الأربعاء 29 مايو 2024

غالى محمد يكتب: كما تبنت فى الماضى مشروعى القرش ومكافحة الحفاء .. «» تطلق: المشروع القومى للجنيه ..وتدعو الرئيس لتبنى أكبر حملة لمكافحة السرطان

17-5-2017 | 12:41

«وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».. على هذه الصفحات ذاتها، صفحات «المصور» انطلقت حملات كبيرة للتبرع، أسهم فيها فكرى أباظة - أشهر رؤساء تحرير «المصور» - بقلمه مرات، ومن جيبه الخاص مرات، وكرس لها صفحات مجلتنا لسنوات، حسبنا منها حملة (القرش) وحملة (الحفاء)، اللتان انطلقتا من صفحات هذه المجلة لمكافحة الفقر الذى ضرب المصريين فى عهد (فؤاد) ملك مصر الأسبق، ثم فى عهد ابنه الملك (فاروق) آخر ملوك مصر.. وواصلت «المصور» نفس الدور فى عهد خالد الذكر جمال عبدالناصر، من «قطار الرحمة» إلى إيرادات «أضواء المدينة» وكان كل منهما مكرسًا - بالكامل - كإيرادات للفقراء.. وبعد ١٩٦٧، انطلقت حملة “المجهود الحربى» التى لعبت فيها السيدة أم كلثوم دورًا تاريخيًا بالتبرع بكل أجرها فيها لتمويل المجهود الحربى لتحرير التراب الوطنى.

كل هذه الحملات - وغيرها - انطلق من «الروح المصرية»، وعن رضا تام، وبعيدًا عن أية ضغوط، انطلق من الشعب ذاته.. الذى أحس بجدية الفكرة ونزاهتها وأهميتها، فانطلق يمول هذه التبرعات عن «طيب خاطر».. فماذا أعادهم - مجددًا - لفكرة الإمساك عن التبرع أو المساهمة؟ ما الذى ردهم من جديد إلى فكرة الانصراف عن أية مساهمات فى بناء هذا المجتمع؟! «المصور» تواصل دورها التاريخى الذى تؤمن به إيمانًا يقينيًا فى هذا المجتمع، دورها الذى طالما تبنته من العشرينيات - حين تأسست قبل ٩٣ عامًا - وحتى السبعينيات.. دورها الذى يمكن إيجازه فى أن لا شىء أغلى من الوطن، «مهما تكن الظروف»! ونطلق (المصور) من أجل هذا المبدأ «المشروع القومى للجنيه»، داعية كل مصرى إلى دفع جنيه واحد - شهريًا - على أن تذهب حصيلة هذا المشروع لمكافحة السرطان، الذى يتوسع فى نهش لحم وعظام المصريين لاسيما الفقراء منهم، الذين - برغم كل اجتهاد «المعهد القومى للأورام» - تطول بهم (الطوابير) انتظارًا للعلاج.. وفوق كل هذا، ندعو الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تبنى أكبر حملة لمكافحة السرطان، فهو الذى سيكسبها المصداقية الكاملة، وهو الرجل الذى يصل صوته إلى كل المصريين، وهو الذى يمكن ائتمانه - وحده - على هذه الحملة، ويمكنه تكليف لجنة عليا بكل تفاصيله لكى يضمن الناس أن تبرعاتهم تصل فعلًا إلى مرضى السرطان، ذلك المرض الذى لا يتحمل دفع تكاليف علاجه إلا القادرون، أما الفقراء ومتوسطو الحال فهم فى أكبر أزمة إذا - لا قدر الله - أصابهم هذا المرض الخبيث!.. وشعارنا فى ذلك إنشاء مستشفى للأورام بكل محافظة.

لقد ارتفع سعر كل شىء فى مصر ارتفاعًا يصل إلى حد الجنون، والمصريون يتحملون هذا فى صبر واضح أملًا فى ضوء فى نهاية النفق وهذا كله مفهوم، لكن ماذا لو دخل هذا «الضيف المرعب» - لا الثقيل - المسمى بالسرطان إلى أسرة فقيرة أو متوسطة؟ نقول هذا لنؤكد أننا ونحن ندعو إلى أن يدفع كل مواطن جنيهًا من جيبه، فليس معنى هذا أن أثرياء هذا المجتمع - وهناك أثرياء فاحشو الثراء فى مصر - عليهم أن يدفعوا جنيهًا أيضًا كالفقراء والطبقة المتوسطة أو أن نصرف النظر عن مشروع «الضريبة التصاعدية» الذى لا يزال حبيس الأدمغة قبل أن يكون حبيس أدراج الحكومة، لقد مول قادرون كثيرون مشروعات خيرية كبرى ومشروعات إنسانية شديدة الأهمية ولايزال بعضهم يفعل هذا )كمشروع ليلة القدر فى مؤسسة «أخبار اليوم») الزميلة والتى أطلقها الراحل مصطفى أمين - ولكننا نرى الأغنياء وفاحشى الثراء يمسكون عن الإسهام فى أى عمل اجتماعى، وكما رصدنا فى هذا الملف فإننا اكتشفنا - ونكشف للقارئ - كبار الفنانين والرياضيين والإعلاميين وبعض كبار العاملين فى قطاعات مختلفة البنوك وقطاع البترول، الذين لا يتبرعون لأية جهة، والرئيس السيسى بح صوته فى أفكار التبرع المجتمعى هذه..»الفكة» و»صبح على مصر»، وغيرهما من الأفكار النبيلة التى أحجم عنها الأغنياء، وحاولت الجماعة الإرهابية السخرية منها، لكن نعتقد أن الرئيس سيكون داعمًا لفكرتنا فى «المصور» - فكرة المشروع القومى للجنيه - ذلك الجنيه الذى نطالب به فى زمن الغلاء الفاحش، وفى زمن الغنى الفاحش أيضًا، وفى زمن حصل فيه بعض قيادات القطاعات المختلفة على رواتب مذهلة وأرباح سنوية مخيفة ولم يتبرع أحدهم بشىء من هذا كله لمصر..!

مرضى السرطان فى حاجة إلى (مشروع الجنيه)، و»ثقافة التبرع» فى حاجة إلى إنعاش من جديد، ليس لأننا مجتمع يعيش على التبرع وأموال أهل الخير كما سيحاول البعض تصوير هذه الدعوة - التى يعلم الله أن المقصود منها وجه الله والوطن- ولكن لأن مجتمعنا ينوء بأعباء كبرى، تحتاج إلى تكاتف جميع طبقاته وفئاته لكى تتقدم إلى الأمام.. خلال أسابيع سيبادر المصريون إلى (زكاة رمضان وزكاة المال) ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك حيث تكثر الصدقات، إننا بالطبع لا نمس هذه الثوابت بل ندعمها، ولكن ندعو إلى مشروع (الجنيه) الذى سيدعم ملفًا اجتماعيًا وانسانيا شديد الخطورة وهو «السرطان»، ولننظر إلى الخارج لنرى مدى النشاط الذى يقوم به (بيل جيتس) أو (مارك زوكربرج) مؤسس الفيسبوك فى التبرع لمجتمعاتهما بسخاء، أما فى مجتمعنا فلا يوجد من ينشط للتبرع سوى (المحظورة) التى تتحصل من التبرعات على تمويلها الداخلى، الإخوان يتبرعون (داخليًا) لجماعتهم ليدعموا الإرهاب.. والمصريون لا يدعمون علاج السرطان بجنيه! خصوصًا الأغنياء منهم، الذين نذكرهم بأن «الأميرة فاطمة إسماعيل» ابنة الخديو إسماعيل هى التى تبرعت بقطعة الأرض التى بنيت عليها جامعة القاهرة..!

وعلى صفحات هذا الملف نطلق المشروع القومى للجنيه. «المصور».. حارب السرطان بهذا الجنيه - الذى نطمح إلى ألا يكون مجرد جنيه بالنسبة للأثرياء! - ونطلب إلى الرئيس السيسى أن يكون الداعم الأول لها وأن يطلبها من المصريين وهو الرجل الذى يعرف معنى عمل الخير، ولا يتأخر عنه أبدًا..!

وإلى هذا الملف الشامل على الصفحات التالية.