تعتبر جنوب سيناء واحدة من أهم المدن السياحية في العالم لما تحتويه من معالم أثرية فريدة، ويعد دير سانت كاترين من أبرز معالم جنوب سيناء وأكثرها شهرة، ويقع الدير أسفل جبل سانت كاترين، وبالقرب من جبل موسى، ويطلق عليه اسم "دير الله المقدس لجبل سيناء" ، وهو يعتبر مقصدًا للزوار من شتى أنحاء العالم .
يعتبر دير سانت كاترين من أهم الأديرة على مستوى العالم، وقد أشتهر الدير شهرة واسعة بسبب موقعه الفريد حيث أنه يقع في البقعة الطاهرة التي تجسدت فيها روح التسامح بين الأديان، وقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليضم الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي في 548)-(565 ميلادي عند البقعة المقدسة حيث تلقى موسى الوصايا العشر من الله .
ويحتوي دير سانت كاترين على العديد من المنشآت المختلفة منها الكنيسة الرئيسية "كنيسة التجلي" والتي تحوي داخلها كنيسة العليقة الملتهبة وتسع كنائس جانبية صغيرة، كما يشمل الدير 10 كنائس فرعية، وقلالي للرهبان، وحجرة طعام، ومعصرة زيتون، ومنطقة خدمات، ومعرض جماجم، بالإضافة إلى الجامع الفاطمي، ومكتبة تحوي 6 آلاف مخطوطة منها 600 مخطوطة باللغة العربية، بالإضافة إلى المخطوطات اليونانية، والأثيوبية، والقبطية، والأرمينية، والسريانية، وهي مخطوطات دينية، وفلسفية، وتاريخية، وجغرافية، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، كما تضم المكتبة عددًا كبيرًا من فرمانات الخلفاء المسلمين .
يذكر أن يوجد بالدير مسجد صغير، بناه أحد حكام مصر في العصر الفاطمي داخل الدير لكي يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور الذي يصل ارتفاعه من 40إلى 200 قدم وتعليته، وحصن أسوار الدير بعد شكوى الرهبان من تعرض الدير للعديد من الهجمات.