السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

فيتامين «سي سي».. عيش حرية كرامة إنسانية

  • 17-7-2021 | 17:02
طباعة

أكاد أجزم أن وقع العنوان في نفوس الكثيرين يماثل نفس مشاعرهم الحقيقية تجاه السيد الرئيس، والتي هي مشاعر صادقة لا يشوبها أية ملامح للرياء أو النفاق كما يشيع أصحاب النفوس العليلة المعتادة على التملق، فالمصداقية في المشاعر تمس القلب مباشرة دون حواجز أو أسقف، بعكس تلك المغلفة بمشاعر زجاجية التي تحكمها لهجة النفاق والوصولية.

فالوضع في حالة السيد الرئيس بكل صدق يمثل حالة استثنائية في تاريخ الرؤساء المصريين، بل وأتصور على مستوى العالم، فبرغم كل الإنجازات التي حققها على مستوى الدولة المصرية في بضعة سنوات قليلة، والتي تمثل وضعاً إعجازياً بكل المقاييس سواء على مستوى الخروج من العديد من الأزمات، والنهوض بوطن كان على شفا الهلاك والفناء، بل والأكثر من هذا وضع هذا الوطن على خريطة الدول الناهضة بقوة في عدة مجالات، إلا أنك لا تجد من الرجل إلا كل إنكار للذات ونسبه الفضل لله في كل مناسبة، ومن بعده المصريين قائلاً "إنتوا يا مصريين اللي عملتوا ده"، في إشارة صريحة منه إلا فكرة الدعم والسند الذي استلهمها من جموع الشعب الذي لجأ إليه وفوضه ووثق به في أكثر من مناسبة، كما أنها تعتبر رسالة ضمنية لطالما أكد عليها السيد الرئيس في كل موقف ومناسبة ألا وهي قيمة العمل وأهمية عنصر الوقت باعتبار أننا نواجه تحدي الزمن.

فبالأمس القريب، فاجأنا السيد الرئيس -كعادته في إنجاز الأعمال- بافتتاح المؤتمر الأول لمبادرة "حياة كريمة" التي تتبناها وزارة التضامن الاجتماعي بتنسيق مباشر مع مؤسسة الرئاسة وبتمويل من صندوق تحيا مصر الذي يعتبر الممول الأساسي لأغلب المشروعات التنموية والاجتماعية التي تتولاها الدولة المصرية، وبرغم انقضاء حوالي العامين على إعلان المبادرة وقيامها بعدة مشروعات تنموية على أرض الواقع خاصة بالبنى التحتية بإجمالي 4500 قرية في صعيد وريف مصر في إعجاز حقيقي على مستوى الزمان والمكان، إلا أنه لم يقم بالإفصاح عن ماهية تلك المشاريع أو فحواها أو العائد من تطبيقها إلا بعد إنجازها بالفعل ومازال العمل يجري على قدم وساق، حتى أن العديد من مديري المشاريع لم يتسن لهم الحضور لتسلم دروع تكريمهم لالتزامهم بالعمل في مواقع عملهم.

وتؤكد شهادة المؤسسات والمنظمات الدولية على أن المشروع القومي "لمبادرة حياة كريمة" هو أكبر مشروع اجتماعي تنموي تقوم به دولة على مستوى العالم في العصر الحديث، هذا بخلاف لغة الأرقام التي تؤكد على أن الجمهورية الجديدة لم تنشأ إلا مع القيام بكل عناصر تطوير العاصمة القديمة بإجمالي تكلفة 6 تريليونات جنيه حتى الآن، باعتبار أنها إعادة لرسم خريطة مصر الحديثة، وإعادة شاملة لتطوير الدولة المصرية على مستوى البناء والإنسان ذاته.

إن مبادرة حياة كريمة باعتبارها أكثر المبادرات التي تمس كرامة المواطن المصري الأكثر احتياجاً، تخدم أكثر من نصف سكان مصر بواقع 58% من إجمالي السكان، مع الوضع في الاعتبار أن المشروع يتم تنفيذه بأيادٍ مصرية، ومواد بناء وخامات مصرية، وتمويل مصري خالص بتكلفة تصل إلى 700 مليار جنيه.

وتشمل الخدمات التي تقدمها المبادرة لأول مرة ببعض قرى الريف والصعيد وكل المحافظات (إعادة بناء بعض الأماكن السكنية بنظام التوسع الرأسي، إدخال الغاز الطبيعي، إدخال كابلات ألياف ضوئية لتحسين خدمة الاتصالات، مراكز خدمات متنوعة منها مراكز حرفية بكل وحدة محلية، محطات معالجة للمياه، محطات صرف صحي، تبطين وتأهيل الترع، تطوير المباني الحكومية وفقاً لنظم الحوكمة، تطوير الطرق الداخلية بالقرى، تطوير المدارس القديمة وإضافة فصول تعليمية جديدة لاستيعاب الزيادة، تطبيق برامج وإنشاء مراكز خدمات لذوي الهمم).

في الواقع إن الشرح المستفيض والقيّم الذي قام السيد رئيس مجلس الوزراء بعرضه أمام السيد الرئيس والآلاف من المصريين الحاضرين للاحتفالية والملايين أمام الشاشات، كان كفيلاً ببث العديد من رسائل النور والأمان والفخر والاعتزاز بوطن أصبح بين أياد أمينة صادقة احترفت زراعة الأمل، وإطلاق صافرات العمل في كل مكان وحصد الأخضر من كل بقعة وضعت فيها يدها.

تلك السياسة العملية التي يتبعها السيد الرئيس في إسعاد الملايين باستخدام عنصر المفاجأة في إنجاز المشروعات وإتمامها بالكامل، بل والإعلان عنها شاملة كافة التفاصيل بلغة الأرقام والشرح التفصيلي لهو ممارسة جديدة ومختلفة لكل علوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد والاتصال والإعلام والتسويق، تلك الجرعات من فيتامين «سي سي» الممنوحة مجاناً لملايين المصريين حتى صار يطلق عليهم بكل فخر "سيساوية"، شملت أيضاً العديد من دول الجوار وغيرها حتى طالتنا بعض شرارات الحسد، هذا الرجل الاستثنائي قام بتكسير كل آلهة الرتابة والتكرار والملل من كثرة الوعود التي يعقبها خيبة الأمل، هذا بخلاف استدامة تمرير كل رسائل الطمأنة وعدم الجزع من أية تهديدات تواجه الدولة المصرية، فالسياسة والإنسانية معاً حرفة لا يجيدها إلا قلة نادرة من مرسولي العمار ومحترفي السلام.

العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية أصبحوا ها هنا، فلا وقت لدينا للرد على مشككين ولا مضللين ولا ظلاميين، فنور الشمس لا يمكن نكرانه أو الهروب منه إلا من مرضى الشمس أو طيور الظلام

لدينا وطن نبنيه، وأرض نحميها، وشعب جيشه يفتديه، ورئيس شعبه يحميه.

والله والوطن دائماً من خلف الهدف

الاكثر قراءة