جمهورية جديدة.. ذلك هو المستقبل الذى حدد ملامحه ووضع مرتكزاته الخطاب الجامع الشامل الذى ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة تدشين مشروع حياة كريمة وقد شرفُت بالحضور والاستماع إلى هذا الخطاب الذى مثل نقطة الانطلاق نحو بناء هذه الجمهورية الجديدة التى كانت مطلبا رئيسيا من مطالب ثورة الثلاثين من يونيو، التى وضعت النهاية لحكم جماعة إرهابية حاولت أن تخطف الوطن وتفكك مؤسسات الدولة خدمة لمصالح خارجية وتنفيذا لأجندات غير وطنية.
وقد حدد الخطاب مستهدفات الجمهورية الجديدة بشكل دقيق، إذ أشار إلى أن الدولة المنشودة هى الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى تمتلك القدرات الشاملة: عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا. وكذلك تعلى من مفهـوم المواطنة وقبول الآخر ايمانا بأن الوطن لا يمكن ان يقوم على الاقصاء والاستبعاد وإنما على التكامل والتعاضد بين أبنائه، ولن يتحقق هذا إلا من خلال تنمية سياسية تحقق بدورها حيوية للمجتمع تستند إلى مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التى تمثل تطبيقا عمليا لما نص عليه الدستور المصرى فى العديد من مواده. وفى السياق ذاته، رسم الخطاب كذلك الطريق الأكثر فاعلية فى الوصول إلى المستهدفات نحو تحقيق السلام والاستقرار والتنمية، حيث اعتبر أن بناء الانسان المصرى بناء متكاملا صحيا وعقليا وثقافيا هو الركيزة الرئيسية فى الوصول إلى هذه الجمهورية المنشودة، إيمانا بأن الإنسان المصرى هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده.
ومن نافل القول إن ما تضمنه الخطاب الرئاسى من رصد لحجم ما تحقق من إنجازات يعكس أن الطريق نحو هذه الجمهورية المنشودة لم يعد بعيدا، بل أضحت الصورة جلية أمام الجميع، وان الطريق اضحى ميسرا وإن واجه صعوبات وتحديات ولكنها لن تعيق حركة الدولة فى مسيرتها نحو تحقيق مستهدفاتها، شريطة ان تكون هناك مساندة كاملة من جانب المواطنين لجهود الدولة وتوجهاتها وهو ما أكده الرئيس فى كثير من خطاباته بأن ما تحقق من انتصارات متتالية وإنجازات عظيمة كان بفضل سواعد أبناء مصر وبدماء شهدائنا الأبرار.
خلاصة القول إن بناء الجمهورية الجديدة الذى انطلق منذ ثورة الثلاثين من يونيو أى منذ ما يزيد عن ثمانية أعوام خاض خلالها المجتمع المصرى معارك عديدة؛ بعضها سياسية وبعضها أمنية وغالبيتها اقتصادية. قد أثبت كفاءته وقدرته على التحمل فى سبيل مواجهة تحديات وصعوبات كانت تهدف إلى إضعاف عزيمته وتشويه هويته بخلط الأوراق وتضليل الأخبار وفبركة المعلومات، إلا أنه نجح فى الذود عن تراب وطنه والحفاظ على مكتسباته ورفض أية خطابات حاولت ان توقع بينه وبين مؤسساته الأمنية والعسكرية التى بذلت أرواح أبنائها من أجل الحفاظ على وحدة الدولة وترابها وحقوقها وأمنها واستقرارها.