بقلم – محمد رمضان
«كفاياك زفت يا سى السيد .. دا ما بيصحيش الميت» .. جملة مبتذلة اقتبس نصفها أحد الإعلانات من ثلاثية أديبنا العالمى الراحل نجيب محفوظ للترويج لمنشط جنسى جديد..!
تكمن خطورة هذا الإعلان فى كونه يقتحم بيوتنا دون استئذان بإفيهات وإسقاطات جنسية رخيصة تفسد الذوق العام وتهدر قدسية إبداع محفوظ وهيبة السيد أحمد عبد الجواد، الذى ظل يحتفظ بها لأكثر من نصف قرن من الزمان، بل الأعجب من ذلك أن هذا الإعلان استباح قيمة المرأة والأم المصرية المستسلمة لفرمانات وسلوكيات زوجها متمثلة فى شخصية «أمينة» التى جسدتها باقتدار الفنانة الراحلة «آمال زايد» كنموذج للسمع والطاعة داخل أذهان وبيوت المصريين - فأساء إليها لأنه تعمد إظهارها بامرأة متمردة تدعو للانحلال بأداء رخيص لممثلة كومبارس جعلت من أمينة بالتعبير الدارج .. «امرأة شمال».. !
فى حين أنه يبدو أن كره أعضاء مجلس القومى للمرأة لنموذج «أمينة» المرأة المقهورة» جعلهم يمتنعن عن التدخل لوقف هذه المهزلة الإعلانية التى تسيء إلى التاء المربوطة بجعلها امرأة شهوانية سهلة المنال فى عالم الرجال ..!
بل الأغرب من ذلك أن هذا الإعلان لم يحرك ساكناً لدى البقية الباقية من شلة حرافيش عم نجيب «أصدقاؤه» من الأدباء والمفكرين فلم نجد أحدا منهم يتصدى لمن يعبث بأعمال أستاذهم؛ لذا نطالب كاتبنا الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة بالدفاع عن موروثتنا الأدبية والفكرية التى رسخت بداخلنا نسق المبادئ والقيم بسرعة مواجهته لهذه الإعلانات التى تشوه أعمال وإبداعات العمالقة.
بل إننا نناشد الهيئة الوطنية للإعلام باتخاذ الإجراء اللازم تجاه ما نعايشه من فوضى إعلانية تنشر الإباحية وتخدش الحياء العام.