الجمعة 17 مايو 2024

زيارة القدس ونهر الأردن الأبرز.. أسرار طقوس الحج في الديانة المسيحية

ارشيفية

تحقيقات19-7-2021 | 22:08

حازم رفعت

في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في جميع أنحاء الأرض، بعيد الأضحى المبارك، ومناسك الحج، يتساءل البعض، عن طقوس الحج في الديانات الأخرى، فما هي تفاصيل شعيرة الحج لدى المسيحيين؟  

يؤدي المسيحيون طقوس الحج الخاصة بهم، في أول شهر برمودة، وهو أول شهور السنة القبطية، حيث يحج المسيحيون من شتى أنحاء العالم، إلى مدينة القدس الشرقية بفلسطين، في أسبوع الآلام، ليتذكرو آلام السيد المسيح في ذلك الوقت.

ومن طقوس الحج المسيحية، زيارة نهر الأردن، الذي يُعتبر من أقدس الأماكن لدى المسيحيين؛ إذ تعمّد فيه السيد المسيح، قبل 2000 عامًا، على يدي يوحنا المعمدان، ليكون أول رمز وسر يستخدمه المسيحيون لدخول الديانة المسيحية واعتناقها.

تبدأ رحلة الحج لدى المسيحي، عند وصوله إلى المدينة المقدسة بالصوم والصلاة، ثم زيارة القبر، حيث يطرح عليه ملحفة يحتفظ بها، لتكون كفناً له عند موته، ثم يزور جبل صهيون وجبل الزيتون ووادي يهوشافاط، وبيت لحم، وجبل تابور، وغيرها من الأماكن المقدسة التي تتعلق بمعجزات السيد المسيح.

وبعد أن يستحم في نهر الأردن يأخذ من أريحا غصنا من النخل ليقدمه، عند رجوعه إلى الخوري (القس)، لوضعه على المذبح علامة لتكميل زيارته، ولذلك سمي زوار فلسطين بالنخليين، ويسمى الحاج عند المسيحيين بـ " المقدس" نسبة إلى بيت المقدس.

أهم معالم الحج في المسيحية  

ويطلق لفظ الحج عند المسيحيين، على زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين، وهي تلك الأماكن التي شرفها السيد المسيح بولادته، وموته، وقيامته، في القدس والناصرة، وبيت لحم، وغيرها.

وتشير الروايات التاريخية، إلى أن أول حج للقدس، كان في أوائل القرن الثاني الميلادي، ثم تكررت هذه الزيارات، وتتابعت، منذ القرن الرابع الميلادي، حينما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية، عام 337م، وجعلها من الديانات الرسمية للدولة الرومانية.

الكشف عن القبر المُقدس

وبدأ الكشف عن معالم القبر المقدس، الذي دفن فيه السيد المسيح، ومكانه في بيت لحم، وجبل الجلجثة، الذي صلب عليه المسيح، حيث زارت الملكة هيلانة، أم قسطنطين، فلسطين، وأشرفت على الاكتشاف بنفسها، ثم أنشأت ثلاث كنائس، كان أشهرها كنيسة القبر المقدس، لكن لم يبق من هذه الثلاثة حاليا، سوى كنيسة المهد، التي شيدت فوق مغارة بيت لحم، ثم تواصل بعد ذلك البناء بجهود الأباطرة، ورجال الدين، والأثرياء، فأنشئت الكنائس والأديرة والمستشفيات وفنادق الحجيج، ورافق ذلك حركة حج عظيمة، فتوافد الحجاج المسيحيون إلى فلسطين من كل مكان.

الحج المسيحي بعد الفتح الإسلامي

واستمرت حركة الحج إلى فلسطين، بعد الفتح الإسلامي للقدس، وشهدت تطورا كبيرا، حتى احتلال الصليبيون للمدينة، سنة 1099م، ولم تتوقف حركة الحج المسيحي، بعد استعادة المسلمين للأراضي المقدسة، بل تواصل قدوم الحجاج والكهنة المسيحيين إلى فلسطين، طوال القرنين الرابع عشر، والخامس عشر، الميلاديين لخدمة الأماكن المقدسة وزيارتها.

وبعد دخول السلطان العثماني سليم الأول، القدس عام 1517م، وسيادة فكرة سياسة المحاور، بين الشرق والغرب، حصلت فرنسا على حق رعاية الحجاج الغربيين، وفق معاهدة امتيازات 1536، ثم عقدت دول أوربية أخرى، مثل: النمسا، وروسيا، وإيطاليا، وألمانيا، معاهدات مماثلة، اعترفت بها الكنيسة في روما، وعززتها، مما أدى إلى تدفق مختلف الرهبانيات الغربية إلى الأماكن المقدسة، وإنشاء الكثير من الأديرة والمؤسسات المسيحية، وازدياد عدد الحجاج الوافدين إلى فلسطين على اختلاف أقطارهم ومذاهبهم.

ومع قيام الكيان الصهيوني، عام 1948، ومن ثم احتلالهم لمعظم الأراضي الفلسطينية، عام 1967، تراجعت حركة الحج إلى فلسطين، وبدأت تنحسر بسبب الإرهاب، والقمع، والتشويه، لتلك الأماكن المقدسة.