لكل فئات الشعب المصري عادات في الاحتفال بالمواسم والأعياد الدينية، ويعد عيد الأضحى المبارك فرصة لأبناء المحافظات من أقصى شمال الجمهورية إلى أقصى جنوبها الذين يعملون في العاصمة للعودة إلى موطنهم الأصلي، وقضاء العيد في مسقط رأسهم والاحتفال مع ذويهم بالعيد وطقوسه وشعائره العديدة.
فمع اقتراب عيد الأضحى المبارك يبدأ أهالي المحافظات من العاملين في القاهرة في العودة إلى موطنهم والاستمتاع بإجازة العيد مع أسرهم وقضاء وقتا لطيفا معهم بعيدا عن ضغط العمل والروتين اليوم الذي يجعلهم يغتربون عن أسرهم لفترات طويلة قد تصل لأشهر متتالية، فتكون أيام العيد هي فرصتهم للاستمتاع بالإجازة برفقة الأسرة.
شوارع القاهرة خالية
ومن أبرز مشاهد عيد الأضحى المبارك، خلو شوارع القاهرة تقريبا من الزحام والتكدس، حيث اختفت الاختناقات المرورية تقريبا وسادت وسائل المواصلات العامة مثل أتوبيسات النقل الجماعي ومترو الأنفاق حالة من الهدوء واختفاء التكدس، وخاصة مع انشغال المواطنين بذبح الأضاحي تنفيذا لشعائر الإسلام والهدي النبوي الكريم.
وفي الأيام العادية تعد القاهرة من أزحم محافظات مصر، لكونها العاصمة المركزية لمصر فهي تحتوي على كل دواوين الوزارات والمصالح والأجهزة الحكومية التي تستقبل الآلاف يوميا سواء من العاملين أو الراغبين في الحصول على خدمة أو غير ذلك من الأسباب، فينزح إليها الآلاف يومياً من المحافظات بسبب عملهم داخل القاهرة أو إنجاز المصالح الشخصية أو العلاج نتيجة لتركز الاستثمارات والأجهزة الحكومية وكبرى المستشفيات بها.
واحتفل سكان القاهرة بعيد الأضحى، بداية من صلاة العيد في المساجد وتوزيع الحلوى والبلالين على الأطفال وتبادل التهنئة بالعيد، ثم ذبح الأضاحي والتقاط الصور التذكارية مع أضاحي العيد، وكذلك بالألعاب والملاهي الشعبية وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يعد العيد لهم مصدر بهجة وفرحة بمثل تلك الألعاب.
أهالي الريف يحتفلون بالعيد
أما العيد في المحافظات فلم يختلف المشهد كثيرا، فقد حرص الأهالي على الاحتفال بالعيد بدءا من صلاة العيد والتقاط الصور "سيلفي" توثيقا للحظات الصلاة كأحد مظاهر الاحتفال والفرحة بحلول عيد الأضحى، وتبادل التهنئة بين بعضهم البعض وسط حالة من الفرحة والبهجة بحلول العيد هذا العام وأداء صلاة العيد بعدما حرموا منها في عيد الأضحى من العام الماضي بسبب جائحة كورونا والتي أدت لمنع إقامة الصلاة تنفيذا للإجراءات الاحترازية.
وذبح المواطنون الأضاحي تنفيذا لشعائر الإسلام، والتي تقتضي ذبح الأضحية بعد صلاة العيد وتوزيعها على الفقراء والمساكين حسبما ورد في السنة النبوية، عرفانا بنعم الله سبحانه وتعالى وتقربا إليه.
وأكد المواطنون أن عيد الأضحى هذا العام يأتي بشكل مختلف وأكثر بهجة عن العام الماضي، حيث أقيمت صلاة العيد فيما لم تقام العام الماضي تنفيذا للإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، وكذلك تفتح الحدائق والمتنزهات العامة والشواطئ أبوابها للجمهور لأول مرة منذ جائحة كورونا ما يجعلها متنفسا يسعد الأسر يزيد من فرحة قدوم العيد والاحتفال به.