"حياة كريمة" مشروع قومي عملاق يحمل من اسمه هدفه لشعب مصر، ويرسم خريطة جديدة للحياة مع توزيع عادل للبشر والإمكانيات الاقتصادية في كافة أنحاء الوطن، ويمثل ثورة اجتماعية يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي إيمانًا منه بأن التنمية تبدأ من الريف المصري وبرعاية وبناء الإنسان ومستقبله، وبأن جعل القرى المهمشة ثرية سيزيد من قوة مصر وتصديها للأخطار والتحديات، وباعتبار أن بناء الدولة الحديثة وبداية الجمهورية الثانية لا يمكن إتمامهما إلا بكافة أبناء الشعب والمناطق المحرومة.
وأجمع خبراء أمنيون وسياسيون ودبلوماسيون - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة/ - على أن المشروع القومي لتنمية الريف المصري "حياة كريمة" سيغير من نمط حياة المصريين وسيدعم الأمن القومي المصري لأنه سيزيد المصريين حبًا وتمسكًا بأرضهم مصدر الخير والتقدم، معتبرين أنه سيمثل نقلة نوعية لمصر في وقت قياسي ستصب في مسيرة وأهداف استراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030".
ويقول اللواء حمدي بخيت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي لمجلس النواب سابقًا، إن مشروع "حياة كريمة" يحقق أهم قيمة من قيم الأمن القومي لكونه يتمحور حول تطوير الإنسان ووضعه في صورة وشكل أفضل ويلبي احتياجاته بالشكل الأمثل، موضحًا أنه إذا أصلحنا الإنسان وعاش حياة كريمة فيتعادل مع ذلك أشياء كثيرة في مقدمتها ولائه وانتمائه وحبه لوطنه وارتباطه بأرضه ودفاعه عنها وإخلاصه لها وإنتاجه فيها.
وشدد على ضرورة الإشارة إلى أن رعاية المواطن قد أهملناه لعقود طويلة إلا إنه خلال السبع سنوات الماضية أنجزنا الكثير فيما يتعلق بحياة الإنسان، مضيفًا أن مبادرة "حياة كريمة" هي محاولة جادة للقضاء على العشوائيات وتقديم حياة آدمية للمواطنين من مستشفيات ومدارس وسكن لائق ومياه وغير ذلك.. مؤكدا إننا نتجه لدولة حديثة لا تقل في قدراتها وإمكانياتها عن دولة كثيرة متقدمة، نظرًا لأن قدرتنا تمكنا من بناء بلد متطور متقدم، بجانب دورنا الريادي بكافة المحافل الدولية.
ونوه اللواء حمدي بخيت بضرورة أن يرى المواطن دولته بشكل واضح كدولة ثقيلة لديها جيش قوي وشرطة ومؤسسات وأجهزة دولة تتعامل على المستوى الداخلي والخارجي بأعلى كفاءة، ولها كلمة بالمجتمع الدولي وريادة على المستوى الإقليمي.. مضيفًا أن كل ذلك في حاجة إلى تنمية في كافة المجالات سواء في الزراعة والصناعة والتجارة البنية التحتية ومعدل ناتج قومي عالي وميزان مدفوعات متزن و ديون أقل.
من جانبه، أكد اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق أن "حياة كريمة" هو أكبر مشروع قومي سينقل مصر نقلة حضارية تختلف تمامًا عما كانت عليه خلال السنوات الماضية.. وقال إن البلاد تشهد حاليًا نهضة تنموية في كل مناحي الحياة بفضل الأمن والاستقرار الذي ننعم به وهو ما يدفع عجلة التنمية التي تجري على أرض مصر اليوم.
وأبرز اهتمام الدولة ببناء الإنسان المصري الذي لديه ارتباط وثيق بأرضه ووطنه، وأن حبه لهذه الأرض على مر التاريخ منذ المصريين القدماء وحتى وقتنا هذا لم يتغير، فهو صاحب أول حضارة في تاريخ البشرية وسيظل هذا الإنسان المصري نموذجًا وقدوة لشعوب العالم الأخرى.
وشدد على أن القيادة السياسية الحالية هي نموذج من النماذج المشرفة التي نعتز بها كمصريين، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه رؤية مستقبلية ولأن الأمور تسير في منظومة عمل متكاملة تدار بمتابعة يومية من رئيس الجمهورية بنفسه، فضلًا عن أن هناك نوع من الإحساس بأهمية كل ما يجرى على أرض الوطن من أجل توفير حياة كريمة لأبناء مصر.
بدوره، اعتبر الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مبادرة "حياة كريمة" تأتي في توقيت هام له دلالة على الاهتمام بالمواطن ونمط حياته، موضحًا أن الجديد في تلك المبادرة، التي تحمل العديد من الأهداف، هو التركيز على الريف والانتقال من الإطار النظري إلى العملي، حيث هناك تغيير تم بالفعل على أرض الواقع غير من حياة المواطنين، وترجمت الأقوال إلى أفعال شهد لها الجميع في تلك المناطق التي كانت محرومة وتعرف بأنها الأكثر فقرا بمصر.
ووصف مشروع حياة كريمة بـ "مشروع القرن" نظرًا لأن الاهتمام بالمواطن المصري ظل مستبعدًا لفترات طويلة، فضلًا عن أنه يحظى بمتابعة دقيقة من قبل رئيس الجمهورية والأجهزة المعنية، منوهًا بأهمية دور المجتمع المدني ورجال الأعمال وكذلك القوات المسلحة التي ساهمت بشكل كبير في تطوير المحافطات وقدمت خدمات كبيرة لعدد من المناطق.
وقال الدكتور طارق فهمي إن مقابلة رئيس الجمهورية مع عدد من رجال الأعمال يؤكد أهمية مشاركتهم في تلك المبادرة باعتبارها تمس كافة القطاعات في نفس الوقت.. موضحا أن مشروع "حياة كريمة" يحتاج إلى دعم واستمرارية ومساندة من قبل كافة أجهزة الدولة ولاسيما من رجال الأعمال الذين لم يشاركوا بعد فيه خاصة أنه سيغير الحياة وسينقل المصريين نقلة حضارية.
وشدد على أن هذا المشروع هو عمل شامل تنموي مستمر وقد أثبتت المرحلة الأولى منه أنه يمكن البناء عليها، وحصدنا بالفعل أهم ثمار تلك الفترة.. مؤكدًا أن المصريين لديهم شعور بالتفاؤل تجاه هذا المشروع الوطني خاصة أن الراعي الأول له هو الرئيس السيسي.
وأشار إلى رسائل الرئيس السيسي خلال المؤتمر الأول للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" خاصة أنه ربط هذا المشروع بالجمهورية الجديدة، حيث اعتبره ركيزة الجمهورية الجديدة التي سيعيش فيها المواطن البسيط وهو يشعر بالتطوير في حياته وبانه قد تم إمداده بوسائل الحياة العصرية بما يليق بالحياة في دولته الحديثة.
ورأى المحلل السياسي أن هذا المشروع التنموي في الريف المصري، الأول منذ عقود طويلة، في حاجة إلى الدعم وقوة دفع عبر مبادرات في مجالات أخرى تصب جميعها في مسيرة مصر تجاه التنمية المستدامة.
من جهته، قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن المشروع القومي لتنمية الريف المصري "حياة كريمة" هو مشروع طموح للغاية وإنه عند الانتهاء من تنفيذه سيمثل نقلة حضارية كبرى في تاريخ الريف المصري، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يتطلب تعاون وتكاتف من الأهالي مع الحكومة حتى يخرج في أحسن صورة.
وشدد على أن هذا المشروع يمثل إضافة حضارية لسكان القرى في كافة ربوع مصر خاصة أنه يركز على جانب الخدمات المجتمعية من تعليم وصحة ومرافق وبنية تحتية خاصة بالمياه والصرف الصحي، كما سيوفر فرص عمل كثيرة للشباب والفتيات في القرى التي ستدخل في تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وأكد على أن مصر كانت في حاجة شديدة إلى هذا المشروع القومي الضخم منذ فترة طويلة، وأنه عندما سيتم الانتهاء من تنفيذه خلال ثلاث سنوات سيكون وجه الريف المصري قد تغير للأفضل كثيرًا، منوهًا في الوقت ذاته بضرورة أن يحافظ المواطن المصري على ما ستقدمه الدولة له في إطار هذا المشروع من مدارس ووحدات صحية ومحطات مياه وغيرها.
وأضاف أن مشروع "حياة كريمة" يركز على الموارد البشرية مما يعطي قوة دفع كبرى للخطط التنموية التي تنفذها الدولة المصرية نظرًا لأن أي خطة تنمية هدفها الأساسي هو الإنسان، وتبني وتنفذ بيد الإنسان، وبالتالي فإن هذا المشروع هو إضافة كبيرة لخطة واستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
من ناحيته، وصف السفير عبد الرؤوف الريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق "حياة كريمة" بالمبادرة العظيمة التي تحتاج إليها مصر لتحدث النقلة النوعية التي يريدها الرئيس عبد الفتاح السيسي لشعبه، موضحًا أن هذا المشروع يتكامل مع مبادرة أخرى أولاها الرئيس عام 2018 أولوية كبيرة، مع بداية ولايته الثانية، وهي" بناء الإنسان المصري"، مع وضع ثلاثة محاور أساسية لتنفيذها: التعليم والصحة والثقافة.
وتابع أن مشروع "حياة كريمة" ليس فقط بناء البنية التحتية والمنشآت المعمارية بل أيضًا بناء الإنسان وتكوينه، مشددًا على أهمية تثقيف المواطن لإنجاح تلك المبادرات، مقترحًا إقامة مكتبة عامة بسيطة في كل قرية ونجع سيشهد تطوير في إطار مبادرة حياة كريمة وذلك كعنصر أساسي ضمن عملية تطوير المجتمعات الجديدة.
وشدد السفير الريدي على ضرورة تزويد أطفالنا وشبابنا في تلك المناطق المستهدفة بالتطوير بأحدث وسائل التكنولوجيا والمعلومات الحديثة التي تمكنهم من الوصول للمعلومات المختلفة، وذلك في إطار توجهنا للدولة الحديثة.. مختتمًا حديثه قائلا "في القراءة.. حياة كريمة".