الأحد 16 يونيو 2024

أمن جنوب إفريقيا يحكم قبضته ومظاهر الحياة تعود إلى الأسواق والمدن بعد أحداث العنف

جنوب أفريقيا

عرب وعالم19-7-2021 | 12:05

دار الهلال

بدأت مظاهر الحياة والهدوء العام في العودة شيئا فشيء إلى الأماكن العامة والأسواق في جنوب إفريقيا، بعد أن استطاعت قوات الشرطة بسط سيطرتها على البلاد وتأمين الأهداف الحيوية للدولة، بعد اندلاع أعمال العنف، خلال الأيام الماضية، والتي خلفت بحسب التقارير الرسمية 212 قتيلا حتى الآن .

وأفادت التقارير الميدانية الواردة من جوهانسبيرج وكيبتاون وكوازولو ناتالو- التي تشكل المراكز الحضرية والتجارية الكبرى في جنوب إفريقيا- بأن حركة التعامل في الأسواق قد بدأت في العودة إلى طبيعتها بعد إغلاق دام عدة أيام نتيجة أعمال السلب والنهب والتخريب.

وقال أصحاب المحال إن الشرطة قد استطاعت استعادة منهوبات البضائع، فيما بدأ أصحاب المحال في إزالة آثار عمليات الاقتحام والحرق والتخريب التي وقعت في تلك المناطق.

تزامن ذلك مع قيام منظمات المجتمع المدني الأهلية في جنوب إفريقيا بجهد إغاثي؛ لتوصيل إمدادات الغذاء إلى التجمعات السكانية التي تعرضت المحال التجارية والأسواق فيها إلى عمليات نهب استولي فيه المخربون على ما على أرففها من مواد غذائية.

وكانت جنوب إفريقيا قد شهدت، خلال الأسبوع الماضي، أسوأ أعمال عنف في تاريخها منذ الاضطرابات التي كانت سائدة إبان عقود الفصل العنصري في أعقاب صدور أحكام بالسجن لمدة 15 شهرا على رئيس البلاد السابق جاكوب زوما في قضايا فساد، وقد أدت أعمال العنف إلى قطع مسارات الطرق الرئيسية التي استطاعت قوات الأمن الخاصة إعادة فتحها وتأمينها بدءا من السبت الماضي.

وبحسب الإفادات الأمنية فقد اعتقلت قوات جهاز أمن الدولة في جنوب إفريقيا ما يزيد على 2500 من العناصر المتورطة والمحرضة على أعمال العنف، وكذلك ما قاموا بأعمال سلب ونهب للمتاجر والممتلكات العامة والخاصة، وأيضا من طالت أيديهم التخريبية المنشآت والأهداف الحيوية في جنوب إفريقيا.

وتقول أجهزة الصحة والإسعاف في جنوب إفريقيا إنها سجلت 1488 حالة إصابة في أحداث العنف الأخيرة من بينها 89 حالة إصابة خطيرة قد تفضي إلى الوفاة ومعظمها في إقليم كوازولوناتال الذي انطلقت منه بداية أحداث العنف، ويأتي ذلك فيما تواصل قوات من الشرطة يصل قوامها إلى 25 ألف فرد معززة بوحدات من العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب انتشارها في كافة أرجاء جنوب إفريقيا؛ لضبط حالة الأمن في البلاد وملاحقة المتورطين المطلوبين في أعمال العنف ممن لا يزالون هاربين.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا– الذي يشن حملة على الفساد والفاسدين– إن موجة الاحتجاجات الأخيرة لم تكن عفوية "بل كانت مدبرة"، مشيرا- خلال تفقده لعدد من المناطق التي شهدت أعمال عنف؛ للوقوف على إجراءات استعادة الانضباط الأمني فيها- إلى أن أجهزة أمن الدولة تحقق الآن مع العناصر الآثارية التي تم اعتقالها على خلفية تلك الأحداث؛ لمعرفة دوافعهم واتصالاتهم التنظيمية ومحرضيهم على ما قامو به.

وبحسب التقارير الأمنية فقد انطلقت الشرارة الأولى لأعمال العنف من إقليم كوازولو ناتال، الذي يعد مسقط رأس رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما، وهوالإقليم الذي كان الأشد تضررا من تلك الاضطرابات، كما كان نصيب الإقليم من القتلى 180 قتيلا من بين 212 قتيلا قضوا في أعمال العنف التي شهدتها البلاد.