يعد يوم عرفة أحد أفضل الأيام عند الله عز وجل، فقد جعل الله صيامه كفارة السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وأكد  النبي صلى الله عليه وسلم، أن لصيام يوم عرفة فضل عظيم، فقال رسول الله ﷺ: «صيام يوم عرفة، إني أَحتسب على اللَّه أَنْ يكفر السنة التي قبله، والتي بعده» أخرجه مسلم.

 

ويأتي «يوم عرفة» في اليوم التاسع من ذي الحجة، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفات حيث أنه الركن الأعظم من أركان الحج، ويظهر ذلك من حديث النبي الكريم، حينما قال" فقد قال النبي "الحج عرفات، الحج عرفات، الحج عرفات، أيام منى ثلاث فمن تعجل في يومين فلا إِثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه، ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج".

لماذا سمي بـ«يوم عرفة»
تعددت الأسباب التي سمي لأجلها يوم عرفة بذلك الاسم، فقد اتجه البعض إلى أن الحجاج يقفون في ذلك اليوم على عرفة، إلا أن آخرين قالوا أن سيدنا إبراهيم علم في ذلك اليوم، أن رؤيته حق، حيث جاءته الرؤية في يوم التروية أنه يذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ومن ثم علم انه من الله في اليوم التالي.

وقال النسفي الحنفي، إنه سمي بيوم عرفة لأن لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة، ورأي آخر قال إن يوم عرفة لأن الحجاج يكونون فيه على الجبل، والعرب قديمًا كانوا يطلقون على من ارتفع غن الأرض عرفة.

ترتيب يوم عرفة في مناسك الحج
يأتي يوم عرفة، والذي يصعد فيه الحجاج على جبل عرفات، في الترتب الخامس من مناسك الحج، حيث أن يبدأ الحج بالإحرام، ومن ثم التوجه إلى الكعبة لأجل الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، وبعد ذلك يتجه إلى منى في اليوم الثامن، ليبيت فيه ويصلي فجر يوم عرفة فيه، ومن ثم يتجه إلى جبل عرفات في ذلك اليوم، ليصلي الظهر والعصر.

 

وينفر من عليه إلى مزدلفة في غروب الشمس، ليصلي المغرب والعشاء جمع وتأخير في مزدلفة، وفي اليوم العاشر يكون رمي جمرة العقبة، ونحر الهدي، وحلق الشعر أو التقصير، والطواف، ثم الرجوع إلى مِنى؛ والمبيت فيها ليالي التشريق، وتُرمى الجمرات الثلاث؛ الصغرى، والوسطى، والعقبة، في كل يوم من أيام التشريق الثلاث، ويشرع للمتعجل المبيت ليلتين فقط، ويختم الحاج أعمال الحج بأداء طواف الوداع.

فضل يوم عرفة
ليوم عرفة فضل عظيم، حيث أن ففيه يكون العتق من النار، كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ".

وفي حديث آخر للنبي قال "إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً"، لذلك على كل مسلم أن يتجنب المحرمات في ذلك اليوم العظيم ليختاره الله عز وجل من العتقاء من النار، حيث يدنوا الله إلى السماء الدنيا في ذلك اليوم، ويتباهى بعباده.

أحب الأعمال خلال يوم عرفة
إن أحب الأعمال خلال يوم عرفة لمن لم يحج، هو الصيام لما في ذلك من أجر عظيم، كما ورد عن النبي الكريم، بأنه يكفر ذنوب السنة التي قبله والسنة التي بعده.

وعلى المسلمين أن يكثروا من الأعمال الصالحة في ذلك اليوم، من ذكر الله عز وجل، والتقرب إلى الله والثناء عليه، والإكثار من الدعاء حيث أنه يستحب في ذلك اليوم المبارك، لأنه من أوقات الاستجابة، وفضله كبير، وعن النبي صلى الله علية وسلم قال: "خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ".