الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اقتصاد

من الجراحة الروبوتية لقراءة لغة الصم والبكم.. هل يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر قريبا؟

  • 16-7-2021 | 22:46

الذكاء الاصطناعي

طباعة
  • محمود بطيخ

أصبح الذكاء الاصطناعي، هدفا للعالم بأسره، وبدأت معظم الدول في تطوير مناهجها التعليمية، من أجل تمكين أجيالها الجديدة، من سبر أغوار هذا العلم والتمكن منه، ولا شك أن الفترة الحالية تشهد قفزات مذهلة في هذا المجال، حتى بدأ الحديث يتصاعد عن احتمالات أن يفقد البشر مكانتهم في عدد من المجالات، التي ستخضع قريبا للذكاء الاصطناعي بشكل كامل.

ويتوقع العلماء أن يحدث ذلك في عدد من المجالات بشكل خاص، منها الطب، حيث زاد في الآونة الأخيرة اعتماد الأطباء في إجراء عدد من الجراحات الدقيقة على الروبوتات الذكية، للاستفادة من أن نسبة خطأها تكاد تكون منعدمة. 

قفاز لتحويل لغة الإشارة إلى مكتوبة ومسموعة

وفي مصر ضمت مشروعات كلية الحاسبات والمعلومات، بجامعة كفر الشيخ، مشروع يقوم بتحويل لغة الصم والبكم، إلى لغة مكتوبة عبر تطبيق على الهاتف خاص بالقفاز، فهوي عبارة عن قفاز يرتديه صاحب الإعاقة يده، ومن خلال حركة يده، يتم ترجمة لغة الإشارة إلى نص مكتوب، وكذلك يتم ترجمته لنص مسموع.

وحسبما قال المهندس هيثم الوحش، المدرس بقسم علوم الحاسب، والمشرف على ذلك المشروع، إن كل حركة باليد لها ترجمة في لغة الإشارة، ومن خلال تسجيل تلك الحركات على الداتا الخاصة بالقفاز يتم ترجمتها، وفي ذلك المشروع تم العمل على اللغة الإنجليزية فقط.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن التصميم كان أولي حيث أنه تم تصميم فقاز مفرد، لم يتم عمل قفاز خاص باليد الأخرى، ولكن يمكن عمل قفاز آخر، ومن ثم الترجمة لأكثر من لغة، ولكن ذلك سيكون تكلفة على الطالب، ولكن في حالة وجود شركة منفذة يسهل تنفيذ ذلك بسهولة.

وتابع المشرف على المشروع أن الطلاب رغم أنهم بدأو في ذلك المشروع من الصفر، إلا أنه أعطى دقة عالية بالنسبة لمشروع لا يزال في تصميمه الأولي، موضحًا أن "السينسور" الذي ينقل حركة الإشارة للهاتف عن طريق البرمجة، أو الذكاء الاصطناعي، كلما كان سعرها مرتفع كانت جودتها أعلى.

وأوضح أن الطلاب استخدموا البسيط منها، إلا أنها أعطت دقة جيدة، في مجموعة الإشارات التي استخدموها أمام لجنة تحكيم ذلك المشروع، مؤكدًا سعادته لأنهم تمكنوا من إخراج مثل تلك الدقة من خلال ذلك التصميم البسيط.
 وقال المهندس هيثم أن ذلك العمل ينقسم إلى قسمين، الأول هارد وير، من خلال تصميم القفاز، وتوصيل الأسلاك، السينسور، والقسم الثاني السوفت وير، من خلال تصميم الأكواد الخاصة بالتطبيق، وتحميل لغة الإشارة لتظهر بشكل نصي ومسموع، وربط الهارد وير بالسوفت وير، لتصل الحركة إلى التطبيق الموجود على الهاتف النقال.

في «الجراحة الروبوتية» من يقوم بالعملية الجراحية الجراح أم الروبوت

قال الدكتور حاتم موسي، استشاري الجراحة العامة، إن الجراحة الروبوتية، جراحة يقوم بها الجراح بمساعدة الروبوت، ولا يقوم الروبوت بإجراء العملية وحده، مشيرًا إلى أن الروبوت يساعد الجراح في إجراء العملية بصورة ميسرة نتيجة استخدام لأدوات تكنولوجيا متطورة، التي يأتي في أولها نظام الرؤية عالي الوضوح، ونظام الرؤية الثلاثي الأبعاد، وكذلك الأربع أذرع الآلية.

وأضاف استشاري الجراحة العامة، لـ«دار الهلال»، أن الروبوت يعطي مرونة، وتحكم في الأدوات تفوق العنصر البشري، ومضاعفة الرؤية للمكان المستهدف للجراحة 10 أضعاف، ممكن يمكن الجراح من رؤية أفضل بكثير، مما يقلل من فرص لنزيف، أو الإصابة، وكذلك يزيد من نسبة نجاح العملية.

وأشار إلى أن الروبوت يسهل العمليات المعقدة للجراح، كان من الصعب عملها بدون الروبوت، موضحًا أن الروبوت منذ إنشاءه في 2000، كان الغرض منه إجراء عمليات القلب، لتقليل الشق الصدري، وذلك لأن المريض يستمر لفترات طويلة في العملية، وأفاد أنهم اتجهوا من بعد ذلك لعمليات البروستاتا التي كانت صعبة بإستخدام المنظار العادي، ومن ثم بدأ تطبيقه على الجسم، من الأمعاء والمعدة، القاولون المستقيم، وكذا الكبد والبنكرياس، والمرارة، موضحًا أنه تقريبًا أغلب العمليت التي تتم، موضحا أن الجميع يتسابقون لمواكبة التطور الموجود في عالم جراحة الروبوت، مؤكدًا أن تلك العمليات تساعد المريض حيث أنها تتمكن من إنهاء العمليات بشكل أسرع، وكذلك تقلل فرص حصوله على مضادات حيوية.

من المبكر أن يشارك الروبوت في كل الجراحات

من جانبه، أكد الدكتور محمد أسامة، مدير معهد القلب القومي، أن الروبوت الذي يجري العمليات الجراحية، لا يستطيع أن يشارك في جميع الجراحات، مشيرًا إلى أن الروبوت يستخدم في جراحات كهرباء القلب فقط، ولا يستطيع إجراء جراحات توسيع الشرايين.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن دقة الروبوتات في العمليات الجراحية عالية، إلا أن له مجال عمليات محدد، موضحًا أنه من الوارد جدا، أن يتطور الروبوت في الفترة المقبلة، ليدخل في كل العمليات الجراحية الأخرى.

وأضاف أن تجربة الجراحة الروبوتية، تجربة عالمية، حيث إنه لا يوجد مستشفى على مستوى العالم، أصبحت ريبوتيك بالكامل، مشيرًا إلى أنها عمليات معينة يتدخل فيها مثل عملية كي «الأطراف الأذينية»، حيث يمكن إجراؤها باستخدام الروبوت، لكن عمليات القلب المفتوح لا يمكن إدخاله فيها حتى الآن.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة