

اغتيال لوثر

اغتيل لوثر في فندق  موتيل لوريان في ممفيس، وتبين أنه في الغرفة المجاورة له  كان يقيم شخص يدعى جيمس إرل راي ، وقد أعطى الإدارة اسماً مزيّفاً هو جون ويلارد، ومعروف عنه أنه تورّط في الجريمة منذ الصغر ، وصدر عليه بالسجن 20 سنة بسبب حادث سطو مسلح.

وقيل إنه تمكن من إغتيال لوثر منشرفت غرفته برصاصة في عنقه، ووقتها انفجرت أعمال العنف في كثير من مدن البلاد ، وإشتعلت النيران في شيكاغو وبوسطن وواشنطن ونيويورك،  وفرض حظر تجول وإعتقل الألوف بعد نشوب 620 حريقاً وأصدرت كوريتا سكوت كينغ، زوجة القتيل، بياناً تناشد فيه الجميع بالتوقف عن العنف والعمل على تحقيق أحلام كينغ.

 

جنازته

جرت مراسيم جنازة جماهيرية في مدينة أتلانتا،وبين الحضور في الجنازة، جاكلين كينيدي زوجة الرئيس الأمريكي جون كينيدي، و بعد أسبوع  وقّع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون.

 

    الاكثر قراءة