الإثنين 6 مايو 2024

لوحة في سطور| "موت سقراط".. إبداع جاك دافيد في تفاصيل المشهد

موت سقراط

ثقافة18-7-2021 | 12:15

مريانا سامي

لوحة "موت سقراط" هي لوحة للفنان جاك لوي دافيد وقد رسمها عام 1787 بعدما جمع معلومات من عشرات المراجع حول واقعة موت الفيلسوف اليوناني سقراط حتى يستطع أن يبدع في تفاصيل المشهد بهذه الدقة الجبارة.

يجسد الفنان جاك لوي لحظات اختيار سقراط الموت بالسم  نزولًا على رغبة المحكمة أنذاك والتي اتهمته بإفساد عقول الشباب والتعدي على الألهة؛ نظرًا لكونه يدعو إلى فهم النفس والفلسفة وقواعد الحياة والثورة بجانب معارضته للسلطة في أكثر من قرار رأى وقتها إنه تعسفي ضد مجموعة من الأشخاص.

تحتوي اللوحة على مشهد الموت بتفاصيلة الدقيقة حيث يجلس سقراط بعدما خيرته المحكمه بين النفي أو تجرع السم حتى الموت، فأختار الموت على أن يظل أسير ومقيد بقية عمره، فهنا في اللوحة يجلس بمنتهى الأتزان ويمد يده إلى الفتى الواقف بكوب السم ويأخذ الكوب بهدوء وسلام في نفس الوقت الذي يتحدث فيه عن الحياة والحق والحرية لتلاميذه وزوجته، وسجل أفلاطون هذه اللحظات لمعلمه وقال أنه ظل مخلصًا لتعاليمه للنهاية ورفض رفض قاطع أن يهرب من السجن وكانت أخر كلماته "الحياةُ التي تخلو من التجارب لا تستحق العيشَ فيها".

حول الفنان جاك لوي دافيد كل هذه المراجع والتسجيلات إلى لوحة مصورة مكتملة بكل احداثها، وحتى مشاعر أفرادها، أتزان سقراط وإقباله على الموت بشجاعه، حزن تلاميذه، الجو العام للمكان والمشهد.

والجدير بالذكر أن الفنان جاك لوي كان ثائرًا مغرمًا بالثورة الفرنسية وماحققته، فنعتقد إن اختياره لتجسيد لوحة موت سقراط بالتحديد هي رغبة منه في إظهار كل الثوريين الذين قتلوا في سبيل أفكارهم وفي سبيل أحياء الحرية ومبادئها.

وجاك لوى دافيد رسام فرنسى، وأحد أبرز فنانى المدرسة الكلاسيكية الجديدة، ولد لعائلة باريسية من الطبقة المتوسطة فى عام 1748 بعد أن اغتيل والده، عاش مع أعمامه، حين بلغ من العمر ستة عشر عامًا، درس الفن فى الأكاديمية الملكية  فى عام 1774 ربح جائزة روما، وبعد ذلك سافر إلى إيطاليا حيث تأثر بالفن الكلاسيكي، وبأعمال فنان القرن 17 نيكولا بوسان، ومكث هناك ستة أعوام.

Dr.Randa
Egypt Air